بضعة أيام بلياليها تُحرم الحالمة تعز من عناق العيد العشرين للوحدة الحُلم التي يا ما تغنى بها أبناء تعز حتى صارت حقيقة فياترى بإي وجه ستقابل تعز حاضنة الثورتين سبتمبر وإكتوبر عيد الوحدة 22 مايو التي شبت وكبرت وقوى عودها وتجاوزت سن المراهقة وما زالت الأمراض تحاصرها من كل حدب وصوب. تعز بآلامها وآمالها مشمرة سواعدها، فاتحة عيونها وآذانها، مستيقظة لا تنام، تنتظر نشيدها الرائع الذي يملئ النفس صدى وعز وكبرياء. الوحدة التي كانت ومازالت وستظل جرعة الأمل الذي تحمّل من أجلها أبناء تعز الظماء والضنك والتهميش المستمر فلا الفضول شفع لها ولا أيوب أطربها ولا السعيد هائل أسعدها. كل المدن تتشابه الاّ أنت يا تعز (غير) حكمة العزيز الباري أن تحاصري وأنتِ ما انتِ داري، إن أغضبتِ صنعاء رضيت عدن والعكس فلا تبالي واسمعي بلبلك الشادي ينادي لمن كل هذه القناديل تضوّي لمن، وهذه المواويل بالعُرس تشدو لمن. تعز أعلم ويعلم غيري لا أهل مطلع أنصفوك ولا أهل منزل أسعفوك قدرك المحتوم أن تظلي معلقة كالنجوم يهتدي بك السائرون وإذا ما لاح النهار وصلوا الى مبتقاهم نسيوكِ. تعز كل ما فيك حجر شجر بشر ينطق يمن حتى طيورك المهاجرة في أصقاع الأرض قلوبهم تنبض يمن وعقولهم ميممة نحوك يا يمن لم تراودهم فكرة أن يسئلو أنفسهم يوماً ماذا قَدمت لكم اليمن بل سؤالهم الدائم ماذا قدمتم لليمن عكس بعض أبنائك من كل المحافظات الذين يتباكون وعيونهم على السلطة والثروة والنتيجة واحدة تمزيق اليمن. تعز يا مدينة الإزدحام والشارع الوحيد يا قبلة الحب للعاشقين لملمى جراحاتك أفرحي أملئ الدنيا إبتسامة علمي الهمج كيف الحب يكون لا شمالاً لا جنوب علميهم أن الحب في القلوب لا بالسلطة والثروة والهدف ملئ الجيوب. تعز يا مدينة الصبر الذي لا يعرف حدود لو جحد البعض من أبنائك وبسط يده ليخرّبك لا تعامليه بالمثل وتقسي عليه ترفعي شامخة كالجبل الجاثم على صدرك ( صبر ) المزين بالاطفال المحمّلين بشتئ الوان الزهور الذين دائم الدوم يستقبلون زوارك بالرياحين والورود رغم الفقر البادي في العيون. تعز دائما ما تكوني عند حسن الظن مدرسة للثقافة والفن متعالية عن كل أشكال والوان الفتن رافضة الخارجين على القانون الملئ نفوسهم عفن إحذريهم يريدون قتل الفرحة الكبرى لكل أبناء اليمن مهما تظاهروا وإعتصموا وحاولوا تذكيرك بما حُرمت من نِعم لا تصدقيهم فأنت أكبر من كل ما يحاك ضد وحدة اليمن. تعز واصلي وأكملي الرسالة التي بدأتيها منذ زمن ، فهميهم أن الوحدة غالية لا تقدر بثمن رضيت صعدة أو غضبت أبيناليمن واحد من قبل بلقيس وأروى والملك سيف بن ذي يزن. تعز يا محراب وحدتنا الجميلة طهّري أرضك من كل أنواع الرذيلة ونادي بأعلى صوت اليمن واحد ولا ألف لا، للحوثي والحراك وكل من يتغنى بعصبيات القبيلة. تعز أحس ويحس غيري بمقدار عطشك وحاجتك لقطرات من الماء، أحس ويحس غيري بمقدار الغباء الذي يمتاز به بعض القائمين علي المجاري والكهرباء، أحس ويحس غيري أنك تعملي بصمت ولا تنتظري من أي مخلوق الثناء، أحس ويحس غيري أن صبرك نفد وما زلت متمسكة بعدالة السماء، الكل يعرف معاناتك من الألف للياء والكل للأسف ما عاد فيهم ذرة وفاء، تعز لا تحزني إنهم بلا حياء وأنت قدوة مثل كل الأولياء الأتقياء، فلا تجاريهم مهما تطاولوا عليك المنبطحون الأشقياء، واصبري واحتسبي قانون الشرفاء و حكمة كل الأنبياء، أفرحي أرقصي زغردي وغني الأيام دول وأزرعي البسمات في كل مكان وعطريها بالقُبل ورددي وحدتي وحدتي يا نشيداً رائعاً يملئ نفسي أنت عهداً عالقاً في كل ذمة.