أقامت دار الرحمة غداء خيري يعود ريعه للدار, حضرته مجموعة كبيرة من السيدات الكافلات للأيتام في الدار. بعد الغداء قام الجميع بأخذ جولة في أنحاء الدار صاحبها الكثير من الألم والحزن عند سماع قصص الأطفال المتواجدين في الدار. لكل طفل من الأطفال في الصور قصة.... فاصغر طفلة هي لقيطة، وجدت عن أحد المساجد... ويظهر في الصورة أطفال الدار ووراء كل طفل قصة.. فذلك الطفل الذي يظهر فوق العربة يبلغ من العمر تسعه أشهر هو احد ضحايا الثأر، فوالده الشاب توفي في قضية ثأر ولم يستطع عقل أمه المسكينة أن يحتمل الصدمة ففقدت عقلها وهي الآن في مستشفى الأمراض النفسية... ووضع الطفل في دار الرحمة!! ولم يكن الطفلان الآخران إلا قصة أخرى من الألم والحزن، فاحدهما سممت والدته أباه، وتم الزج بها في السجن ولم يجد له ملجأ غير دار الرحمة. أما الطفل أكبرهم في الصورة فقصته قصة، حيث لديه خمسة أخوه وأخوات، وقد أصيبت أمه بحالة نفسية شديدة ولم يستطع أحد استقبال الأطفال بسبب أن بعض دور الإيواء لا تستطيع استقبال الإخوة كلهم.. ولكن ما حدث جعل الأستاذة (رقيه الحجري) تكسر كل القوانين وتعود مسرعة من تعز وتقبل إيواءهم بعد أن قامت الأم وفي حالة هياج شديدة بقتل أحد الأبناء!! قصص وقصص تقطع القلب وتدمي العيون تشعرك انك في عالم آخر كأنك تشاهد احد أفلام الرعب.. (دار الرحمة).. مؤسسة ضخمة تديرها الأستاذة (رقيه الحجري) بلا كلل ولا ملل.. سنوات وهي تحاول عمل الكثير من أجل هؤلاء الأيتام.. نذرت نفسها لخدمة الدار.... مجهود كبير بذل ويبذل ولكن يجب أن يظهر للعلن.. يجب على الإعلام والصحافة إظهار هذا المجهود... مآسي حدثت وتحدث.. هناك أطفال جدد كل يوم تقريباً ضحايا ثار ، لقطاء، وكثير غيرهم..! لم تخف الأستاذة رقية فرحتها بوجود صحيفة اليمن لتغطي هذه الفعالية، وقالت دائماً ما أتساءل أين الصحفيين؟ أين الإعلام عما يحدث...؟ وحملت الصحفيين المسئولية فهم لا يأتون إلى الدار، وأعربت عن شكرها للصحيفة والقائمين عليها, كما تمنت على كل من أراد ان يساعد الدار سواء بالمساعدة المادية أو المعنوية أو بكفالة يتيم أن يزور الدار، مؤكدة إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه..
