في أثناء حضوري مجلس من مجالس القات –رغم أني لا (أخزن)-، وكان الحديث فيه – كمعظم مجالس القات في الفترة الحالية- يدور حول عزوف الرئيس عن الترشح للإنتخابات الرئاسية القادمة، وكان –للأسف- معظم النقاش مكرراً لم يتطرق إلى نقاط مهمة أو جديدة، إلا أن أحد الحاضرين قال باستخفاف: ((ذي خلق صالح، ما خلقش غيره!!)). نعم، بهذه السطحية –الموجودة للأسف عند بعض قادة المعارضة- لخص ذلك الشخص الموضوع، وكأن المسألة هي وجود (مخلوقات) أخرى من مخلوقات الله، لقد رمى ذلك الشخص –الأنموذج- بعرض الحائط كل الحسابات الداخلية والخارجية، والبرامج السياسية، والتحليل الدقيق للمرحلة ومعطياتها ومتطلباتها، والرؤية الاستراتيجية لمستقبل اليمن، وجعل من المسألة مجرد وجود آخرين! أقول لهذا الأخ العزيز، أن كثيراً ممن غيروا وجه التاريخ –سلباً أو إيجاباً- كان بجانبهم آخرين، وأن التاريخ كان سيتغير لو لم يكونوا موجودين –سلباً أو إيجاباً أيضاً- فالمسألة ليست وجود فلان أو فلان، وإنما ما الذي يمكن فلان أو فلان أن يعطيه ويقدمه للبلد. إن الحديث عن الرئيس في خطاب المعارضة لا بد –دائماً- أن يقترن بالحديث عن الفساد، والجوع، والفقر، والمرض، وكأن هذه المعارضة تملك الحلول السحرية لكل هذا، وعندما سئلت المعارضة عن خطتها للإصلاح، كان الجواب مائعاً، فخطة (الإصلاح) إما (نظرية) لا تطبيق عملي لها، أو جزء من برنامج عمل الحكومة!! إنني كمواطن –غير متحزب- لن أنتخب شخصية، وإنما سأنتخب برنامجاً وحزباً أثق به، وبالتالي فأنا لا أهتم كثيراً بمن سيرشّح، ولكن ماذا سيفعل. أما بشأن ترشيح الرئيس لنفسه، فأستغرب لماذا (يسنّ بعضهم أسنانه) منذ الآن، استعداداً للهجوم على قرار الرئيس في حال عدل عن قراره، فهل هؤلاء يؤمنون بالحرية وممارسة الديمقراطية، إن لم يكونوا فلا حاجة لأحد أن يرد عليهم، وإن كانوا فهل هناك ما يمنع الرئيس ويسلبه حقه في الترشح؟! وأخيراً، فإن من البديهي القول أن مرشح المؤتمر كائناً من كان، هو الأوفر حظاً بالفوز، وهذا ما يجعل المعارضة نفسها تقول في سرها: ((رشح نفسك يا صالح إحنا عند الله وعندك)). [email protected]