تواصلت ردود الأفعال الغاضبة من نشر موقع ويكيليكس ربع مليون برقية دبلوماسية أمريكية، وكانت أكثر ردود الفعل غضبا تلك الصادرة من الولاياتالمتحدة، بينما تسابق عدد من زعماء العالم على الدفاع عن أنفسهم من التهم "الشخصية" التي طالتهم، في الوقت الذي أكدت فيه أغلبية الدول أن التسريبات لن تؤثر في علاقاتها بالدول الأخرى. من جهتها، أفادت صحيفة "لوموند" الفرنسية أمس أن الموقع لا ينشر أي وثيقة صادرة عن الدبلوماسية الأمريكية على موقعه الإلكتروني من دون موافقة الصحف الشريكة الخمس (نيويورك تايمز، در شبيغل، الغارديان، ال باييس ، ولوموند)، التي جندت نحو 120 صحافيا لتحليل هذه الوثائق. وقالت سيلفي كوفمان مديرة التحرير في الصحيفة لوكالة الأنباء الفرنسية إن الصحف الخمس "تبادلت كثيرا من المعلومات والتحليلات والخبرات". وأضافت "لقد اتفقنا على برنامج للنشر. تم ذلك عبر البريد الإلكتروني والهاتف وعدد من اللقاءات الشخصية أيضا"، مشيرة إلى "إننا توافقنا أيضا على طريقة نشر الوثائق إلكترونيا: فعندما نخفي أسماء أو معطيات لحماية أمن الأشخاص، الجميع يقوم بالأمر نفسه". وقالت إن "الوثائق تدقق فيها فرقنا المتخصصة ثم ينشرها موقع ويكيليكس. المنظمة وافقت على الالتزام" بهذه الشروط، مؤكدة أن ويكيليكس قدم هذه المعلومات مرة جديدة مجانا. وقالت "لم ندفع شيئا ولم يطلب منا ذلك يوما". وبحسب مديرة التحرير التي لم تحدد منذ متى بدأ الصحافيون التدقيق في المراسلات الدبلوماسية، فإن "نحو 120 شخصا (من الصحف الخمس) عملوا على مدى أسابيع عدة بطريقة محمية. إلا أنهم لم يقوموا بذلك داخل تحصينات في أيسلندا. كل مجموعة كان لديها مكان خاص". وأوضحت أن نشر الوثائق الدبلوماسية بدأ مساء الأحد وسيستمر على مدى "أيام عدة لكن في شكل ممتد زمنيا بسبب كمية المعلومات". إلى ذلك، أظهرت أمس برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون شككت في القوى العقلية لرئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديس وطلبت من دبلوماسي أمريكي أن يستوثق من أنها لا تأخذ أدوية. ونقلت صحيفة "جارديان" البريطانية وكانت من بين عدد من الصحف التي اطلعت مبكرا على البرقيات عن مذكرات سرية أرسلتها كلينتون إلى السفارة الأمريكية في بوينس آيرس في كانون الأول(ديسمبر) الماضي. وسألت كلينتون الدبلوماسيين عددا من الأسئلة عن العلاقة " الديناميكية الشخصية" بين فرنانديس وزوجها الرئيس الأرجنتيني الراحل نيستور كيرشنر وكيف تسيطر رئيسة الأرجنتين الجديدة (57 عاما) على أعصابها وقلقها. ونقلت "جارديان" عن البرقية قول كلينتون "في أي الظروف تكون قادرة على التعامل مع ضغوطها.. وكيف تؤثر عواطف كريستينا فرنانديس دو كيرشنر في القرارات التي تتخذها وكيف تهدأ حين تتعرض لضغوط.. كيف تؤثر الضغوط في سلوكها مع مستشاريها وفي اتخاذ القرار.. ما الخطوات التي تتخذها كريستينا فرنانديس أو مستشاروها والمحيطون بها لمساعدتها على تحمل الضغوط.. وهل تأخذ أية أدوية. من جهة أخرى، ذكرت بعض البرقيات المسربة أن بعض المسؤولين الصينيين لا يعتبرون كوريا الشمالية حليفا مفيدا وأنهم لن يتدخلوا إذا انهارت هذه الدولة المنعزلة. وفي برقية من السفيرة الأمريكية في سيئول نقل عن مسؤول كوري جنوبي كبير قوله إن كوريا الشمالية انهارت بالفعل اقتصاديا وستنهار سياسيا في غضون عامين أو ثلاثة من وفاة الزعيم كيم جونج أيل. وأشارت صحيفتا "جارديان" و"نيويورك تايمز" إلى أن تشون يونج وو الذي كان نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي في ذلك الوقت قدم هذا التقييم في شباط (فبراير) . ويعمل تشون الآن مستشارا للأمن القومي للرئيس الكوري الجنوبي. ولكن بعض المحللين أبدوا تشككا. وقال وانج دونج وهو أستاذ للعلاقات الدولية في جامعة بكين "رأيي الشخصي هو أن هذا التقرير في غير محله. "كوريا الشمالية مسألة استراتيجية بالنسبة للصين وليس مسألة مالية أو اقتصادية. لقد ارتكبوا خطأ بشأن وجهة نظر الصين." وفي زيارة لطرابلس، دافع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني عن نفسه في مواجهة البرقيات السرية لوزارة الخارجية الأمريكية التي وصفته بأنه "لا حول له ولا قوة" وأشارت إلى أن ولعه "بإقامة الحفلات الجامحة" أثر في قدرته على الحكم.ورفض رئيس الوزراء الإيطالي التعليقات مازحا. وقال للصحافيين في تعليقات بثتها محطة "سكاي تي جي 24" التلفزيونية "للأسف لم يسبق لي في حياتي أن شاركت في أي (حفل جامح). قد تكون مثيرة للاهتمام." وقال "أقيم مرة واحدة في الشهر حفلات عشاء في منازلي لأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يريدون مقابلتي." وأضاف "عندما يقول الناس "كيف تسمح بدخول الهواتف المحمولة" أقول إن كل ما يحدث سليم وممتاز جدا لذا يمكن لأي شخص أن يقوم بتصوير أي شيء يحدث في هذه الحفلات." من ناحيتها، أعربت الصين أمس عن أملها في ألا يحدث ملف تسريب البرقيات الدبلوماسية الأمريكية التي نشرها موقع ويكيليكس "اضطرابا في العلاقات الصينيةالأمريكية" وفي أن تقوم واشنطن "بمعالجة" الملف "بشكل صائب". وقال الناطق باسم الخارجية هونج لي في تصريح صحافي "لا نريد أن نشهد أي اضطراب في العلاقات الصينيةالأمريكية" مرتبط بهذه التسريبات. وأضاف "نأمل في أن تقوم واشنطن بمعالجة صائبة" لهذا الملف. وأشارت بعض البرقيات الدبلوماسية التي كشف عنها موقع ويكيليكس إلى أن الصين ضالعة خصوصا في نقل مكونات صواريخ كورية شمالية إلى إيران قد تكون نقلت عبر أراضيها. ونقلت صحيفة "غارديان" البريطانية عن برقية أرسلها السفير الأمريكي ريتشارد هوغلاند أن السفير الصيني قال إن "الصين تأمل بإنجاز إعادة توحيد سلمية لكنه يتوقع أن يبقى البلدان منفصلين في الأمد القصير". المصدر : الاقتصاديه