لقد رفرفت رايات المحبة والتآلف بين أبناء الشعب اليمني بعد الإنجاز العظيم الذي حققه في الثاني والعشرين من مايو 1990 فرفرف معها الأمن والإستقرار والسلام على أرض اليمن السعيد، والفضل يعود - بعد الله سبحانه وتعالى - للجهود المخلصة في هذا الوطن. فهذا الإنجاز سمه من سمات هذا الشعب الأبي الذي وصفه نبي الرحمة بالحكمة والإيمان ولين الفؤاد، فما كان هذا الإنجاز إلا بداية للتطلع لفجر مشرق يزخر بالتنمية التي تتقدم بها شعوب العالم. الوحدة اليمنية - في نظري - وبعد مرور عشرون عاما على قيامها - هي الرؤيا التي يستطيع من خلالها المخلصون في هذا الوطن تحقيق مزيدا من الإزدهار والتقدم، وبهذا العمل سنجسد هذا المنجز العظيم على مر التاريخ ممجدا بإنجازاته التي يصنعها أبناء الوطن. فكم من شعوب نراها في وقتنا الحاضر لا تمتلك التراث الكافي وبرغم ذلك تمجدها الإنجازات التي تتمثل في العقول والإبداعات، فكيف باليمن السعيد الذي يزخر بتراثه وموارده البشرية والمهارات الإجتماعية التي لا يعوزها إلا التخطيط الذي هو سر تقدم شعوب العالم، وبهذا التخطيط يمكننا النهوض إلى آفاق مستقبل مشرق يزخر بالتنمية الصناعية واللحاق بركب الدول المتقدمة. الذكرى بالوحدة اليمنية تعود كل عام فتجعل من صنعوا هذا الإنجاز العظيم أمام مسؤوليات تاريخية عظيمة تتمثل في وجوب المحافظة على الوحدة اليمنية بالتطلع إلى التخطيط السليم لمزيد من الإنجازات والنظر إلى الإخفاقات التي تقف أمام عجلة التنمية البطيئة في بلد الإيمان والحكمة من أجل بناء وطن ذو تنمية مستدامة تحقق الرفاه والتقدم المنشود الذي سيعكس مدى ما حققته الوحدة اليمنية للمواطن اليمني. فأول بداية للتخطيط هي النظر بكل إخلاص ومسؤولية إلى التربية والتعليم التي كانت سر تقدم الدول الصناعية وسر وعي شعوبها، فالتنمية البشرية هي عماد التنمية والتقدم في أي بلد. فاليمن السعيد يمتلك عدد كبير من الجامعات الحكومية والخاصة التي يمكن تسخيرها في النهوض الثقافي والصناعي الذي من خلاله يتم إستخدام الطاقات والكفاءات والقدرات المتوفرة في تطوير ورخاء هذا البلد. هناك العديد من المجالات والتي كان الإهتمام بالتعليم والتنمية البشرية هو الأساس المتين في نهوض الدول المتقدمة وأدى إلى تطويرها مثل الإهتمام بالصحة والسياحة والعمل وبقية المجالات التنموية الأخرى، ولهذا فالتعليم هو الجوهر للنهوض والتنمية والتقدم والإزدهار، فالمجد والتاريخ الحقيقي الذي نهضت به شعوب العالم هو التخطيط في عدة مجالات بصورة إستراتيجية ذات رؤية واسعة للمستقبل لكي تتحقق تنمية حقيقية متينة والتي يمكن القيام بها في اليمن السعيد اذا ما كان هناك عزيمة وإرادة وإصرار من صنّاع القرار. فاليمن الواحد لا ينقصه من ثروات بشرية ومعدنية وزراعية وسياحية وتراثية وتاريخ عظيم إلا عملية التخطيط لكي يصبح نمرا إقتصاديا في منطقته والعالم. ولهذا فالتخطيط الحقيقي هو أن نجسد الوحدة اليمنية بتاريخ ومجد يتمثل في تسريع عجلة التنمية التي جوهرها التعليم أولا وأخيرا، وبتظافر جهود المخلصين حكام ومحكومين يمكن تجسيد تاريخ و مجد الوحدة اليمنية في اليمن السعيد. [email protected]