تحت عنوان مبارك يطلب العفو، كشفت صحيفة "الشروق" المصرية الصادرة غداً الثلاثاء عن خطاب يجري إعداده الآن وقد يسجله الرئيس المصري السابق حسني مبارك قريباً ليتم بثه صوتياً عبر قنوات مصرية وعربية يقدم فيه مبارك اعتذاراً عن نفسه وعن أسرته، خاصة حرمه سوزان ثابت - مبارك، عما يكون قد بدر منه من إساءة لأبناء الوطن بسبب سوء تصرف ناجم عن نصيحة بعض المستشارين أو معلومات خاطئة تم رفعها للرئيس السابق وذلك حسب مصادر مصرية وعربية رسمية. وذكرت "الشروق" نقلاً عن مصادر مصرية وعربية رسمية وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية "د ب ا" أن الخطاب يقوم علي صياغته الرئيسية أحد كبار الصحفيين المصريين الذي سبق له أن شارك في إعداد الخطاب العاطفي الذي ألقاه مبارك علي مسامع الشعب المصري مساء الثلاثاء الأول من شباط، وهو الخطاب الذي صادف تعاطفاً كبيراً لدى الشعب المصري لساعات قبل أن ينقلب هذا التعاطف لحنق بسبب القتل والاعتداءات المرتبطة بموقعة الجمل في صباح الأربعاء 2 فبراير عندما هاجم بلطجية المتظاهرين العزل في ميدان التحرير وسط القاهرة. وأضافت أن الخطاب سيشمل أيضاً إبداء مبارك وزوجته الرغبة الأكيدة في التنازل عن كل ممتلكاتهما لصالح الشعب المصري والرغبة في أن يتذكر هذا الشعب الذي ستقدم له آيات التقدير أن مبارك كان يوماً جندياً محارباً في صفوف القوات المسلحة للدفاع عن الوطن وانه لم يكن يسعي أو يتوقع منصب الرئاسة وانه سعي قدر استطاعته للتحمل بأعباء هذا المنصب كما سعت زوجته للإسهام في الأعمال الخيرية برغبة خدمة المواطنين المصريين. وبحسب المصادر التي تحدثت للشروق فإن خطاب الرئيس وتنازله عن ما يمتلكه من أموال تم حصرها بالفعل سيكون الهدف منه التقدم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة أن "ينظر في العفو" عن الرئيس وقرينته بعد أن تقدم بهما العمر وألم بهما المرض. وقال مصدر عسكري إن هناك جهات كثيرة بعضها مصري وبعضها عربي يتوسط لإتمام هذا الأمر في إطار صياغة قانونية مقبولة وفي ظل توافق شعبي. وأضاف أن أي قرار من المجلس العسكري سيأخذ بالتأكيد في الاعتبار رأي الشارع المصري والمصلحة المصرية في هذه المرحلة الحرجة. وبحسب مصادر الشروق فإن مبارك وزوجته سيكتفيان بأي معاش تقرره الدولة لهما وان طلب العفو سيشمل أسرة مبارك بكاملها، بما في ذلك نجلا الرئيس علاء وجمال مبارك المحتجزان الآن في سجن طرة قيد التحقيق في اتهامات بالفساد المالي ، ولكن ليس من المرجح ان يشمل العفو سوي الرئيس السابق وقرينته بالنظر إلي حالتهما الصحية والمرحلة العمرية وسيكون علي النجلين إثبات برأتهما من التهم المنسوبة إليهما أو مواجهة حكم القضاء العادل. ويقول مصدر خليجي رسمي "إن كثيراً من العواصم تلح علي القاهرة للنظر في تسوية ممكنة لان أحداً لا يشعر بالارتياح أن يتم الزج بالرئيس(السابق) مبارك وقرينته في السجن لأننا في النهاية ننظر إلي مبارك بوصفه من رجال حرب اكتوبر بغض النظر عن الجدل الدائر في مصر الآن". ولا ينكر المصدر العسكري أن هناك تحفظا لدى أوساط ليست بالقليلة في القوات المسلحة إزاء سجن أحد رجال القوات المسلحة بل القائد الأعلى السابق لها ولكن القوات المسلحة ، حسب المصدر نفسه ، لا تريد إغضاب الشعب المصري "خاصة وان الجميع يعلم أن الثورة المصرية (في 25 يناير) كان لها أسبابها الوجيهة وهي الأسباب التي سبق وان إثارتها قيادات عديدة من القوات المسلحة مع الرئيس (السابق) مبارك". وسيتوقف أمر إتمام ترتيب تنازل مبارك وزوجته عن أموالهما والسعي لعفو عسكري علي الرأي القانوني من محامي الدفاع الذي يتولي تمثيلهما والذي يصر حسب ما ينقل عنه بعض من استمعوا إليه مؤخراً انه قادر على إثبات براءة موكليه من تهم الفساد المالي المنسوبة إليهما وان وجود حسابات لأغراض خيرية في عهدتهما لا يعني أنهما قاما بالاستيلاء علي هذا الحسابات.