لليوم الثاني على التوالي تواصلت مظاهرات شبابية منددة بالسلطة الحاكمة وأحزاب المعارضة على حد سواء, ومؤيدة للثورة المصرية التي فجرها الشباب يوم 25 يناير وتكللت بالنصر المبين ليلة أمس بعد تنحي الرئيس المصري حسني مبارك وتسليم مقاليد السلطة للجيش. التظاهرة، التي شارك فيها مئات الشباب، جابت شوارع مدينة تعز الرئيسية "جمال- التحرير- المغتربين- حوض الأشراف" لينتهي بها المطاف قبل ساعة من كتابة الخبر في "شارع التحرير" وسط المدينة؛ في خطوة اعتبرها مراقبون استلهاما لتجربة الثورة المصرية التي اتخذت من شارع التحرير وسط القاهرة عنوانا لها.
وفي حين أكد متظاهرون أن موقع ال"فيس بوك" الاجتماعي على الانترنت كان وسيلتهم للتواصل لحشد التأييد لما أسموه بالثورة اليمنية, هتف كثيرون بذات الشعارات التي رفعتها الثورة التونسية والمصرية والتي تطالب بإسقاط النظام وإقالة المقربين منه المستحوذين من المؤسستين المدنية والعسكرية, كما هتف المتظاهرون الذين لم تتجاوز أعمارهم ال25 عاما برحيل السلطة الحاكمة والمعارضة معا, من قبيل (لا حزبية.. لا أحزاب.. ثورة ثورة يا شباب), (اعتصام.. اعتصام حتى رحيل المعارضة والنظام)، وهي بذلك تستنسخ هتافات الحراك الانفصالي في الجنوب الداعية لإلغاء الديمقراطية والتعددية الحزبية والتي تردد: (لا حزبية بعد اليوم)!
جمال غالب- شاب عشريني مشارك في التظاهر- قال ل"نبأ نيوز": لقد جئنا إلى هنا إلى ميدان التحرير من اجل ثورة يمنية ضد الظلم والطغيان والفساد, ونحن لسنا حزبيين ورفضنا أي متظاهر من الأحزاب أو أي شعارات خاصة بالمعارضة، مشيرا إلى أن الأمن رغم تواجده بكثافة إلا انه ملتزم بضبط النفس ولم يصطدم بهم حتى الآن.
هذا وقد شوهدت أطقما أمنية تطوق التظاهرة ولم تحتك بالمتظاهرين الذين احتلوا شارع التحرير مما أدى إلى تعطل الحركة المارة من والى شارع 26 سبتمبر, في حين افترش المتظاهرون وسط الشارع استعدادا لتناول الغداء في خطوة بدت كما لو أنهم مقدمون على قضاء يومهم في شارع التحرير.
وكانت قد انطلقت ليلة أمس عند الساعة التاسعة والنصف من مساء الجمعة تظاهرة شبابية عفوية قدرت بنحو ألفي شخص باتجاه مقر المحافظة ابتهاجا بانتصار ثورة الشباب المصرية التي أطاحت بالنظام المصري بعد حكم وصف بالاستبدادي استمر نحو 30 عاما. وتحول المشهد الفرائحي الذي تخلله إطلاق الأعيرة النارية في الهواء من المنازل ومن صفوف المتظاهرين علاوة على إطلاق عنان أبواق السيارات والألعاب النارية وإشعال النيران على سطوح منازل جبل صبر إلى هتافات معارضة للسلطة في اليمن.
فيما التزمت أجهزة الأمن ضبط النفس حيال الموقف المتصاعد فجأة للمتظاهرين الذين هرعوا إلى الشوارع فور سماعهم خبر سقوط النظام المصري, وتمنى مواطنون في تصريحات لنبا نيوز ان تلقي الثورة المصرية المؤزرة بالنصر بظلالها في عملية إصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي على مجتمعات عربية أخرى دون الحاجة لانتفاضات مماثلة في دول أخرى في المنطقة, وحسب هؤلاء المواطنون فان دول أخرى في المنطقة من بينها اليمن ليست شبيهة بدول مثل مصر أو تونس وذلك بمقاييس الوعي المجتمعي والتركيبة السكانية والثقافة السياسية والمشكلات الداخلية المتراكمة.