لا تستغرب عزيزي القارئ من العنوان! ولا تصيبك الدهشة حول العلاقة بين القناة التعليمية كمحطة تلفزيونية نوعية ومؤسسة طباعة الكتاب المدرسي الذي يتواجد على الأرصفة قبل أن يصل إلى أيادي الطلاب! لا تستغرب أبدا فحين يعرف السبب يبطل العجب. إن المطابع والقناة مرفقان تابعان- حتى اللحظة- لوزارة التربية والتعليم، وجهود الخصخصة أو الضم للمطابع- كما جرى مع مؤسسة الأثاث والتجهيزات المدرسية- تتم على قدم وساق، بالتزامن مع جهود ومساعي وزارة الإعلام للبسط على مقر وتجهيزات القناة التعليمية! وفي خضم هذا البذل العظيم لا يتواجد مدير عام القناة التعليمية خلال الفترة الصباحية إلا نادرا، ولا يتواجد عصرا إلا إذا كان في جمع لتناول القات!! فهو مشغول طوال النهار! وهذا الانشغال ليس فيما يهم أو يخدم القناة أبدا، ولكن بما يخدم نشاطات ومهام المدير العام التنفيذي لمطابع الكتاب، أو لتنفيذ الأعمال الموكلة إليه من قبل مدير المطابع . فطاقم للتصوير من فريق عمل القناة التعليمية مفرغ للعمل في المخيمات أو لتغطية فعاليات معسكر من المعسكرات... أو مرافقة مدير المطابع؛ وبقية العاملين الفنيين صاروا شتاتا، فمنهم من انتقل للعمل في سلك الأمن ومنهم من ذهب للعمل في المكاتب الإعلامية الخاصة والقنوات التلفزيونية المحلية ومنهم من يعمل في مجال الإنتاج التلفزيوني بإحدى الجامعات اليمنية ومنهم من يعمل ضمن مراسلة القنوات الفضائية الأجنبية! ليس هذا تحاملا على مدير القناة أو مدير المطابع.. لا والله، فجميعهم أصدقاء لكني سألت عن مدير القناة بحكم صلتي بالميدان لأكثر من مرة، وفي كل مرة ازور فيها القناة وأسأل عنه لا أجده إطلاقا، وعند السؤال عنه يقول الحراس الذين لم يعد يتواجد في القناة سواهم أنه مشغول في المطابع! وما دفعني لكتابة هذا المقال هو الحال السيئ الذي وصلت إليه القناة التعليمية والعاملين بها في الوقت الذي ينتظر منها الجميع أن تكون خلية نحل أو أكثر نشاطا، وهي تستعد للانطلاق ببثها لتكون قناة تعليمية يمنية فضائية ..لكن الإحباط الذي وصل إليه العاملين أصبح مميتا. فالركود صار سيد الموقف. والتسيب الإداري صار عنوانا بارزا وصل بريقه ولمعانه مؤخرا إلى أروقة وزارة التربية والتعليم التي سارعت من خلال ممثل وزارة الخدمة المدنية الأستاذ فيصل غالب الشرعبي لطباعة وإرسال شهادة تقدير وإشادة بحسن الأداء! وبأن القناة احتلت المرتبة الأولى في الانضباط الوظيفي على مستوى كافة مرافق الوزارة! نعم بعد أن تعطلت القناة تماما وأخليت من العاملين والإنتاج وصارت نهبا لعشاق المخصصات المالية ومنحت مدير عام شئون الموظفين حصته من الغنيمة هاهي تحصل على شهادة التميز والانضباط الذي يكذبه الواقع! وما كان للقناة التعليمية أن تصل إلى ما وصلت إليه من السوء والخراب لولا تواطؤ القيادة التربوية وتوجهها الجاد نحو العبث بالمقدرات المالية.. وقد كان من نتاج هذا الإسفاف أن قام مدير القناة باختيار أسوأ العناصر لتسلم مهام الإدارات رافضا أي تمييز بين الجيد والرديء! لقد أستبعد من هو متعاقد على حد قوله من العمل في الإدارة وأستبقى من يريد! وأوكل مهام الإعداد لمن لا يجيدون الإعداد! وجعل المعرفة والوساطة أهم من التخصصات العلمية! أسألوا العاملين كم أنتجت القناة في الفترة التي ترأس فيها مديرها الجديد الإدارة؟ أسألوا عن الحلقات وكيف تتم عملية الإنتاج؟ وكيف تصرف حقوق الإنتاج؟ شاهدوا البرامج الوهمية التي نشروها كذبا وتظليلا على شبكة الانترنت عبر موقع القناة التعليمية اليمنية؟ تحروا عن وجودها على ارض الواقع لن تجدوا لها أثرا!! إنها أشبه بذر الرماد على العيون فقط! وانا على ثقة كبيرة بأنه لو كلف الوزير نفسه بالنزول إلى القناة وتابع العملية الإنتاجية لعرف حجم المأساة التي تمر بها. ولو كلف نائب الوزير نفسه وسأل عن جودة الإنتاج للمواد التي أنتجت مؤخرا لكان خيرا من الاهتمام بتغطية فعالياته ولقاءاته مع الممولين والمانحين! كما أثق تماما بأنه لو كلف أي مسوؤل (ممن عينوا مدير القناة) لو كلف نفسه بالسؤال عن أحوال موظفي القناة وحال القناة والعمل في القناة لعرفوا جميعا حجم الجريمة التي ارتكبوها في حق الوطن! وعودة لعنوان المقال أقول: مادام إخلاص مدير القناة لمدير المطابع كبيرا وحرصه على إرضاءه أهم من متابعة ما يهم القناة والاستعداد للنقلة النوعية المتمثلة في إطلاق البث.. فلماذا لا يسارع الوزير ونائبه لإصدار قرار تبعية القناة التعليمية لمدير مطابع الكتاب المدرسي مدير الهيئة الوطنية العليا للتوعية! على طريق انتقال تبعية المؤسسة ككل مثلها مثل حال مؤسسة الأثاث والتجهيزات المدرسية التي أصابها حساد النجاح وأحالوها إلى جانب المسالخ والألبان ضمن قوام مؤسسة أخرى!! أعتقد هذا سيكون منطقيا جدا وستصبح الطاعة العمياء لمدير المطابع جزءا لا يتجزأ من برنامج ومهام مدير عام القناة التعليمية فتزول بالتالي الغرابة وتختفي كل علامات التعجب.. ونردد بصوت جهوري كبير: كلما قلنا عساها تنجلي قالت الأيام: هذا مبتداها!