في مناسبة اليوم العالمي للمرأة، دعونا نشيد بجميع النساء في أرجاء العالم قاطبة ممن يسهمن بالكثير من أجل تحقيق الرفاه لأسرهن ومجتمعاتهن وأممهن. ففي كل أرجاء العالم، تمثل النساء غازلات النسيج المجتمعي، وصانعات التقدم نحو تحقيق المساواة.واليوم، هناك المزيد من الفتيات يواظبن على الدراسة، والمزيد من النساء ممن يشغلن مقاعد برلمانية وحكومية، والمزيد من النساء ممن يستفدن من العمل المدفوع الأجر. وعلى الرغم من ذلك، فلا يزال الطريق طويلاً صوب تحقيق المساواة الحقَّة. وما دامت هناك امرأة تموت كل دقيقة من مضاعفات الحمل والولادة على نحو يمكن تداركه، لابد لنا أن نضع صحة المرأة وحقوقها في صدارة أولوياتنا. ويشمل ذلك الحق في الصحة الإنجابية. وما دام ملايين الفتيات يرغمن على الزواج وهن بعد في سن الطفولة، لابد لنا أن نهبَّ لتحقيق المساواة في المعاملة وتكافؤ الفرص. ويشمل ذلك الحق في التعليم والاستفادة من الطاقات الكاملة لكل فرد. وما دام العنف منتشراً على نطاق واسع ضد النساء والفتيات مقروناً بظاهرة الإفلات من العقاب عن هذه الجرائم، لابد لنا من سنّ التشريعات لإنفاذ القوانين المنصفة والأكثر ميلاً إلى تحقيق العدالة. وما دام هناك استمرار في ظاهرة فقدان البنات (حيث فُقد منهن حتى اليوم 100 مليون بسبب تفضيل الذكور على الإناث)، لابد لنا من حشد قوانا من أجل إحداث تغيير حقيقي يستهدف إنهاء المعاملة غير المنصفة والتمييز والعنف ضد الفتيات والنساء. إن الكفاح من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين يشكل واحداً من أهم التحديات في عصرنا. واليوم، في مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، دعونا نمضي قدماً متحدين في اقتناعنا بأن حقوق المرأة هي من حقوق الإنسان، وبأن جميع البشر ولدوا أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، وأن لكل شخص الحق في أن يعيش حياة خالية من التمييز. ومنذ أكثر من 60 عاماً خلت، في عام 1945، خطَّ الآباء المؤسسون للأمم المتحدة المبدأ التوجيهي للمساواة بين الرجل والمرأة في ميثاق الأممالمتحدة. وبعد عقود ثلاثة، في عام 1979، اعتمدت الوفود أول اتفاقية دولية شاملة من أجل النهوض بالمرأة وحماية حقوقها. وفي عام 1994، في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، أعلن قادة العالم لأول مرة أن الصحة الإنجابية والحقوق الإنجابية لهما أهميتهما الأساسية لتمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين والتنمية المستدامة. ومنذ خمسة عشر عاماً، في المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة، اتفق القادة على منهاج للعمل من أجل تحقيق المساواة والتنمية والسلم. واليوم، يتردد صدى الكثير من هذه الاتفاقات في الأهداف الإنمائية للألفية التي اتفق عليها قادة العالم من أجل التخفيف من حدة الفقر والسير بعالمنا صوب طريق أكثر استدامة. وتشكل هذه الأهداف والاتفاقات هادياً يسترشد به راسمو السياسات والمواطنون العاديون في المطالبة بالتغيير ومساءلة حكوماتهم عما قدمته لهم من وعود. وسيظل صندوق الأممالمتحدة للسكان ملتزماً تمام الالتزام بالعمل مع الشركاء من أجل النهوض بتمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين والصحة الإنجابية والحقوق الإنجابية. ومع انتشار الآراء والأفكار في عصرنا الآن أسرع من أي وقت مضى، تلك هي فكرة آن أوانها: ستكون فرصتنا أفضل في حل مشاكل العالم إذا ضم الرجال والنساء صفوفهم كشركاء على قدم المساواة في سعيهم من أجل البحث عن حلول مبتكرة. واليوم، في مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، بل وفي كل يوم، دعونا نمضي قدماً، تحدونا الرؤية القائلة بأن تقدم المرأة هو تقدم لنا جميعاً.