بدت مدينة تريم التاريخية مساء أمس كعروسة تضيء الألعاب النارية سماءها ، مساءها ينثر فيها الأضواء لتعانق مآذنها وجنبات معالمها التاريخية، وذلك احتفاء بتدشين فعالياتها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 1431هجرية - 2010م. تريم لوحة رائعة، محاسنها تنثر قبلات روحية، أشهى من دخان الموالد، بدت أمس الأحد كسيمفونية رائعة تؤكد إلى أن ثمة دور لعبته تريم وأبناءها في نشر نور الرسالة السماوية الخالدة إلى كثير من مناطق العالم. توجت تريم عاصمة للثقافة الإسلامية وهي متربعة على عرش المجد، تستلهم السمو من تاريخها الزاخر في خدمة العلم والعلماء ونشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها ..هكذا بدت تريم المدينة في عرسها التاريخي بالحفل الفني التدشيني لانطلاق الفعاليات الاحتفالية بتريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م بساحة منقذ بن يحيى بمدينة تريم، والتي باركها نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي لدى حضروه في حفل التدشين. بدأت الفعاليات الثقافية للاحتفال بأوبريت (جنت الدنيا تريم) الذي أخرجه الفنان علي سبيت وشارك فيه عدد من الشعراء والمنشدين والفنانين والراقصين اليمنيين. وتضمن الاوبريت عرضا شعريا ومسرحيا دراميا لملحمة تاريخية تناولت مختلف المراحل التاريخية لمدينة تريم والتى عبرت عن اعتزاز هذه المدينة بالدين الإسلامي الحنيف والوفاء لرسول المحبة والإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم. اللوحات عرًفت بمدينة تريم ومرحلة دخول أبناءها في الإسلام ومواقفهم المشرفة لنصرة الإسلام ودور المدينة في خدمة العلم والعلماء ونشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، ليختتم الاوبريت بلوحيتن تناولت الأولى الثورة اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة .. فيما تناولت اللوحة الثانية ذكرى ميلاد الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام وذلك في مظهر رائع ومعبر عن مشاعر المحبة والنصرة. وفي الحفل الذي حضره نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الداخلية رئيس اللجنة العليا لاحتفالية تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م صادق أمين أبو رأس، عبر مدير المكتب التنفيذي لاحتفالية تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م معاذ الشهابي عن أمله في أن تكون هذه التظاهرة الإسلامية الكبرى بمستوى هذا الحدث الاحتفائي الثقافي الكبير بمدينة تريم، وبما يكفل إبراز الوجه الحضاري لهذه الحاضرة الإسلامية العريقة في عامها الاستثنائي. ونوه الشهابي بالخصوصية الثقافية الإسلامية بمدينة تريم بوصفها واحده من أعظم منارات الثقافة الإسلامية حيث اجتمعت سمات الحضارة الإسلامية المتنوعة في هذه الرقعة الصغيرة من الأرض منذ فجر الإسلام وحتى تاريخنا الراهن. وقال :" لقد كانت تريم ارض المدد والنصرة شأنها في ذلك شأن كل مناطق اليمن وكان لتريم دورا كبيرا في نشر الدين الإسلامي حيث انطلق أبنائها ضمن أفواج اليمانيين الذين توافدوا نحو المدينةالمنورة ملبين دعوة الخير والحب و التسامح بقلوب صافية وعقول متفتحة. وأشار إلى عدد من الأسماء التى برزت عبر التاريخ الإسلامي من أبناء هذه المدينة ومثلوا مشاعل للعلم والتنوير .. منوها بدور مساجدها ورابطتها العلمية ومكتباتها النفيسة التي مثلت منارات علم تخرج فيها العديد من الرواد في عديد من العلوم . وشارك في الاحتفالية وزير الثقافة رئيس اللجنة الفنية للاحتفالية الدكتور أبو بكر المفلحي، والمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم (الاسيكو) الدكتور عبد العزيز التويجري ووزيرة الثقافة بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الدكتورة خليده تومي ووزير الشؤون الدينية بالجمهورية التونسية الدكتور أبو بكر وكانت مدينة تريم قد شهدت صباح أمس الأول ضمن البرنامج التدشيني لمدينة تريم عاصمة الثقافة الإسلامية حفلا خطابيا، تلاه مهرجان شبابي وكرنفالي عصر اليوم رسم فيه أكثر من ألفي طالب من مدارس مديريات وادي حضرموت 20 لوحة فنية استعراضية جسدت نماذج من الرقصات والأهازيج والألعاب الشعبية التي تكتنزها مدن وادي حضرموت وتعد جزءا من موروثها الحضاري. وفي المهرجان الذي حضره وزير النفط والمعادن أمير العيدروس وأمين عام المجلس المحلي بالمحافظة سعيد علي بايمين نقل وكيل محافظة حضرموت لشئون الوادي والصحراء عمير مبارك عمير تحيات وتهاني فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية إلى كل أبناء مدينة تريم بهذه المناسبة شاكرا كل الذين أسهموا في تنفيذ هذه اللوحة الاستعراضية. ونوه الوكيل عمير إلى أن الفعاليات المكرسة لهذه المناسبة ستستمر لمدة عام كامل تشمل العديد من الأنشطة في مختلف المجالات .. داعياً المواطنين المشاركة في إنجاحها وفاء لهذه المدينة ولأدوار أبنائها خلال المراحل المختلفة في نشر الدين الإسلامي وعلومه.. وتزينت ساحة العروض في تريم، ومنارة المحضار الشهيرة، إلى جانب معالم أخرى من القصور التاريخية بالمدينة.