تسببت مبالغ مالية جمعتها العناصر الانفصالية خلال الفترة القصيرة الماضية من عدة جهات، بتأجيج خلافات حادة بين علي سالم البيض وأحمد بن فريد وقيادات جنوبية أخرى، إثر اتهامات متبادلة ب"خيانة الأمانة"، وصراعات داخلية أخرى على مراكز النفوذ والمصالح. مصادر "نبأ نيوز" في ألمانيا كشفت عن اتهامات وجهها علي سالم البيض لعدد من المقربين منه حول العبث بأموال التبرعات التي جرى استحصالها من رجال أعمال ومغتربين يمنيين في الولاياتالمتحدة والخليج، تحت مسمى "مساعدة ضحايا النضال السلمي"، تبين أن الجزء الأكبر منها لم يتم تحويله، واستأثرت به قيادات انفصالية في الخارج. ولأول مرة، وجه "البيض" أصابع الاتهام إلى "ذراعه الأيمن"- على وصف المصادر- أحمد بن فريد على خلفية ما قيل أنها "وشاية" من "أفندي المقرشي".. وفي الوقت الذي أنكر "بن فريد" أن يكون قد استحوذ على أي مبلغ من تلك الأموال، وأكد أنه قام بتحويلها جميعا، فإن "المرقشي" قدم للبيض وثائقاً تدين "بن فريد" وتثبت أن ما تم توريده وتحويله ليس إلاّ جزء صغير مما تم استحصاله ولا يتجاوز ربع المبلغ الاجمالي. المشكلة التي تاججت مطلع الأسبوع الجاري، ما لبثت أن اتسعت لتطول باتهاماتها "علي باعامر" و"عبد الناصر الجلعي" و"عبده النقيب" وآخرين من وجهت لهم الاتهامات بالتلاعب باموال الحراك،، لتكشف النقاب عن أموال لم تكن تدخل أي سجلات، أو كشوفات، وإنما كانت شخصيات جنوبية تدفعها لحسابات خاصة بناء على اتفاق مسبق بعدم اظهار هويتها خوفاً على مراكزها ومصالحها في الدول التي تقيم فيها، وقد أميط النقاب عن إعادة توريدها لحسابات شخصية باسماء لم يتم التعرف بعد على أصحابها الحقيقيين.. وفيما تشير المصادر إلى أن "المرقشي" نجح في كسب ثقة "البيض" إلى حد ما، غير أن ثقة السيدة "ملكي" التي يصفها البعض ب"العمياء" ب"بن فريد" ما زالت تحول دون اتخاذ موقف جدي من تلك الأحداث، فضلاً عن الحيلولة دون اتساع دائرة الفضائح، ومحاولة التكتم على الكثير منها خوفاً من زعزعة ثقة الداعمين إذا ما اكتشفوا أن تبرعاتهم تذهب لجيوب الفاسدين الذين لايهمهم من الجنوب سوى أن يبقى البقرة الحلوب التي تدر عليهم الملايين.