تأكيدا لدقة المعلومات التي أوردتها "نبأ نيوز" مساء الاثنين الماضي، وفي كبرى فضائح المعارضة اليمنية، أعلن اللقاء المشترك اليوم الأربعاء تعليق مشاركته في الحوار الوطني الذي كان مقرراً انعقاد جلسته الأولى صباح اليوم، وذلك بعد اعتذار ثلث ممثلي قائمته المؤلفة من (100) شخصية عن المشاركة. وطبقاً لمصدر قيادي في اللقاء المشترك ل"نبأ نيوز"، فإن تعليق الحوار جاء في اعقاب فشل اجتماع استثنائي عقدته قيادة المشترك أمس الثلاثاء لممثليها في الحوار، لم يحضره سوى ما يقارب ال40% من إجمالي الواردة أسمائهم في القائمة، مشيراً إلى أن "بعضهم اعتذر هاتفياً لضيق الوقت وتعذر وصوله"، إلاّ أن الأغلبية العظمى هم ممن يرفضون المشاركة وأعلنوا إنسحابهم، منوهاً إلى أن عدد المنسحبين "يكاد يقترب من ثلث العدد الكلي". وفيما وصف المصدر ذلك ب"النكسة"، فإنه كشف عن تشكيل لجنة داخلية للتواصل مع الشخصيات المنسحبة والرافضة للمشاركة، ومحاولة اقناعها بالحضور، و"عدم الممانعة من إنسحابها بعد ذلك"، وهو ما اعتبره المصدر "محاولة لستر الفضيحة".
من جانبه، الدكتور محمد المتوكل- رئيس المشترك- أدلى اليوم بتصريحات برر بها تعليق المشاركة في الحوار بأن أحوزاب المشترك لديها مقترح ل"عقد اجتماع مسبق مع قيادة المؤتمر الشعبي العام يتم خلاله تحديد موعد وجدول أعمال الاجتماع الأول للجنة التهيئة للحوار الوطني، لم يكن تلكؤ أو تهرب من الحوار". وقال: "أن المؤتمر الشعبي العام وجه دعوة للاجتماع اليوم الأربعاء دون تحديد مسبق مع المشترك"، منوهاً إلى أن قالئمة ال(100) الخاصة بالمشترك "لم تكن لديها رؤية واضحة ما هو الاتفاق، وماهي تصورته، وتحتاج لشرح طويل"، دون أن يشير إلى أن معظمهم لم يكن بالأصل يعلم أنه مرشح ضمن القائمة. وتطرق المتوكل إلى الاجتماع "الاستثنائي" الذي عقدوه يوم الثلاثاء، وقال "حاولنا إقناعهم وكانوا غير راضين على الموعد المحدد اليوم الأربعاء، وما زالت المحاورات متواصلة اليوم الأربعاء"، مضيفا "كان المفترض أن يتم التنسيق مسبقا على موعد وجدول عمل، "لكن سمعنا الدعوة عبر الإذاعة"، وهو نفس العذر الذي قدمه المنسحبون من قائمة المشترك الذين قالوا "أنهم سمعوا أسماءهم من الاعلام"- كما هو الحال مع محسن باصره رئيس تجمع الاصلاح في محافظة حضرموت. من جانبه، المؤتمر الشعبي العام، عبّرعن اسفه الشديد لعدم التزام المشترك بالموعد، كما أكد قوله: (اننا في المؤتمر الشعبي العام نعتقد بان الحوار قد غدا مصلحة وطنية عليا، فاننا ندعوكم للقاء اليوم او غدا صباحا على ابعد مدى باعتبارنا الاحزاب الموقعة على اتفاقيتي فبراير و17 يوليو معنية بتنفيذ ماورد فيها)، طبقاً للرسالة التي وجهها صباح اليوم للمشترك. واقترح الحزب الحاكم يوم السبت القادم ال(7) من اغسطس الجاري موعدا جديدا لعقد اول اجتماع للجنة الحوار الوطني المشتركة البالغ قوامها (200) عضوا والمتفق عليها مناصفة بين المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه وفقا للبند الاول من المحضر المشترك والموقع بينهما في ال(17) من يوليو الماضي. وكان مصدر قيادي في أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) كشف ل"نبأ نيوز" يوم الاثنين الماضي عن تحضيرات أجراها قادة المشترك مساء نفس اليوم للاعلان عن تعليق الحوار مع الحزب الحاكم، وذلك على خلفية فضائح الأسماء "الوهمية" التي تضمنتها قائمته، وما ترتب عنها من إنسحابات فجرت خلافات حادة بين أحزابة، وإمتثالاً لشروط أملتها فصائل الحراك الانفصالي. وأكد المصدر: أن قرار تعليق المشاركة في الحوار من المرجح أن يتم إعلانه في ختام إجتماع استثنائي ستعقده اللجنة التحضيرية صباح اليوم الثلاثاء، مبيناً أن قادة أحزاب المعارضة اتفقوا على التذرع بالأوضاع الاقتصادية، وانهيار سعر صرف العملة، وموجة الغلاء التي يشهدها السوق، واعتبار ذلك "مناخ غير صالح لأي حوار"، واشتراط معالجة تلك الأوضاع أولاً قبل الجلوس إلى طاولة الحوار. واشار المصدر القيادي- الذي قال أنه انسحب من الاجتماع المسائي بسبب معارضته لتوجهات تعليق الحوار- إلى أن الأسباب الحقيقية لتعليق الحوار هي الخلافات الحادة بين قادة الأحزاب، وتقاطع آرائها بشأن برنامج مشاركتها في جلسة يوم غدٍ الأربعاء "الأولى" التي دعى إليها الرئيس صالح.. مؤكداً أن ما يقارب (17) شخصية ممن وردت أسمائهم في قائمة ممثلي المعارضة بلجنة الحوار أكدوا إنسحابهم من اللجنة، متوقعاً أن يتجاوز عدد المنسحبين خلال اليومين القادمين ربع العدد الكلي لقائمة ممثلي المعارضة المؤلفة من (100) إسم. وأرجع المصدر الخلافات بين أحزاب المشترك إلى أن بعض القوى السياسية المعارضة اتهمت أحزاب معينة تتمتع بنفوذ داخل المشترك- رفض تسميتها- بأنها ليست لديها أية نية لدخول الحوار، وأنها تعمدت الزج بأسماء قيادات مؤتمرية واخرى معارضة خارج رغبتها بقصد إحراج موقف المشترك بانسحابها، وإرغام أحزابه للقبول بخيار مقاطعة الحوار "من باب الحفاظ على ماء الوجه"- على حد تعبيره. وقال أيضاً أن السبب الآخر للخلافات هو الموقف من "الحراك الجنوبي"، مبيناً أن الأحزاب وبعد ردود أفعال الحراك على تصريحات رئيس المشترك، تنصل كل منها عن المسئولية، واتهم بقية الأطراف، مما تسببت المكاشفة لاحقاً بتوتر ومشادات عكرت الأجواء.. كما أكد أن قيادات في الحراك اشترطت على المشترك إعلان إنسحابه من لجنة الحوار، إلاّ أن النقاشات التي دارت أمس الاثنين أسفرت عن قبول الحراك بإعلان المشترك تعليق حواره. كما تم الاتفاق على عقد لقاء نهاية هذا الأسبوع للاعداد لفعاليات احتجاجية مشتركة بين الحراك واللقاء المشترك يتم تنفيذها خلال أيام رمضان. للإطلاع على بقية تفاصيل الخبر: * المشترك يعتزم تعليق الحوار بعد الانسحابات وإنصياعاً للحراك