أبدت مصادر يمنية تخوفها من انعكاس الوضع الدائر في الصومال في زيادة تدفق اللاجئين الى الأراضي اليمنية هربا من الاشتباكات المسلحة العنيفة والتي حصدت أكثر من 120 قتيلا خلال الأيام القليلة الماضية. وقالت المصادر - في تصريح ل"نبأ نيوز- أن اليمن تتحمل دوما نتائج النزاعات القبلية المسلحة في الصومال بسبب العوامل الجغرافية التي جعلت من اليمن الملاذ الآمن بالنسبة للهاربين من شبح الموت ، وطالبت المصادر المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الإنسانية تجاه الشعب الصومالي، والعمل على ردم الخلافات الدائرة في الصومال. وتوقعت المصادر أن تشهد السواحل اليمنية نزوحا جماعيا لمواطنين صوماليين هربا من القتال، محذرة في الوقت نفسه من النتائج السلبية لعمليات تهريب الصوماليين الى اليمن، والتي تحولت الى مأساة إنسانية يقضي بسببها الكثير من الصوماليين غرقا في عرض البحر تحت تهديد القراصنة والمهربين. وكانت الاشتباكات العنيفة في العاصمة الصومالية مقديشو قد تجددت يوم الأحد بعدما خمدت لفترة قصيرة، نتيجة وقف هش لإطلاق النار. وتقول مصادر طبية أن الاشتباكات المتواصلة منذ أربعة أيام أدت الى مقتل (120) شخصا على الأقل وجرح مئات آخرين. وتجري الاشتباكات في الأحياء الشمالية للعاصمة بين تحالف أمراء الحرب الذي يُدّعى أن الولاياتالمتحدة تدعمه، وميليشيا المحاكم الإسلامية المشتركة. وتقول تقارير الأممالمتحدة أن المليشيات الإسلامية كسبت أراض خلال القتال، وأنها باتت تسيطر على حوالي (80) بالمائة من مقديشو. ودعت الأممالمتحدة الطرفين الى وقف الاشتباكات وقال كبير موفدي الأممالمتحدة الى الصومال فرانسوا لونسيني فول "من غير المقبول هذا الاستخدام العشوائي للأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية إضافة الى المدفعية داخل المناطق المدنية وفي محيطها". وتشير تقارير إلى أن عملاء بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) زاروا الصومال حديثا، غير أن مصادر أمنية تقول إنه من المفهوم أن أمريكا قامت بتأجير ميليشيات محلية لخطف المشتبه في أنهم من العناصر الإرهابية وتسليمهم إليها وهو الأمر الذي أدى الى اندلاع المعارك بين الأطراف المتنازعة وكانت الأيام الماضية شهدت دفن (47) جثة في منطقة عرقة بمديرية "رضوم" بمحافظة شبوة تعود لأشخاص أفارقة قضوا غرقا في البحر العربي بعد يوم واحد من العثور على تلك الجثث. يأتي ذلك في الوقت الذي تم فيه العثور على (84) شخصا أحياء منهم (51) ذكرا و(28) أنثى و(5) أطفال وجميعهم من الصوماليين ممن جرى نقلهم بعد ذلك الى معسكر استقبال اللاجئين بمديرية ميفعة. وبحسب بيان لمنظمة الأممالمتحدة لشئون اللاجئين أن (39) مهاجرا أفريقيا على الأقل غرقوا وفقد (212) آخرون عندما أجبرهم مهربون على القفز من قوارب قبالة سواحل اليمن تحت تهديد السلاح. وأضافت : أن الضحايا كانوا ضمن مجموعة من (349) إثيوبيا وصوماليا في طريقهم من الصومال إلى اليمن على متن ثلاث قوارب.وتمكن (98) شخصا من الوصول للساحل فيما عثر على (39) جثة قرب شاطئ مدينة بلحاف الواقعة على الساحل الجنوبي لليمن. وتجبر سفن تهريب اللاجئين من القرن الأفريقي من يستقلونها على إلقاء أنفسهم في عرض البحر قبالة سواحل منطقة بئر علي بمحافظة شبوة، مما يؤدي الى وفاة أعداد كبيرة منهم غرقا. ويفيد بعض الناجين أن المهربين يفهمونهم بأنه قد جرى نقلهم إلى قبالة سواحل جدة بالمملكة العربية السعودية وأن عليهم أن يصلوا إليها بأنفسهم ثم يجبرونهم على إلقاء أنفسهم عرض البحر للتخلص منهم.