نشرت صحيفة "الأخبار" المصرية السبت 30/4/2011 تحقيقاً عن حالة الرئيس المصري السابق حسني مبارك في شرم الشيخ بأن الأخير استمر خلال ال48 ساعة الماضية منعزلاً في غرفته بمستشفى شرم الشيخ الدولي رافضاً استقبال أي زيارات، حتى من زوجتي نجليه خديجة الجمال وهايدي راسخ، كما رفض دخول أي أحد عليه، ورفض لقاء أي شخص، وكانت الوحيدة التي تدخل عليه لفترات قصيرة جدا هي زوجته سوزان ثابت. وأكدت مصادر طبية من داخل المستشفي أن مبارك يعاني مشكلات صحية قد تتحول إلى حالة انهيار كامل بسبب رفضه تناول الأدوية والأطعمة، ودخوله في حالة متطورة من الاكتئاب، وحاول الأطباء مساء أمس مساعدته في الخروج من هذه الحالة، كما حاولوا إخراجه من غرفته إلى صالة الاستقبال بالجناح المقيم به، إلا أن كل محاولتهم باءت بالفشل، كما أن محاولات إعطائه جرعات الأدوية في مواعيدها، تتم بصعوبة بالغة، وبمعاناة شديدة". وأكد الأطباء أن هذا الوضع إذا استمر فانه سيشكل خطراً على حياته، حيث أن حالته الصحية، في هذا العمر تتوقف بشكل كبير على حالته النفسية، ومدى رغبته في الشفاء، وأكد مصدر طبي آخر أنهم فوجئوا بالتقرير الذي أعده الدكتور السباعي احمد السباعي رئيس مصلحة الطب الشرعي، والذي أكد فيه أن حالة مبارك الصحية، لا تحول دون نقله، حيث انه حسب علمهم لم يحدد كيفية نقل المريض وأسلوب التجهيزات التي يجب أن تصاحب عملية النقل في هذه الحالة، وإنما اكتفى فقط بالإشارة إلى أن حالته الصحية مستقرة وتسمح بنقله مع انه إذا تمت عملية النقل بأسلوب معين قد تؤدي إلى وفاة المريض. وأكدت مصادر من بعض أعضاء الفريق الطبي للصحيفة أنه عندما حضر الدكتور السباعي إلى المستشفى وقاموا بعرض تقارير الحالة الصحية لمبارك قبل معاينته وتوقيع الكشف الطبي عليه، وانه اخبرهم أن الحالة استقرارها نوعي ويمكن أن تنهار في أي لحظة وهو ما يصعب من عملية النقل، وقال اعتقد أنني لم اسمح في تقريري بنقل مبارك الآن لان حالته حساسة جداً، إلا أنهم فوجئوا في اليوم التالي بإعلان تقريره في وسائل الإعلام وقرار النائب العام، على عكس ما أكده لهم وهو ما أثار اندهاشهم. من جانبه اكد د. محمد فتح الله مدير المستشفى أن حالة الرئيس السابق مستقرة نسبياً تحت العلاج، لكن حالته النفسية تسوء على فترات، ويتعرض لنوبات اكتئاب، تؤثر على الوظائف العضوية للجسم. وقال "إن هناك زيادة في نسبة الكرياتينين في الدم نتيجة قلة تناوله المياه، مشيراً إلى أنه لو ساءت حالة الكلى فسيعالج بالمحاليل. وأضاف أن الدكتورة نيرمين عكاشة استشاري القلب زارت الرئيس السابق أمس وقامت بمناظرته وتوقيع الكشف عليه وكتبت تقريراً عن حالته،. وقال "إن قلب الرئيس السابق يعمل بصورة جيدة، وأنه أصيب بآخر نوبة منذ يومين، ويتم ملاحظته مرتين يوميا بواسطة فريق طبي". وأشارت المصادر أن رجل الأعمال محمود الجمال والد خديجة زوجة جمال مبارك، حضر لزيارة الرئيس السابق، وطمأنه على نجليه جمال وعلاء، وما تم معهما في تحقيقات النيابة، وأصر مبارك على الاتصال بهما فور انتهاء التحقيقات، واستمرت المكالمة أكثر من 51 دقيقة، غادر بعدها الجمال الجناح الرئاسي والمستشفى، ولم تحضر أياً من زوجتي النجلين إلا وقتاً قصيراً جداً، حيث أحضرت هايدي راسخ زوجة علاء مبارك نجلها الأصغر الذي له تأثير كبير علي الرئيس السابق، وذلك في محاولة لإخراجه من الحالة التي يعيش فيها، إلا انه لم يجلس معه سوى نصف ساعة فقط قبل أن تأخذه والدته وتغادر المستشفى، ولم يغادر مبارك سريره أمس على الإطلاق كما كان يفعل بالسابق، حيث كان يتمشى داخل الجناح الرئاسي وفي غرفته، في الوقت الذي بدا على زوجته سوزان علامات العصبية الشديدة لدرجة أنها انفعلت بشدة على احد أعضاء الفريق الطبي، وعنفته عندما حاول الدخول إلى غرفة الرئيس السابق، واتهمته بأنهم السبب وراء تذبذب حالته الصحية، وتدهورها إلى هذا الشكل الخطير. من جهة أخرى نشرت "الأخبار" أول صور الجناح الرئاسي الذي يقيم فيه الرئيس السابق، وزوجته والفريق الطبي المرافق له، وطاقم الحراسة الخاص به، وتنفرد بنشر هذه الصور التي تنشر لأول مرة، وتوضح أن الجناح يضم في المدخل " ريسيبشن " كبيراً به طقم انتريه فاخر يتكون من عدد من المقاعد الوثيرة، وبعض "الكنب" ويوجد بالريسبشن عدد من أفراد الحراسة لتأمينه، ومنع دخول أي احد إلى الجناح، ومنع محاولات تصوير الرئيس السابق، حيث يعتبر هو بوابة المرور إلى غرفته المقيم بها، والذي تتوقف عنده المصاعد ومداخل السلم الأمامية والخلفية ويتم فيه استقبال الضيوف والزائرين قبل دخولهم غرفة مبارك وتوضح الصور غرفة الرئيس السابق والسرير الذي ينام عليه وسرير من أسرة العناية المركزة ولكنه مجهز بأحدث التقنيات الطبية في العالم وهو عالي التكلفة جداً وهو غير متوافر في الكثير من المستشفيات في مصر حيث انه مزود بشاشات مونتيور لمتابعة نبض القلب والضغط ويتحرك في كل الاتجاهات والأوضاع وبجواره ستارة زرقاء يقوم لإغلاقها أثناء نومه ويوجد بجواره كرسي مساج طبي وهو الكرسي الذي يجلس مبارك عليه حوالي ساعتين غالبا عندما يستقبل ضيوفه من الخارج وأحيانا كثيرة تجلس عليه سوزان مبارك عندما لا يكون قادرا على النهوض من سريرة، ويوجد انتريه يضم كراسي وكنبة كبيرة يعلوها برواز للوحة قيل أنها تحفة فنيه لفنان كبير وتكلفتها عالية ومرتفعة للغاية مثلما أكدت مصادر ويقال انه تم جلبها من المتحف المصري. كما يوجد عدد كبير من كراسي المستشفى العادية موجودة في الغرفة لاستقبال الزائرين عندما تزيد أعدادهم واللذين زاروه في الأيام الأولى من المرض.