تصاعدت حدة التوترات بين الحوثيين والدولة خلال ال(48) ساعة الماضية، واتهم مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا العناصر الحوثية باختراق وقف إطلاق النار في خط "صعدة- سفيان" صباح اليوم الأحد, وذلك بالقيام بسلسلة أعمال تقطع واعتداءات واسعة على المواطنين.. أعقبت تعبئة حوثية كبيرة ومنظمة تروج لاتهامات للسلطة والقبائل الموالية بالتحالف مع إسرائيل، وبان صفقة السلاح التي أبرمتها اليمن مع روسيا هي في سياق التحضير لحرب سابعة. وفيما حملت اللجنة الأمنية العليا الحوثيين مسؤولية الخرق الذي إرتكبته صباح اليوم، وما يترتب عليه من نتائج, فإنها أشارت إلى "أن تلك العناصر دأبت على ممارسة الخروقات المتكررة، والتنصل من التزاماتها في تنفيذ النقاط الست وآليتها التنفيذية، وفقا لقرار وقف العمليات العسكرية". وقد جاءت أحداث اليوم الأحد في سياق التصعيد الحوثي الذي شهدته حرف سفيان يوم أمس السبت، والذي قامت خلاله مجاميع كبيرة من المسلحين بقطع الطرق على وحدات عسكرية كانت متوجهة إلى منطقة "العمشية"، فمنعوها من المرور، وكادت تنفجر مواجهات طاحنة بين الطرفين، لولا صدور توجيهات للوحدة العسكرية بالتراجع عن المرور، والتريث حتى تتدخل اللجان الإشرافية. ولم يكن ذلك الحدث هو الوحيد، بل سبقه قيام المليشيات الحوثية بمحاصرة الإدارات الحكومية في "الملاحيط" واشعال مواجهات مع قوات الأمن سقط خلال العديد من القتلى والمصابين.. كما قاموا بشن هجوم على بيت الشيخ بن عزيز في سفيان، ونسفه بالقاذفات، وقتل ثلاثة أشخاص كانوا داخله أثناء الهجوم؛ الذي تؤكد مصادر "نبأ نيوز" أنه كان خاتمة المعارك الضارية التي استمرت لأكثر من أسبوع، وتم إيقافها بوساطة قبلية مساء يوم الجمعة، ليعاود الحوثيون إشعال فتيلها في أماكن أخرى وبمواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، وبأسلوب وصف ب"استفزازي". وعلى خلفية ذلك، وجه مصدر في اللجان الوطنية المشرفة على تنفيذ النقاط الست في محافظة صعده ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران نداء إلى العناصر الحوثية طالبها فيه بعدم التسويف والالتزام التام بالنقاط الست وآليتها التنفيذية وكل ما تم الاتفاق عليه مع اللجان الوطنية بما في ذلك البرامج الزمنية, وتمكين اللجان الميدانية التي تم تشكيلها من انجاز مهامها دون عراقيل. وفي تطور خطير أيضاً، تهم الحوثيون السلطة بالتمهيد لحرب سابعة من خلال قيامها بالتصعيد الميداني وشراء الأسلحة وحملة الاعتقالات التي تشنها في صفوف أنصاره. وقال أبو مالك وهو ممثل الحوثيين بسفيان المفوض بالتصريح من قبل المكتب الإعلامي للحوثي إن قيام السلطة بشراء صفقة أسلحة روسية دليل على خوضها حرب سابعة، متهما السلطة بمحاولة التملص من الاتفاقيات الموقعة معها ، من خلال اتهاماتها بخروق الاتفاق وغيرها. وأكد أبو مالك ل"نيوزيمن": أن الاتفاق الأخير مع السلطة والذي شمل على 22 بندا جديدا قد ألغى اتفاق البنود الستة، مشيرا إلى أن بندين تم الاتفاق عليهما، ومن تلك البنود أن يقوم الحوثيون بتسليم المعدات، بالتزامن مع إطلاق المعتقلين وهو البند الرابع عشر من الاتفاق الجديد. وقال: إن السلطة التزمت بتنفيذ مطالبهم المشروعة منذ وقف إطلاق النار، لكنها لم تنفذ أي مطالب من مطالبهم التي كفلها الدستور والقانون. ومع أن السلطات الحكومية تحاول في خطابها الاعلامي التقليل من أهمية وحجم الأحداث الدائرة، إلاّ أن مصادر "نبأ نيوز" في الميدان يؤكدون أنها آخذة بالتصعيد على نحو أشد من أي مرحلة سابقة، وأن مظاهر الاستنفار المسلح واضحة بقوة في كل أرجاء صعدة وسفيان وصولاً الى الجوف- ومن قبل الطرفين- وأن المناخ العام مشحون بالانفعالات، ويهدد بالانفجار بأي لحظة قادمة- خاصة وأن عدد من القادة العسكريين مستاؤون من سياسة "ضبط النفس" التي تتبعها السلطة، ويعتقدون أن صبرهم قد نفذ تجاه تمادي الحوثيين في اعتداءاتهم واستهتارهم بالدولة..!