نستقبل عامنا الميلادي الجديد بملفات وقضايا يمنية ساخنة ثقيلة الحضور ,شائكة الطريق. حمى الانتخابات واستحقاقها الدستوري والديمقراطي والسياسي ,الحوار العالق في عنق المرحلة ,حالة التنافر مع العقل والحكمة , شكلت خلال العقدين الماضيين غرفة الانعاش ,تتلقفه كلما أنسد المنعطف السياسي ,تبعث فيه الحياة ,تعيده إلى الفعل من جديد. هذه المرة صعبت الحالة، تعثرت المعالجات, الحكمة اليمانية رفعت الراية البيضاء ,أصبح المنعطف أخطر وحاجتنا للحكمة اليمانية أكثر من ذي قبل ,تحول الأمر إلى تدابر وانكفاء كل على رأيه , تاركين الحوار للمجهول ,معتقدين أنهم بذلك قد قاموا بما عليهم ,وأدوا واجبهم وقدموا آخر ماطحنته عقولهم , وكفى الله اليمنيين شر ومصائب الحوار. الديمقراطية اليمنية بحسب ما آلت إليه الأحداث مازالت طرية التجربة ,لم تصل بعد إلى النضج الاجتماعي والعمل السياسي، بدليل انحباس الجميع في عقدة المنشار ,هرول كل طرف إلى مربعه وزاويته ,يخطط ويُعد للقادم المحتمل ,مع أن الديمقراطية اليمنية تحتاجهم جميعاً بلا استثناء ,مثلما تحتاج مع وجودهم وممارستهم ووعيهم إلى الحكمة الدائمة والحوار المسئول ,لأن ثمة منعطفات قاتلة تتربص بالديمقراطية اليمنية مثلما تتربص بفرقاء الساحة السياسية جميعهم. إذا كان الأمر قد وصل بهم إلى هذه النقطة وخلق قناعات فردية أو حزبية، فلابد أن رهاننا الوطني وخيارنا الديمقراطي مازال قائماً وهو العودة إلى حوار جاد ومسئول, إننا بحاجة إلى إذابة الجليد والتكلس الذي تشكل خلال الشهور والأعوام السالفة في مفاصل الحراك الديمقراطي اليمني. إننا ولله الحمد قد جربنا كل الشطحات والوجبات والخيارات الانفعالية , تحمل اليمنيون نتائج وتبعات تلك الخيارات المجنونة ,مازلنا ندفع ثمن فواتير تلك المنعطفات القاتلة والشطحات الهوجاء , فهل إلى العقلانية والحكمة من سبيل؟ العودة للحوار والسباق مع الزمن خيارنا ورهاننا الأوحد والأسلم والأضمن ,فهل إلى العقل والحكمة والشراكة الناضجة، وتغليب اليمن واليمنيين طريق في أجندة الحزبية والتكتلات السياسية وفرقاء الساحة اليمنية؟ أم أن ثقافة الرفض والعناد قد سيطرت على قناعات وسلوك الجميع. رهاننا الاقتصادي مازال قائماً وملحاً ,يحتاج منا إلى تفرغ والتزام، المشاغبات السياسية والمهاترات الجانبية عطلت ملكاتنا وشلت طاقاتنا وقوانا , حولت حياتنا إلى (فحسة) أو (خلطة) عجيبة الطعم واللون والرائحة ,لاشبيه لها ولامثيل في عالم الديمقراطية الناشئة. رهاننا الأهم الخاص بإعادة بناء وإصلاح المؤسسات الوطنية باعتبارها قاعدة التحديث والانطلاق النهضوي والتطوير الاجتماعي والإداري في اليمن. رهاننا والتزامنا الداخلي والخارجي بمكافحة ومحاربة واجتثاث العنف والإرهاب ,رهاننا المتعب في ظل الوعي الاجتماعي الذي هو بحاجة إلى رهانات أخرى. [email protected]