تشهد جميع محافظات الجمهورية اليمنية صباح اليوم الأربعاء يوماً انتخابياً حافلاً يشارك فيه أكثر من (20) ألف من الفتيان والفتيات ممن سيدلون بأصواتهم في (39) مركز اقتراع لانتخاب ممثليهم في برلمان الأطفال في ثالث دورة انتخابية للأطفال تشهدها اليمن منذ تأسيس برلمان الأطفال عام 2000م، ثم إجراء انتخابات ثانية عام 2004م. وذكر جمال الشامي- مدير المدرسة الديمقراطية ، التي تمثل الأمانة العامة لبرلمان الأطفال- في تصريح ل"نبأ نيوز": أن الدكتور عبد السلام الجوفي، وزير التربية والتعليم؛ والدكتور يحيى الشعيبي، وزير الدولة أمين العاصمة؛ وعلوي المشهور، رئيس اللجنة العليا للانتخابات سيشاركون الأطفال فرحتهم بانتخاب برلمانهم الصغير، منوهاً الى أن (270) مرشحاً ومرشحة سيتنافسون اليوم على (39) مقعداً برلمانياً، وستحضى الفتيات منها ب(18) مقعداً. وكان المكفوفون والكفيفات أجروا انتخاباتهم صباح الاثنين الماضي- انفردت "نبأ نيوز" بتغطيتها- بمشاركة (172) كفيفاً وكفيفة ، ضمن دائرة انتخابية مغلقة خصصتها المدرسة الديمقراطية لهم في مركز "النور" للمكفوفين، حيث أدلى (129) ناخباً وناخبة بأصواتهم لستة مرشحين – أربعة ذكور واثنان من الإناث – من بين (172) مسجلاً في كشوف القيد والتسجيل لدى المدرسة الديمقراطية، التي اتبعت نفس أسلوب الاقتراع في انتخابات مجلس النواب (الكبير) ، وتم في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً فرز النتائج التي أشرفت عليها بلقيس اللهبي- ممثلة المدرسة الديمقراطية- وأعلن بعد الفرز والمراجعة بحضور المرشحين الستة عن فوز جهاد محمد علي دحان ، الذي حصل على (41) صوتاً ليصبح ممثل المكفوفين والكفيفات في برلمان الأطفال. فيما جاء في المرتبة الثانية كلاً من ندوة الشداوي، وأنور الحمادي ب(27) صوتاً لكل واحد منهما، فيما حصل فيصل الصريمي على (11) صوتاً ، وعبد العزيز القدمي على (8) أصوات ، ونجلاء عساج على (8) أصوات أيضاً.. ولم يتم إهمال أي بطاقة انتخابية أو إلغائها. ويأتي تقديم موعد اقتراع المكفوفين والكفيفات عن الموعد الرسمي المحدد (19/ أبريل-نيسان) مراعاة لأوضاعهم الخاصة ، ليتم ايلائهم الرعاية المطلوبة ، خاصة وأن الأمر كان يستدعي وجود مساعدين يسهلون تحركاتهم بين اللجنة المشرفة على الانتخابات ، وبين صندوق الاقتراع ، وأماكن تواجدهم. وكانت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل أعربت - في تصريح خاص ل"نبأ نيوز"- عن عظيم تقديرها وإعجابها للتفاعل الديمقراطي الذي يترجمه أطفال اليمن بحماسهم لانتخاب برلمانهم ، مؤكدة أن "الديمقراطية لا توهب، وإنما تأتي نتيجة ممارسة فعلية، واكتساب منذ الصغر" ، واصفة التجربة بأنها رائدة وستنعكس ايجابياً على تنمية المهارات للمشاركة السياسية الفاعلة مستقبلاً، وأن الأطفال هم"أكثر من نصف الحاضر ويمثلون كل المستقبل". وقالت الدكتورة أمة الرزاق حمد: لقد تابعت هذه الأيام العرس الديمقراطي المصغر الذي يمارسه أطفالنا في اليمن وسعدت كثيراً لأجله، لأن الديمقراطية لا توهب، وإنما تأتي نتيجة ممارسة فعلية، واكتساب منذ الصغر، ولا بد لهؤلاء الأطفال من أن يكسبوا الديمقراطية من خلال المناهج ، واشتراكهم وتفاعلهم في المجتمع، مؤكدة أن هذا هو ما تلمسه حقيقة واقعة تجري الآن فيها انتخابات برلمان الأطفال. وأضافت: من خلال متابعتي الآن لما يجري والتنافس بين الأطفال أشعر بارتياح كبير لأنهم يتعلمون الأصول الديمقراطية بعيداً عن الإختلالات التي قد تصاحب أحياناً الممارسات الديمقراطية إذا كانت غير واضحة ومفهومة لدى الكثير ، مؤكدة ثقتها بأن الأطفال أكثر صدقاً في ممارسة الديمقراطية ، وفي خلق روح التنافس فيما بينهم البين ، وفي تدريبهم أيضاً على المصداقية والشفافية والنزاهة في هذه الممارسة. وأشارت الدكتورة أمة الرزاق حمد الى أن انتخابات الأطفال تقليد طيب ، وأنه من دواعي فخرها بأن هذه الممارسة متاحة لكل أطفال اليمن، ولم تتجاوز حتى الأطفال الذين يمرون بظروف صعبة مثل الأطفال في دار الأيتام، إذ هم أيضاً من حقهم أن يمارسوا هذه الديمقراطية ، وأن تُعطى لهم الحرية في ممارستها وفق الأسس العلمية السليمة . وتمنت الوزيرة: أن تكون النتائج أيضاً على نفس هذا المستوى من الحماس والمشاركة والفاعلية، خاصة وأننا في شهر الديمقراطية الذي يعتبر السابع والعشرين من أبريل فيه هو يوم الديمقراطية ، وبالتالي نتمنى أن تكون مقاعد برلمان الأطفال من نصيب الأطفال الذين وضعوا برامج تتناسب مع الطفولة وتلبي احتياجاتها ضمن الحقوق المكفولة لهم . وأكدت في ختام تصريحها: إن تجربة برلمان الأطفال تجربة رائدة وسينعكس أثرها إيجابياً على تنمية المهارات للمشاركة السياسية الفاعلة مستقبلاً، لأن هؤلاء هم أكثر من نصف الحاضر، ويمثلون كل المجتمع والمستقبل بإذن الله تعالى. ويحظى برلمان الأطفال برعاية خاصة من لدن الرئيس علي عبد الله صالح الذي سبق أن أصدر قراراً يلزم فيه الوزراء، والمسئولين الحكوميين بتلبية أي استدعاء لهم من قبل برلمان الأطفال، والإجابة على مساءلاته، وتداول قضايا الطفولة بمعيته. ويعتبر برلمان الأطفال اليمني أول برلمان في العالم يستدعي سفير أمريكي ويستجوبه فيما يتعلق برفض الولاياتالمتحدة المصادقة على قانون الطفل الذي أعدته الأممالمتحدة.