أكدت مصادر في "المجلس الوطني" للحراك بردفان ل"نبأ نيوز" أن فصائل الحراك في جميع مديريات ردفان الأربعة قررت مقاطعة الإضراب الذي دعى إليه "المجلس الأعلى للحراك"، والذي من المقرر تنفيذه يوم غدٍ الإثنين. وأفادت المصادر: أن قرار المقاطعة تم الاتفاق عليه خلال إجتماع عقده "المجلس" ومعه ممثلين من "اتحاد شباب الجنوب" مساء أمس السبت، وتصدره ناصر الخبجي، مؤكدة ان الحراك بجميع مديريات ردفان سيشارك صباح يوم غدٍ الاثنين في تشييع اثنين من القتلى، هما: (داود الصهيبي، ومحمد بن عسكر)، اللذان تم الاتفاق مع البحث الجنائي بلحج على إستلام جثتيهما من مستشفى "ابن خلدون"، ليتم تشييعهما إلى ما أسموها ب"مقبرة الشهداء" في ردفان. وحول فيما إذا وافق صلاح الشنفرة- نائب رئيس المجلس الأعلى- على التشييع، قالت المصادر: "سنشيعهم رغم أنف الشنفره.. ما دخله؟ هو ليس رئيس الحراك"- على حد تعبيرها- في إشارة تؤكد استمرار الخلافات بينهما؛ ولفتت إلى أن قيادات إنفصالية في الخارج- رفضت كشف هويتها- تواصلت معهم، وأكدت لهم أن الأولوية للتشييع وليس للاضراب..!! كما توقعت المصادر ذاتها "فشل الاضراب"، معللة ذلك بان الحراك في ردفان هو الذي يمنح أي فعالية الزخم الأكبر، ويتوقف على مشاركته فشل أو نجاح أي فعالية، إلى جانب أن عدداً كبيراً من شباب الحراك في الضالع سيشاركون في التشييع. وكانت الأيام القليلة الماضية شهدت لغطاً كبيراً، وخلافات شديدة في أوساط الحراك حول موضوع "الاضراب، والتشييع"، وجهت خلالها اتهامات لقيادات الحراك- عموماً- بعدم اكتراثها للضحايا، وعدم احترام مشاعر أسرهم، وأن من يسقطون قتلى أو مصابون اصبحوا مجرد مادة للاستهلاك الاعلامي في خطابات وبيانات تلك القيادات، التي قالوا أنها تجني أموالاً طائلة باسم الحراك، في الوقت الذي تدفع مساعده بسيطة جداً ولاتستحق الذكر لأسر الضحايا، ولمرة واحدة فقط ثم يتركونهم يعانون بعدها- طبقاً للحديث المتداول هذه الأيام في المجالس والأماكن العامة. وتسعى حالياً مجموعة من الشباب لإصدار بيان توجهه لقيادات الحراك في الخارج والداخل، تطالب فيه بتخصيص مبالغ شهرية ثابتة لأسر الضحايا، والتعامل بشفافية في الموضوع بحيث يتم إعلان ذلك، وتوثيقه بكشوف تنشر بمواقع الحراك وتوزع نسخاً منها على مجالس وهيئات الحراك المختلفة، وسط شكوك سبق نشرها في "نبأ نيوز" بوجود كشوف صرف "وهمية" بأسماء أسر الضحايا، دون أي علم من قبل تلك الأسر.. وترفض قيادات الحراك عن وضع تلك الكشوف تحت متناول اليد، متذرعة بأن الحفاظ على سريتها هو لأسباب أمنية كي لا يتعرض أصحابها لتعقب السلطات، في الوقت الذي يستغرب الآخرون من تلك الذرائع لكون جميع الضحايا معروفون لدى الجهات الرسمية، ويتم تسلم جثثهم من مستشفيات حكومية، وكذلك المصابين جميع مواقع الحراك تنشر أسمائهم، ولم يعد هناك أي سرّ في الأمر..!