مغرد خارج السرب.. هذا مايوصف به الشاعر.. ذلك ان قصائده تنساب كجدول رقراق تطرزه اعشاب نديه وتتلالأ في قعره اشكال من الحصي المجلو. ولد مارك ألين في مدينة ريمس الفرنسية عام 1927 ظهرت موهبته الشعرية باكراً حيث بدأ الكتابة في الرابعة عشرة من عمره. نشرت دار (باراغراف) ديوانه الاول عام 1954 وكان بعنوان (درب الكلمة) ثم تلت هذه الباكورة مجموعة اخري بعنوان (لاشيء سوي العيش) و(غداً الحب) نال عام 1957 جائزة ماكس جاكوب والتي منحت له بالاجماع من قبل جان كوكتو وبيارماك اورلان وغيرهم من كبار الادباء وكان عمره عشرين عاماً. عرفت مجموعته الشعرية والتي نشرها بيار سيغرس (زمن الاخرين) نجاحا وانتشارا وترجمات حتي الي اليابانية. ادي الخدمة العسكرية خلال 29 شهراً اصدر خلالها مجموعته الشعرية (احراق النار) عام 1959 وبعد تسريحه اخذ بكتابة النقد الادبي في مجلة (فنون) و (الطاولة المستديرة). حاز عام 1968 علي الجائزة الدولية (انغلمان) في بلجيكا وتوجت مجموعته (الهناك اللامتناهي) بجائزة غليوم الكبري وسمي فارسا في مجال الفنون والاداب. وهذه مقتطفات من قصائده مختارة من مجموعات عدة. قصائد الصيف الزمن يسيل قليلا الدم يكاد يدور في عروقي الزرق صاعقة غامضة تحت الكواكب كنت اهيم ليليا كما تصلي نفسي صوب الله *** لاصوت.. بلا ضوضاء كانت المجرات الفضاء يمتصني.. أقترب الي اين أسير...! متخلصا من اللغة وفائضا عن اللحظة.. وحدي انا .. العنيف والحنون بقيت بلا صدي.. ولاعناق..ولا صرخة.. التفاحة المحروقة اخذت الثمرة.. عريتها من قشرتها ولامستها قليلا قبل ان ارميها في النار.. رائحة لطيفة احتلت الهواء بكامل قوة الامتلاك المرفوضة وفكرت.. انك التفاحة.. عطرك مثلها.. ومجزأة حصصا متناقضة تحت مظاهره الشبه تام لماذا ممنوع احراق المرأة التي نحب..؟ سيدة الما بعد سوف نلتقي..اعرف..في منتهي الزمان في ليل او نهار اوضحي سوف نعرف بعضنا كعاشقين لم يعرفا علي الارض *** لم انتظر هذه الحياة لاحبك ياظلا جميلا يتبعني شعلة تسبقني من زمان بحثت دروبنا اللامتناهية عن بعضها ممتزجة حتي المنعطف المجرد كما نعبر الاجساد والازقة مع الرغبة الوحيدة في التلاقي..يوما ياحبي الذي لايحصي *** حتي الفجر، اكتب بصمت اغني واحد هو الوقت الملتف دوما علي نفسه والصبح يعيدني الي التي تسكنني اسمعك ، اراك، ألمسك احبك (من زمن الاخرين)