كشفت بيانات إحصائية للتجارة الخارجية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء عن ارتفاع قيمة الصادرات اليمنية من العسل اليمني خلال العام الماضي 2009م، من 634 طنا في 2008م إلى 837 طنا في 2009م.. وأوضحت البيانات الاحصائية أن الأسواق السعودية تعد المستفيد الأول من العسل اليمني، حيث استأثرت ب693 طنا بقيمة مليار و417 مليون ريال؛ فيما احتلت الأسواق العمانية المرتبة الثانية، حيث استوردت من اليمن 24 طنا و530 كيلو جراماً بقيمة 183 مليونا و840 ألف ريال، ليليها في المرتبة الثالثة الأسواق الإماراتية واستوردت 90 طنا و211 كيلو جراماً بقيمة 133مليونا و130 ألف ريال. ويعرف العسل اليمني بأنه عالي الجودة عالمياً، ويحظى بشهرة واسعة في الداخل والخارج ويعده الكثيرون دواء ومقويا ومنشطا حيويا ومغذيا، مما جعل سوقه يتوسع يوما بعد يوم وأثمر في ارتفاع أسعاره. حيت جاء في دراسة المنظمة العربية للتنمية الزراعية ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية (FAO) أن متوسط سعر تصدير كيلو جرام العسل الطبيعي على نطاق التجارة الدولية يعادل 1.03 دولار، في حين أن العسل اليمني وخاصة السدر الخالص صدر بواقع 68.39 دولار للكيلو جرام الواحد. كما استوردت الكويت ما قيمته 24 مليون ريال والبحرين ب9 ملايين ريال وبخصوص الواردات فقد استوردت بلادنا 924 طنا بقيمة 286 مليون ريال جاءت معظمها من كل من الولاياتالمتحدة والمانيا وأثيوبيا والسعودية وتركيا واليونان. وحسب البيانات، فقد استوردت اليمن عسلا من الولاياتالمتحدة بقيمة 173 مليون ريال وبلغت الكميات المستوردة 567 طنا، ومن ألمانيا 176 طنا بقيمة 47 مليون ريال، وأثيوبيا 17 طنا بقيمة 10 ملايين ريال، ومن السعودية 45 طنا بقيمة 14 مليون ريال، ومن تركيا 22 طنا بقيمة 6 ملايين ريال. وقد شهدت تربية النحل في اليمن خلال الخمسة عشرة سنة الماضية توسعًا كبيرًا وأصبحت اليوم تمثل ركيزة مهمة في الإنتاج الزراعي الاستثماري المدر للربحية. وبحسب إحصائية زراعية وصل عدد طوائف النحل في اليمن إلى أكثر من مليون طائفة، فيما وصل عدد النحالين إلى 16.500 نحال. وفي الوقت ذاته اعتبر قرار مجلس الوزراء رقم (77) لسنة 2003م العسل ضمن المحاصيل الاستراتيجية الخمسة، وحث على الاهتمام بتنميته وتطويره. إذ تقول وزارة الزراعة إن إنتاج اليمن من العسل اليمني قد ارتفع من 2439 طنا في عام 2008م إلى 2486 طنا في 2009م، كما شهدت قيمة الإنتاج ارتفاعا جيدا حيث ارتفعت من 8مليارات و780 مليون ريال في 2008م إلى 11 مليارا و898 مليون ريال العام الماضي. وكدليل على جودة وفائدة العسل اليمني توصل بحث علمي للباحث سعيد عمر فرج، من قسم وقاية النبات بجامعة عدن، إلي أن العسل اليمني وخاصة منه العسل ذات المصدر الزهري، له تأثير ايجابي على وظائف الكبد حيث يساعد على تحسين الصورة الليبيدية في الدم، ويرجع السبب في ذلك أن العسل اليمني يحمل أعلى المواصفات والمقاييس العالمية الخاصة بجودة العسل. وكتصنيف علمي للعسل اليمني يأتي عسل السدر أو مايعرف باليمن بالعلب في المرتبة الأولى من حيث الشهرة والجودة العالمية حيث يستخرجه النحل من زهور أشجار السدر ويمتاز بمذاقه اللذيذ ونكهته الطيبة، وهو لزج. كما يتميز عسل السدر الخالص انه لا يتجمد أو يتبلور وتزهر أشجار السدر في موسمين، الموسم الرئيسي في شهر (أكتوبر) من السنة، ويكون قيمه عسل السدر خالصاً غاليا جدا، حيث لا يختلط به أي نوع من الأزهار ويمتاز بجودته العالية جدا. أما الموسم الثاني فهو في شهر يوليو من كل عام ويكون عسل السدر في عمد ووادي بن علي وكذلك في منطقة شبوه مثل وادي جردان وبيحان، وفي مأرب في منطقة حريب، وفي العصيمات في منطقة حرف سفيان والعشر والقفلة في منطقة حجة بني قيس والخميس وسارع، ويتواجد في مناطق كثيرة من جبال ووديان. كما يستخدم عسل السدر في علاج عدد من الأمراض أهمها القرحة، والربو، والالتهابات، والسرطان، والضعف الجنسي. ويعد عسل السمر أو ما يعرف شعبياً ب(الطلح) والذي يستخرجه النحل من زهور أشجار السمر وهي أشجار شوكية تنتشر بشكل كبير في حضرموت وبعض المناطق الجبلية مثل (صنعاء، وإب) في المرتبة الثانية، ويمتاز عسله بمذاقه الحار ولزوجته المتوسطة وهو ذو لون احمر يميل إلى السواد وتزهر أشجاره في شهر ابريل من كل عام، ويستخدم في علاج أمراض الكبد، وأمراض البرد، وفقر الدم، والملا ريا، والتيفود، والسكر. وفي المرتبة الثالثةً يأتي عسل السلم أو ما يعرف شعبياً بعسل الشوكة، ويستخرج عن طريق النحلة من أزهار أشجار السلم التي تتواجد غالباً في منطقة تهامة على واحل البحر الأحمر (غرب اليمن) وهي أشجار شبه صحراوية وتزهر في شهر مارس من كل عام. أما في المرتبة الرابعة فيأتي عسل الرم وهو العسل الجبلي الأبيض الذي تستخرجه النحل من زهور عدة شجيرات وحشائش جبلية، ويعرف بتجمده السريع حتى يصبح كالسكر وهو ذو قوه علاجية فعالة ضد الكثير من الأمراض وتزهر أشجاره في شهر سبتمبر من كل عام. كما توجد أنواع كثيرة من العسل اليمني مثل عسل العمق والكلح والصال والعسق والفتد والحبضه والضهية لكنها غير معروفة نظرا لندرتها. ويرجع تنوع العسل اليمني وتعدد ألوانه إلى التنوع المناخي من منطقة إلى أخرى وإلى تنوع الغطاء النباتي للبلاد من مكان إلى آخر.. وحسب الباحثين فإن اليمن مشهورة باختلاف مناخها وتنوع أشجارها، الأمر الذي أوجد أنواعاً كثيرة من العسل، بعضها مشهور وأنواع أخرى ليست مشهورة كعسل السدر والسمر والضباء والسلام، رغم أنها أكثر جودة وأكثر فاعلية من غيرها وذلك لندرتها ومحدودية إنتاجها. "الإقتصادي اليمني"