تم تشخيص حوالي 300000 طفل أميركي على أنهم يعانون من التوحد، وذلك حسب التقارير الوطنية الأولى الشاملة للاضطراب. ويتعرض الصبيان لهذا الاضطراب أكثر بأربع مرات من الفتيات, حيث يتميز بمشاكل لفظية واجتماعية وعاطفية. وكانت عائلات البيض ذات المدخول العالي أكثر تعرضاً لحصول هذا الاضطراب بين أطفالها, وهي حقيقة ذكرها الخبراء الفيدراليون تعكس انعدام المساواة في الوصول إلى الخدمات الطبية. وجاءت البيانات الجديدة في تقريرين أصدرهما باحثون بالأمس من مراكز الوقاية والتحكم في الأمراض, وذكروا أن الأرقام المتناسبة مع المجموعة كانت عن دراساتٍ سابقة تناولت شرائح صغيرة من الناس. وقد لاحق الخلاف اضطراب التوحد لأكثر من عقد من الزمان بعد ما توضح أن هناك زيادة حادة في نسب الأطفال المرضى في التسعينات من القرن الماضي. ويعتقد عدد من الخبراء أن الزيادة تعكس التغيرات في كلٍ من معايير التشخيص المتبعة في 1994, ووعي العامة على مخاطر المشكلة, والصعوبات عند التحدث بشكلٍ جزئي عن عددٍ من العوامل المتداخلة التي تشملها جميعاً مظلة تعرف بسلسلة اضطرابات التوحد. واتهم بعض المدافعين وجود المادة الحافظة المعتمدة على الزئبق في لقاحات الأطفال, على الرغم من إخفاق التحليلات المتكررة في إيجاد رابطٍ بينهما. وأظهرت التقارير الحديثة أن نسبة التوحد بين أطفال أميركا اللاتينية أقل من نسبته عند البيض, ولكن الخبراء يقولون أن هذا قد يعكس الاختلاف في التوصل إلى الرعاية الصحية. وقالت لورا شيف المتخصصة في علم الأوبئة في المركز القومي للعيوب الخلقية والإعاقات المتطورة: "إن هذا يقدم نتائج هامة عن حاجتنا لاعتبار نقص تشخيص المرض في بعض التجمعات السكانية." وقالت شيف وخوسيه كورديرو – مدير مركز العيوب الخلقية عند الأطفال – أن التقارير أظهرت بعض الاختلافات في الإصابة بالتوحد حسب المجموعة العمرية؛ فالأطفال من سن 6 إلى 11 سنة أكثر عرضةً للتشخيص من الأطفال من سن 4 إلى 5 سنوات. ومع ذلك, فقد قالا أن الاختلافات لا تنم عن معنىً مهم إحصائياً, ولا يمكنها أن تحدد ما إذا كان القرار المتخذ بسحب المادة الحافظة المعتمدة على الزئبق من لقاحات الأطفال في 1999 قد قاد إلى تقليل ظهور المرض. وقال كورديرو أن اختلاف المجموعة العمرية في انتشار المرض يعكس حقيقة أن عديداً من الأطفال لا يُشخّصون حتى يتم تسجيلهم في المدارس ويلاحظ المدرسون معاناته من المشكلة. ويعني هذا أن عدد الأطفال المُشخّصين في التقارير ما بين 4 إلى 5 سنوات يمكنه أن يزداد إذا ما أُدخِلوا المدرسة. وقال غاري غولدشتاين, الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد كنيدي كريجر في جامعة جون هوبكنز, التي تُعد برنامج أبحاثٍ ضخم عن التوحد: "دعونا نقوم بذلك السنة القادمة والتي بعدها, وتوقعاتي هي أنك سترى ارتفاعاً في أعداد الأطفال الصغار." وحسب قول غولدشتاين فإن الاختلافات العرقية والاجتماعية حين التشخيص تعكس حقيقة أن الحصول على التشخيص المناسب يتطلب من الوالدين أن يحميا أطفالهما بصورةٍ فاعلة, على الأقل في سنوات ما قبل المدرسة. "فهو ليس كاللوكيميا أو حصول كسرٍ في العظام, حيث لا يعتبر التشخيص أي أهمية للمنزلة الاجتماعية, عليك أن تكون مؤيداً أيضاً."كما قال غولدشتاين, العضو أيضاً في لجنة التوحد يتحدث, وهي مجموعة مدافعة ترتكز على الأبحاث ونشر الوعي. وقال بيتر بل, الرئيس التنفيذي لمؤسسة عالجوا التوحد الآن – مجموعة مدافعة – أن حقيقة أن الأطفال لا يتم تشخيصهم قبل تسجيلهم في المدارس هي حقيقة مزعجة. وكما قال, فإن التشخيص المبكر يسمح بالمعالجة المبكرة التي تكون أكثر فاعلية مما لو تأخر التشخيص. وذكر باحثان محليان, لطالما ادعيا وجود رابطٍ بين إضافة الزئبق ومرض التوحد, أن الأعداد التي ذكرتها مراكز الوقاية والتحكم في الأمراض توضح وجود علاقة. وقال مارك وديفيد جيير, وهما فريق مكوّن من أب وابنه, أن بيانات المركز تُظهِر انخفاضاً على أقل تقدير في نسبة التشخيص. وقال ديفيد جيير: "في مطلع عام 2003, نظرنا في عددٍ من قواعد البيانات وفي مقدار الزئبق الذي كان الأطفال يحصلون عليه من لقاحاتهم, وقلنا أن هناك رابطٌ ما بين التوحد وهذه اللقاحات. وقد بدؤوا بسحب الجرعة في 1999, وكان توقعنا هو أن تنخفض نسبة ظهور مرض التوحد, وما رأيناه هو انخفاضاً في الإصابة بالمرض, إذ أنه يرتبط بتناول الأطفال لقاحاتٍ تحتوي نسبة أقل من الزئبق." إيلاف