استفادت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المنعقدة الأربعاء 1/12/2010، في كازاخستان للقيام بعملية "تضميد الجراح" من أجل طمأنة القادة الأجانب بعد كشف موقع ويكيليكس برقيات دبلوماسية أميركية اساءت اليهم. وقد طرحت هذه المسألة في كل اللقاءات الثنائية التي عقدتها وزيرة الخارجية الاميركية، وقال مسؤول أميركي كبير حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "ا ف ب"، "عندما كان المسؤولون لا يتطرقون الى المسألة، كانت تفعل ذلك بنفسها"، وناقشت كلينتون هذه المسألة خلال اجتماعات مغلقة مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ والرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي. وقال دبلوماسي طلب عدم كشف هويته "قالت بوضوح تام اننا نأسف لما حصل"، وكررت كلينتون ما قالته لمحاوريها ان البرقيات المعنية "مصدرها مسؤولون صغار ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الولاياتالمتحدة". وتكشف آلاف الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس بعض الصفات غير المستحبة، فالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "نزق ومتسلط"، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "يفتقر الى العمق" والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل "تخاف المجازفة". لكن برلوسكوني استأثر بأشد الملاحظات ارباكاً، فالبرقيات وصفته بأنه لعوب وضعيف "وغير مسؤول ومعجب بنفسه وغير فاعل كزعيم أوروبي"، وقد تكون أكثر الصفات ازعاجاً ما ذكره ويكيليكس أن برلوسكوني هو "المتحدث في أوروبا" باسم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين. وذكر المسؤول الاميركي أن برلوسكوني هو الذي فاتح هيلاري كلينتون بموضوع ويكيليكس، وأضاف المصدر "لقد قال (برلوسكوني) إن هذا الأمر أثار كثيراً من النقاشات في ايطاليا وتسبب بحصول مشكلة"، وقد انزعج خصوصاً من كون برقية "كتبها دبلوماسي واحد قبل فترة طويلة" تعكس "وجهة نظر أميركا". وفي ختام اللقاء، أشادت به وزيرة الخارجية أمام الصحافيين. وقالت "ليس لدينا صديق أفضل" منه. وأضافت "لا يساند أحد السياسات الأميركية مثله بثبات واستمرار". وفي ندوة صحافية عقدتها في وقت لاحق، أعربت كلينتون عن ثقتها بتفهم حلفائها، وبدا أن هؤلاء قرروا تجاوز ما حصل اسوة بالوزيرة الاميركية وبالرئيس باراك اوباما. وأوضح المسؤول الاميركي ان قادة العالم اجمع يعرفون جيدا ان البعثات الدبلوماسية ترسل يوميا عددا لا يحصى من البرقيات، قد تصل إلى "عشرات آلالاف شهرياً" على صعيد الولاياتالمتحدة، وأكد أن حلفاء أميركا يمكنهم أن يعربوا عن آسفهم لكشف أمر هذه البرقيات، لكنهم "يتفهمون، حتى أنهم يتعاطفون" مع واشنطن.