وجه الحراك الانفصالي بالضالع اليوم الخميس ضربة قاصمة لظهر دعاة التغيير في اليمن، وخرج المئات من عناصر الحراك بالضالع في تظاهرة حاشدة يتقدم صفوفها القيادي "شلال علي شائع"، حاملين الألوية الخضراء الخاصة بأنصار "علي سالم البيض"، وصور قتلاهم، معلنين بأعلى الصوت أن مطلبهم انفصالي، مرددين هتافات تقول: "لا وحدة ولا تغيير.. ثورتنا ثورة تحرير".. و"لا دحباشي بعد اليوم"، و"ثورة ثورة يا جنوب"!! شلال علي شائع الذي تقدم التظاهرة فضح في كلمة ألقاها على مسامع المتظاهرين إدعاء أحزاب اللقاء المشترك بأن انضمام الحراك لتظاهرات المشترك في صنعاء وتعز هو من أجل التغيير وليس الانفصال، وقال: "نعم قد نتعاطف أو نساند التغيير في الشمال، لكن ذلك لا يعني أن يكون موقفنا على حساب تحرير الجنوب من الاحتلال"، مجدداً التأكيد بأن "النضال الجنوبي" هو من أجل التحرر من الاحتلال الشمالي، وأنهم سيقدمون مزيداً من الدماء من أجل نيل "الاستقلال". وقد رفض المشاركون في التظاهرة التي جابت شوارع مدينة الضالع رفع صور البيض وعلي ناصر والعطاس معتبرين إياهم متهاونين في قضية الجنوب وباحثين عن سلطات ومناصب.. وأكد المشاركون أنهم لا يعترفون بأي اتفاق يقوم به احد قياداتهم ويكون حميد الأحمر طرفا فيه، وقالوا أن العطاس لا يمثلهم، وان أي اتفاقية مع المشترك لا تعنيهم. وكان ناصر الخبجي أكد في خطاب له مطلع الأسبوع الحالي في إحدى فعاليات الحراك في الحبيلين: أن إسقاط النظام لا يعني تخلينا عن الانفصال، بل هو الخطوة الأهم لنيل استقلالنا من المحتل الشمالي، وتحرير البلدين في وقت واحد". وبحسب مصادر في الحراك ل"نبأ نيوز" فإن هذا النشاط يأتي بعد أن ثبت للحراك دقة ما أوردته "نبأ نيوز" من معلومات في تقرير نشرته يوم 4 فبراير الجاري حول استعدادات يقوم بها العطاس للعودة لليمن، وأن هناك اتفاق تدور رحاه في كواليس المشترك مع العطاس الذي تعول عليه بتوحيد الحراك وتمثيله.. إلاّ أن المتظاهرين أنكروا على العطاس هذا الحق، وأكدوا انه لا يمثلهم وأنهم حسب قول قياداتهم ليسوا مع التغيير ولا مع الوحدة وان مطلبهم واضح وصريح هو التحرر من الاستعمار الشمالي- حسب ما وصفوه. وكانت أحزاب اللقاء المشترك حاولت احتواء القلق الشعبي من دعوات التغيير وخطرها على وحدة اليمن، فأشاعت بين الناس أنها والحراك متفقون على التغيير في إطار الوحدة، وأن الحراك تراجع عن الانفصال، فكان أن ردّ عليها الحراك بهذه التظاهرة مجدداً تأكيده بأن مطلبه انفصالي، وليس إسقاط النظام- كما يدعي المشترك.