يواصل المئات من شباب تعز تظاهراتهم في شارع الهريش وسط مدينة تعز لليوم السادس على التوالي للمطالبة برحيل السلطة والمعارضة معا, وردد الشباب الذين أطلقوا على شارع الهريش بشارع "الحرية" بعد قيام عناصر موالية للحزب الحاكم ببسط نفوذها على شارع التحرير الذي كانوا قد دشنوا فيه مظاهراتهم يوم الجمعة الماضي, هتافات غاضبة ضد السلطة التي قالوا أنها صعدت من محافظتهم وستسقط منها, وحملت اللافتات عبارات من قبيل (من تعز صعد ومن تعز سيسقط), (اعتصام اعتصام حتي يسقط النظام), ( ياعلي ارحل ارحل .. الكرسي تحتك ذحل). كما دعا المتظاهرون أبناء المحافظات الجنوبية إلى توحيد خطابهم السياسي الهادف إلى اسقط السلطة وليس الى إسقاط الوطن في إشارة منهم الى دعوات عناصر الحراك في تظاهراتهم بانفصال اليمن, مشيرين الى ان الوطن خالد والأشخاص زائلون وانه حان الوقت لان يحكم اليمن رئيسا من الجنوب والشمال والشرق والغرب, وأكد المتظاهرون استمرار نضالهم السلمي حتى تتحقق مطالبهم في رحيل السلطة الحاكمة التي مضى على حكمها للبلد 33 عاما. وفي حين أكدت مصادر ل"نبأ نيوز" وصول ناشطين وحقوقيين من محافظتي عدن وإب يوم غد الخميس للمشاركة في ما سمي يوم جمعة الغضب التي ستقام في ساحة الحرية بتعز, دعت حركة "شباب من اجل التغيير" بمحافظة تعز: شباب اليمن في شمال البلاد وجنوبه وكافة القوى الحداثية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى الالتفاف حول مطلب الحركة المشروع في التغيير السلمي للنظام, كما دعت الحركة جميع وسائل الإعلام الشريفة والصادقة إلى تحري الدقة ونقل الصورة من الواقع بمهنية مجردة لما يتعرف له الشباب من اعتداء وعنف واستفزاز. وأكدت الحركة في بيان لها أن "ثورتها سلمية وستظل كذلك مهما تعرضت للعنف والاستفزاز والبلطجة حتى يتحقق مطلبها الأساسي والمتمثل حد تعبير البيان بتغيير النظام الفاسد, كما أكدت الحركة على ان رسالتها رسالة سلام وإنها ضد العنف وتعريض الممتلكات العامة والخاصة للضرر, متهمة السلطة باستهداف الممتلكات لتحريض المواطنين ضد الشباب وقالت بانها هذه ممارسات مكشوفة وتفضح وجه السلطة القبيح على حد تعبيرها, مؤكدة ملاحقة المتورطين في أحداث 14 فبراير وفي مقدمهم مدير امن المحافظة لتخليهم عن حماية المعتصمين سليما, بالإضافة إلى مدير مدرسة باكثير ورئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة, وبعض رجال الأعمال المحسوبين على السلطة وفضحهم أمام الرأي المحلي والعالمي. من جهتها دانت أحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة استمرار السلطة في قمع المعتصمين سلميا, وقال بان السلطة اعتقلتهم بصورة تعسفية واستخدمت الرصاص الحي، محملا السلطة المحلية مسئولية حماية المتظاهرين وما ينتج عنها من تداعيات واحتقانات. الناشط الحقوقي الدكتور عبد الجليل الزريقي قال: إن ثورة الشباب في كل أنحاء العالم تحقق هدفها أفضل من ثورات العسكر لكونها نظيفة وطاهرة, واصفا السلطة بممارسة أعمال بلطجة من خلال قمع تظاهرات الشباب بالعصي والهراوات والحجارة, متهما رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة ووزير الداخلية السابق رشاد العليمي بإدارة أعمال بلطجة يوم الاثنين الماضي نتج عنها إصابة العشرات بجروح بعضها بليغة علاوة على اعتقال نحو 150 شابا, واستهجن اللغة المناطقية الخطيرة التي تم الإفصاح عنها يوم أمس في صنعاء, وطالب الزريقي ان تظاهرة تعز في تواصل مع ابناء المحافظات الجنوبية, مصنفا الحراك إلى قسمين حراك سلمي وحراك سلطوي. وقال: نحن ندعو الحراك السلمي إلى توحيد الصف لإسقاط النظام فورا ولا يشرفنا من يدعوا للانفصال, واضاف ان تعز هي من أشعلت الثورة وهي من دافعت عنها وهي من صعدت الرئيس وهي التي ستسقطه, داعيا كافة الفعاليات السياسية الى توحيد الخطاب السياسي في اليمن في الشمال والجنوب والشرق والغرب كما هو شان ثورة مصر وتونس، مستبعدا ان تكون ثورة اليمن مختلفة, لافتا الى ان كافة المتظاهرين ليس بيدهم الى الشعارات واللافتات ولن يلجأ احدا الى استخدام السلاح مهما كان الثمن, معتبرا الحوار اصبح من الماضي ولا يعني الشباب موقف المشترك من مبادرة الرئيس, رافضا اي اصلاحات يقودها النظام حاليا كونه اصبح غير شرعي بعد دعوات الجماهير له ( بالرحيل). فيما كشف منسق منظمة هود بتعز توفيق الشعبي النقاب عن وجود مفقود منذ ثلاثة أيام ويدعي هيثم منذر, مشيرا الى انه يجري البحث عنه من قبل فرق المنظمة, ولم يستبعد منسق المنظمة وجود شباب آخرين مفقودين في خضم الأحداث الجارية, موضحا انه تم الإفراج عن نحو 100 معتقل في حين تم احالة ثلاثة الى النيابة العامة وأفرج عنهم فيما بعد وكان آخرهم الشاب صلاح الذماري, داعيا كل شخص بالابلاغ عن اي مفقود, مثمنا تعامل الأمن مع المتظاهرين حتى الان وان كان هناك بعض التجاوزات خاصة من بعض من اسماهم بالبلاطجة الذين تم دفعهم الى أوساط الشباب من اجل الاشتباك معهم, مبديا تخوفه من موجود عناصر مسلحة تهدد سلمية هذه التظاهرات..