برأت هيئة محلفين أمريكية مواطن أمريكي أسود من جريمة اغتصاب وقتل كانت قد لفقت ضده وتسببت بالحكم عليه بالإعدام بعد أن أمضي أكثر من عشرين عاماً في السجن انتظاراً لتنفيذ الحكم فيه. وجاء قرار التبرئة قبل تسعة أيام فقط من موعد تنفيذ حكم الإعدام بالأمريكي إيرلي واشنطن المصاب بتخلف عقلي بسيط. قررت المحكمة دفع مبلغ أكثر من مليوني دولار كتعويض له عن المدة التي أمضاها في السجن. ووجدت المحكمة أن ضابط تحقيق في ولاية فرجينيا التي وقعت فيها الجريمة، كان قد توفي عام 1994، قام بتلفيق التهم ضد المواطن المذكور وأجبره علي الاعتراف بجريمة لم يرتكبها. وكان إيرلي قد اتهم بارتكاب جريمة اغتصاب وقتل أمرأة تبلغ من العمر 19 عاماً. وتشير حيثيات الجريمة إلي أن رجلاً كان قد اقتحم دار المرأة المذكورة عام 1982 وقام بالاعتداء عليها ثم وجه إليها 38 طعنة في أنحاء مختلفة من جسدها. وتمكنت الضحية قبل وفاتها أن تبلغ جارها الذي هرع الي نجدتها أن رجلاً أسوداً قام بطعنها. والقي القبض علي إيرلي واشنطن، الذي كان يعمل في الحي الذي وقعت فيه الجريمة، بعد ذلك التاريخ بجريمة سرقة أخري لدي اقتحامه دار عجوز في الحي بقصد السرقة، و فوجئ برؤية العجوز في مطبخ الدار فقام بضربها بكرسي علي رأسها وفرّ هارباً. ولدي القبض علي إيرلي واشنطن في حينه من قبل ضابط التحقيق المذكور، أعترف الأول بجريمة السرقة تلك ولكن المحقق أرغمه علي الاعتراف بأربع جرائم أخري لم يرتكبها ومن ضمنها جريمة قتل الشابة الأمريكية عام 1982، وعلي الرغم من عدم تقديم أي دليل مادي أو جرمي في تلك القضية، ووجود تناقضات في أقوال المتهم في حينه، فقد وجدته المحكمة مذنباً في تلك الجريمة وحكمت عليه بالإعدام. وأثبتت فحوصات الحامض النووي، فيما بعد عدم وجود أية صلة بين واشنطن وجريمة القتل تلك. وأنها تعود لقاتل محترف معروف يمضي حالياً حكما بالسجن مدي الحياة في أحد السجون الأمريكية بجريمة قتل أخري. وقال المحامي الذي كسب الدعوي القضائية أن فحوصات الحامض النووي ستحدث ثورة في عالم القضاء الأمر الذي من شأنه أن يبدد كثيراً من الشكوك التي كانت تحوم حول جرائم عديدة وتقلل من إمكانية تلفيق التهم ضد مواطنين أبرياء.