كشف مصدر قيادي في أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) ل"نبأ نيوز" عن تحضيرات أجراها قادة المشترك مساء أمس الاثنين للاعلان خلال الساعات القليلة القادمة عن تعليق الحوار مع الحزب الحاكم، وذلك على خلفية فضائح الأسماء "الوهمية" التي تضمنتها قائمته، وما ترتب عنها من إنسحابات فجرت خلافات حادة بين أحزابة، وإمتثالاً لشروط أملتها فصائل الحراك الانفصالي. وأكد المصدر: أن قرار تعليق المشاركة في الحوار من المرجح أن يتم إعلانه في ختام إجتماع استثنائي ستعقده اللجنة التحضيرية صباح اليوم الثلاثاء، مبيناً أن قادة أحزاب المعارضة اتفقوا على التذرع بالأوضاع الاقتصادية، وانهيار سعر صرف العملة، وموجة الغلاء التي يشهدها السوق، واعتبار ذلك "مناخ غير صالح لأي حوار"، واشتراط معالجة تلك الأوضاع أولاً قبل الجلوس إلى طاولة الحوار. واشار المصدر القيادي- الذي قال أنه انسحب من الاجتماع المسائي بسبب معارضته لتوجهات تعليق الحوار- إلى أن الأسباب الحقيقية لتعليق الحوار هي الخلافات الحادة بين قادة الأحزاب، وتقاطع آرائها بشأن برنامج مشاركتها في جلسة يوم غدٍ الأربعاء "الأولى" التي دعى إليها الرئيس صالح.. مؤكداً أن ما يقارب (17) شخصية ممن وردت أسمائهم في قائمة ممثلي المعارضة بلجنة الحوار أكدوا إنسحابهم من اللجنة، متوقعاً أن يتجاوز عدد المنسحبين خلال اليومين القادمين ربع العدد الكلي لقائمة ممثلي المعارضة المؤلفة من (100) إسم. وأرجع المصدر الخلافات بين أحزاب المشترك إلى أن بعض القوى السياسية المعارضة اتهمت أحزاب معينة تتمتع بنفوذ داخل المشترك- رفض تسميتها- بأنها ليست لديها أية نية لدخول الحوار، وأنها تعمدت الزج بأسماء قيادات مؤتمرية واخرى معارضة خارج رغبتها بقصد إحراج موقف المشترك بانسحابها، وإرغام أحزابه للقبول بخيار مقاطعة الحوار "من باب الحفاظ على ماء الوجه"- على حد تعبيره. وقال أيضاً أن السبب الآخر للخلافات هو الموقف من "الحراك الجنوبي"، مبيناً أن الأحزاب وبعد ردود أفعال الحراك على تصريحات رئيس المشترك، تنصل كل منها عن المسئولية، واتهم بقية الأطراف، مما تسببت المكاشفة لاحقاً بتوتر ومشادات عكرت الأجواء.. كما أكد أن قيادات في الحراك اشترطت على المشترك إعلان إنسحابه من لجنة الحوار، إلاّ أن النقاشات التي دارت أمس الاثنين أسفرت عن قبول الحراك بإعلان المشترك تعليق حواره. كما تم الاتفاق على عقد لقاء نهاية هذا الأسبوع للاعداد لفعاليات احتجاجية مشتركة بين الحراك واللقاء المشترك يتم تنفيذها خلال أيام رمضان. وتاتي هذه التصريحات مؤكدة لما أوردته "نبأ نيوز" في تقريرها السابق حول نية المشترك التنصل من الحوار الوطني، خاصة في ظل الإعلان المبكر لرئيس لجنة الحوار محمد باسندوة برفضه اتفاق الحوار وقوائم ال(200) ممثلاً، والذي اعتبره محللون سياسيون رسالة لتأكيد أن لجنة حوار المشترك التي أسسها الشيخ حميد الأحمر هي الباقية، وهي التي سيتم فرضها! وقد آل المشترك منذ إعلانه الخميس الماضي قائمة ممثليه للجنة الحوار إلى وضع حرج للغاية بسبب فضيحة تسجيله اسماء قيادات في الحزب الحاكم ضمن قائمته دون أخذ إذنهم أو أدنى علم منهم، ورغم أن بعضهم يشغل منصب تنظيمي رفيع في حزبه. آخر قيادي حكومي أعلن عن علمه بترشيحه ثم إنسحابه من قائمة المشترك هو اللواء عبد الملك السياني- وزير الدفاع الأسبق- الذي أعرب أمس الاثنين عن استغرابه من نزول اسمه ضمن قائمة المعارضة، كونه لم يعلن مشاركته مسبقا في المقام الأول، كما أنه لم يتلق أي طلب رسمي من قبل المعارضة حول هذا الخصوص. وقال في تصريح ل"يمن بوست" أنه لن يشارك ضمن قائمة المعارضة في اللجنة المشتركة المعنية بالإعداد والتهيئة للحوار الوطني الشامل، متمنياً وجود لجنة يمنية مستقلة تراقب الحوار لهذه اللجنة. أما القيادات التي سبقت "السياني" بإعلان دهشتها بزج المشترك أسمائها دون علم منها فمنهم الشيخ عبد السلام صالح هشول زابية- عضو كتلة المؤتمر البرلمانية، والدكتور صالح سميع– وزير المغتربين السابق، والدكتور عبد الوهاب الروحاني- عضو اللجنة الدائمة للحزب الحاكم، ثم انضم اليهم علي زين بن شنظور الذي أعلن أيضاً انسحابه من اللجنة.. إلى جانب قيادات المعارضة التي بينها محمد سالم باسندوة، ومحمد المتوكل، والممثلين الثلاثة لجماعة الحوثيين، فضلاً عن آخرين لم يكشفوا بعد مواقفهم لوسائل الاعلام. وأمام تفكك قائمة أحزاب اللقاء المشترك، لم يجد أمنائها العامون من سبيل لستر هذه الفضائح غير العودة مجدداً للعب على معاناة اليمنيين المعيشية، التي تحولت إلى أشهر "شماعة" في تاريخ الديمقراطيات العالمية، تعلق عليها جميع القوى فضائحها، وأخطائها، وهزائمها، ليبقى المواطن اليمني هو "كبش فداء الديمقراطية"..!!