بعد هزائم ساحقة مني بها تنظيم "قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب" في المملكة العربية السعودية أولاً، ثم في اليمن التي تحدى فيها مؤخراً سلطاتها إقامة بطولة "خليجي 20"، فعجز أن يحرك فيها شعرة، وسحقت العشرات من عناصره في "لودر"، واستسلم عشرات آخرون.. لم يجد هذا التنظيم البائس من سبيل للتذكير بنفسه سوى التسول بجثث قتلاه، وإعادة عرض صورهم على واجهات مواقعه الالكترونية، والتغني بما كانوا عليه، وليس بما آلوا إليه!! "القاعدة" التي كانت قبل بضع سنوات تضرب البارجات الحربية وتدمر الناقلات النفطية في عرض البحر، وتقتحم سفارة الولاياتالمتحدةبصنعاء، أمست عجوزاً كسيحة تسرد للصبيان قصص أيام شبابها.. فبعد أشهر من إعلانها مقتل السعودي "نايف القحطاني"- المطلوب رقم 81 في قائمة ال85- عاد أحد مواقعها الالكترونية أمس الثلاثاء للإعلان مرة ثانية عن مقتله، ووصفه بالمؤسس للخلية الإعلامية للتنظيم المدمج من يمنيين وسعوديين، مستجدياً بتلك الذكريات قليلاً من العطف الذي يعيد له رمق الحياة..! حيث قال أحد عناصر التنظيم- أبو خالد العسيري- في "سلسلة شهداء الجزيرة" التي نشرتها مؤسسة الملاحم (الذراع الإعلامي للتنظيم)، أن انضمام القحطاني وكنيته (أبو همام) تحت لواء قائد التنظيم باليمن أبو بصير ناصر الوحيشي، كانت نقطة تحول في حياته، إذ سهل الوحيشي الإمكانات لإنشاء جهاز إعلامي يشرف عليه، وأنشأ بذلك مجلة (صدى الملاحم) الدورية التي يصدرها التنظيم. وأضاف العسيري: أن أول عملية شارك فيها القحطاني كانت استهداف سائحين من الجنسية الاسبانية خلال تواجدهم في مدينة مأرب شمال اليمن، وأنه تعلم على مختلف أنواع الأسلحة والمتفجرات. وبحسب صحيفة "الحياة"- فان العسيري الذي تعرف على القحطاني منذ خمس سنوات عندما كانا في منطقة "وائلة" في مدينة صعدة، لم يشر إلى تفاصيل مقتله، سوى أن القائد العسكري في التنظيم قاسم الريمي ذكر في بيان صوتي في أيار (مايو) الماضي، أنه لقي حتفه في «إحدى المواجهات»، من دون تحديد زمان أو مكان مقتله. وهكذا تسقط خرافة القاعدة في وحل الهزيمة في العراق، والسعودية، واليمن، ليرتمي بقية بؤسائها على مفاتيح "الكيبورد" في أقبيتهم المظلمة، وكل يصنع لنفسه دور بطلاً.. لكن من ورق!!