قال مصدر مقرب من رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري يوم الخميس ان الحريري وحلفاءه لن يشاركوا في حكومة نجيب ميقاتي المدعوم من حزب الله. وبدأ ميقاتي الذي تم اختياره لتشكيل الحكومة الجديدة بدعم من حزب الله مشاوراته يوم الخميس لتشكيل حكومة تخلف حكومة الحريري التي سقطت بعد انسحاب وزراء حزب الله وحلفائه منها قبل اسبوعين. وكان ميقاتي قد حث جميع الفرقاء المتنافسين على المشاركة في الحكومة الجديدة. وقال المصدر لرويترز ان قوى الرابع عشر من اذار (مارس) التي تضم الحريري وحلفاءه المسيحيين "لن تكون جزءا من الحكومة" الجديدة. وفي وقت سابق يوم الخميس طلبت كتلة الحريري البرلمانية من رئيس الوزراء المكلف الالتزام بعدم قطع علاقات لبنان بالمحكمة المدعومة من الاممالمتحدة والتي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في العام 2005. وتأتي المحكمة في صلب الخلافات بين سعد الحريري وحزب الله الذي يقول ان المحكمة ستوجه اتهامات الى بعض أعضائه في اغتيال والد سعد. وقال انه سيرى من خلال الحوار ما يجب عمله بشأن المحكمة وان الامر ليس وقفا على رأيه المنفرد وان اي خطوة تتخذ في لبنان يجب أن تتم على أساس توافقي. وهزم النائب والملياردير السني منافسه الحريري بدعم من حزب الله وحلفائه في المشاورات النيابية التي جرت الثلاثاء والاربعاء مما دفع بانصار الحريري الى الاحتجاج واقفال الطرق في بعض المناطق السنية. وقال سياسيون متحالفون مع حزب الله ان المهمة الاولى للحكومة الجديدة ستكون وقف التعاون مع المحكمة حيث من المتوقع ان تتهم اللائحة أعضاء من حزب الله بالضلوع في اغتيال الحريري. وينفي حزب الله ان تكون له اي علاقة باغتيال الحريري ويقول ان المحكمة تخدم المصالح الامريكية والاسرائيلية. وقال رئيس كتلة المستقبل البرلمانية فؤاد السنيورة ان الكتلة دعت ميقاتي الى الالتزام بسلسلة مطالب. وسألت الكتلة في بيان "هل تلتزم يا دولة الرئيس بعدم المواقفة على طلب فك التزام لبنان بالمحكمة الخاصة بلبنان بما في ذلك طلب وقف تمويلها .. طلب سحب القضاة اللبنانيين وطلب الغاء مذكرات التفاهم التي وقعها لبنان مع الاممالمتحدة او طلب تجميد المحكمة الخاصة بلبنان." وأضافت "هل تلتزم يا دولة الرئيس بعدم ادراج أي من هذه المواضيع على جدول أعمال مجلس الوزراء وكذلك عدم الموافقة على أي مشروع او اقتراح قانون بذلك." واعتبر اختيار ميقاتي انتصارا لحزب الله يميل ميزان القوى في لبنان نحو حليفتي الحزب سوريا وايران. لكن النائب الذي ينتمي لتيار الوسط قال انه سيحكم من خلال التوافق وانه ما زال يأمل أن يشارك أنصار الحريري. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم للصحفيين في أول رد فعل رسمي من دمشق على تعيين ميقاتي ان سوريا تأمل تشكيل حكومة وحدة وطنية تنضم اليها كل الاطراف اللبنانية. وقال المعلم بعد اجتماع مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في العاصمة السورية ان سوريا مستعدة للتعاون مع حكومة ميقاتي. واضاف انه يتعين على الدول الاخرى ألا تصدر حكما مسبقا على حكومة يجري تشكيلها. وقال هيج الذي التقى أيضا بالاسد ان بريطانيا تريد أن تتمسك حكومة ميقاتي بالتزاماتها تجاه المحكمة الدولية التي أنشئت بدعم من القوى الغربية لمحاكمة المشتبه بضلوعهم في اغتيال الحريري. واحجم ميقاتي في مقابلة مع رويترز عن ابداء رأيه في مسألة سحب لبنان قضاته وتمويله من المحكمة التي تدعمها الاممالمتحدة كما طالب حزب الله وحلفاؤه. وقال ميقاتي انه اذا فشل في جمع كل القوى السياسية في حكومته فسيفضل تشكيل حكومة تكنوقراط على تشكيل حكومة تضم حزب الله وحلفاءه من حركة "8 اذار". واستطرد قائلا انه في هذه الحالة سيختار التكنوقراط. وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قالت الثلاثاء ان وجود حكومة يهيمن عليها حزب الله سيؤثر على علاقات هذا البلد مع الولاياتالمتحدة. وعندما سئل ميقاتي عما اذا كان حزب الله الذي كان له وزيران في حكومة الحريري يسعى الى تقلد مناصب وزارية في حكومته قال انه ينتظر سماع الموقف الرسمي من حزب الله خلال محادثات اليوم الخميس. وقال في المقابلة التي أجريت في مبنى سكني محاط بحراسة مشددة بوسط بيروت انه لن يتردد في دعوة حزب الله الى القيام بما يعتقد انه يمكن ان يفعله لصالح لبنان. واضاف ان الحمل ثقيل وانه يحتاج الى دعم الجميع في حمله.