قالت مصادر أمنية ان عشرة أشخاص قتلوا وأصيب 24 اخرون في انفجار وقع في ساعة متأخرة مساء الجمعة أمام كنيسة بمدينة الاسكندرية الساحلية المصرية. وقال مصدر ان جثث القتلى نقلت الى مشرحة بينما نقل الجرحى الى مستشفيين للعلاج. لكن شاهد عيان قال لرويترز في اتصال هاتفي ان جثثا وأشلاء نقلت من مكان الانفجار الى داخل الكنيسة بعد اشتباكات بين الشرطة ومسيحيين موضحا أن الجثث والاشلاء كانت مغطاة بسجاجيد وورق صحف. وقال المصدر الامني ان الانفجار نجم عن سيارة مفخخة. وقال الشاهد ان سيارات اسعاف وقوات أمن ضخمة هرعت الى المكان بعد الانفجار. وأضاف ان عددا كبيرا من المسيحيين كانوا يغادرون كنيسة القديسين مار مرقص والانبا بطرس في منطقة سيدي بشر وقت وقوع الانفجار بعد احتفال داخلها برأس السنة الميلادية. وتابع أن مئات المسيحيين تجمعوا أمام الكنيسة بعد الانفجار وأن بعضهم رشقوا مسجدا مواجها لها بالحجارة مما أدى لتهشم زجاج واجهته. وقال ان قوات مكافحة الشغب أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المسيحيين المتجمعين أمام الكنيسة مما أدى لابتعادهم عن المكان لكنهم سرعان ما تجمعوا فيه من جديد. وأضاف أن الشرطة قطعت التيار الكهربائي عن المسجد لمنع شبان مسلمين من استخدام مكبر الصوت الخاص به في ترديد شعارات اسلامية. وقال الشهود ان المسيحيين الذين تجمعوا أمام الكنيسة رددوا هتافات منها "بالروح بالدم نفديك يا صليب". وقال شاهد ان الشبان المسيحيين رشقوا قوات الشرطة بعد وقوع الانفجار بساعات بزجاجات حارقة في حين أطلقت عليهم قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع. وأضاف أن المسيحيين منعوا مدير أمن محافظة الاسكندرية اللواء محمد ابراهيم من دخول الكنيسة في وقت سابق. وتابع أن قوات الشرطة سيطرت على المكان الذي كان يقف فيه المسيحيون أمام الكنيسة لكن شبانا واصلوا القاء زجاجات فارغة وحجارة من أعلى الكنيسة على قوات الشرطة. وقال الشاهد ان المسيحيين نقلوا جثث وأشلاء قتلى الى داخل الكنيسة خلال الاشتباكات. وكان شبان مسيحيون غاضبون حطموا عشرات السيارات بعد انفجار السيارة الملغومة الذي تسبب في احتراق بضع سيارات كانت تقف أمام الكنيسة. وقال الشاهد ان شبانا مسلمين كانوا يقفون خلف قوات الشرطة أثناء الاشتباكات رشقوا المسيحيين بالحجارة. وتشهد مصر توترا طائفيا محسوسا منذ مقتل اثنين من المسيحيين واصابة عدد اخر ورجال شرطة في اشتباك بمدينة الجيزة التي تجاور القاهرة من الغرب خلال احتجاج ألوف المسيحيين على قيام السلطات بوقف البناء في امتداد كنيسة قائلة ان الكنيسة خالفت الترخيص. وألقت السلطات القبض على 156 مسيحيا وقتها أفرجت عن أغلبهم الى الان. وكانت النيابة العامة وجهت اليهم تهما شملت الاعتداء على رجال الشرطة ومحاولة قتل بعضهم. وشهدت مدينة الاسكندرية التي تقع على البحر المتوسط عدة حوادث طائفية خلال السنوات الماضية سقط خلالها بضع قتلى وجرحى. ويمكن أن يكون انفجار الجمعة مؤشرا الى بداية احياء للنشاط المتشدد الذي مرت به البلاد في الثمانيات والتسعينات والذي كان المسيحيون هدفا بارازا له الى جانب رجال الشرطة والسائحين. ووقع الانفجار بعد أسابيع من انتخابات لمجلس الشعب لم يتمكن الاخوان المسلمون الذين يمثلون الاسلام المعتدل من الفوز فيها بمقعد مما حدا بمحللين وسياسيين الى توقع عودة النشاط المتشدد الذي كان أوقع نحو ألف قتيل. لكن مراقبين نوهوا عن تهديد جماعة تنسب نفسها لتنظيم القاعدة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي باستهداف الكنائس المصرية بسبب ما قال انهن أسيرات مسلمات في أديرة في اشارة الى مسيحيات تردد أن الكنيسة القبطيةا ستردتهن بعد دخولهن في الاسلام. وكانت مصر عززت اجراءات الامن حول الكنائس ومنعت السيارات من التوقف أمامها مباشرة بعد تهديد تنظيم دولة العراق الاسلامية. وقال شاهد لرويترز بالتليفون "هذا مشهد من بغداد." وقال بيان لوزارة الداخلية ان الانفجار ألحق اضرارا بالمسجد المواجه وان ثمانية مسلمين من بين الجرحى. واضاف البيان "أن الفحص المبدئي أسفر عن أن السيارة التي تسببت في الانفجار كانت متوقفة أمام الكنيسة باعتبار أنها خاصة بأحد المترددين عليها."