استنفر دار رئاسة الجمهورية بعد ظهر اليوم قواته الأمنية، ونشرها في تجمعات حول أسواره الخارجية بعد توافد م آلاف المواطنين يالمنيين من أرجاء مختلفة من اليمن الى مخيم للاعتصام أقاموه في الجانب الغربي من دار رئاسة الجمهورية بشارع الستين من أجل الضغط على الرئيس علي عبد الله صالح للعدول عن قراره بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة. في نفس الوقت الذي توقعت لجنة الاعتصام أن تشهد العاصمة صنعاء توافد الآلاف من أبناء المحافظات الى المخيم الاعتصامي الشعبي ، وهو الأمر الذي تستعد له بنصب المزيد من الخيام خلال الساعات القادمة. وبحسب عبد السلام الضلعي - عضو اللجنة الاعلامية الخاصة بالاعتصام- فإن لجنة الدعوة للاعتصام تشكلت من شخصيات وطنية من مختلف محافظات الجمهورية، مشيراً الى أنها انبثقت عن فكرة اقترحها بعض الاشخاص أثناء تداول هموم الانتخابات الرئاسية وموقف الأخ الرئيس منها. وأوضح ل"نبأ نيوز" التي زار فريقها المخيم:أن المعتصمين يمثلون شرائح مختلفة من أحزاب ومنظمات ونقابات وجمعيات وهيئات مدنية ومواطنون عاديون كلهم انضموا الى الاعتصام من أجل مناشدة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح بالتراجع عن قراره وترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية. وفي معرض رده حول سؤال "نبأ نيوز" بأن الرئيس وجه بوقف المسيرات والاعتصامات، أكد الضلعي: أننا بغض النظر عن إذا كنا علمنا بهذه التوجيهات أم لا فأننا بادرنا الى هذا الاعتصام تطوعاً وحباً بهذا الزعيم ، وأعتقد أننا نعيش ديمقراطية وما يقدر أي شخص حق المواطن في التعبير عن رأيه سواء ما تعلق بالانتخابات أم غيرها ما دام الأمر متعلق بمستقبل البلاد، وموضوع ترشيح الرئيس لنفسه هو في صميم مستقبل ومصير اليمن.. نحن نمارس حريتنا الديمقراطية وحقوقنا في التعبير عن الرأي. وأضاف: الاعتصام بدأ بعد عصر اليوم الجمعة، ولم نكن نتوقع هذه الأعداد كلها ، خاصة وأن هناك الالاف وصلت أخبارها بأنها ستأتي غداً لذلك نحن مضطرين لتوسيع المخيم ونضيف خيم أخرى ونحضر مساحات أوسع. من جهته قال عبد الوهاب سيف نمران- محافظة مأرب، قبيلة مراد- أنهم قدموا الى صنعاء لأجل الاعتصام ومناشدة رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح أن يعدل عن قراره الذي ساء بنا، ونحن لا يمكن أن نروح من هنا إلاّ إذا قال نعم أنه سوف يترشح.. يعني نعتصم ونموت هنا حتى يقول نعم . وفي رده على السؤال: وإذا منعكم، أجاب نمران : ما نمتنع ، نبقى معتصمين ونموت هنا بجنازير الدبابات، ولا يمكن أن يحكم اليمن إلا من عنده خبره مثل الرئيس.. اليمن غير الشعوب الثانية ، اليمن قوية ولها انجازاتها ولا يمكن أن يحكمها إلاّ واحد قوي مثل علي عبد الله صالح . نحن نطالب الرئيس بالعدول عن قراره وما نتحرك من هنا ما لم يعدل عن قراره. ووزع المعتصمون رسائلاً جاء فيها( من الواجب علينا القول بأن الوطن اليوم بأمس الحاجة الى كلمة حق ، والحق يقال بأن فئات وقطاعات من أبناء الوطن اليمني الموحد قد عزموا الأمر بحريتهم الذاتية وبدون انتماء أو ميول الى أفكار حزبية أو لدوافع مملوءة بمصالح أيا كانت: بل وجهوا أنفسهم من أجل مصالح الوطن العليا ولا سواها فسارعوا وسارع معهم الخيرين من أبناء شعبنا بالاعتصام بحرية كاملة ومطلقة ) وأضافت الرسالة أن الهدف الأول والأخير من الاعتصام هو (اقناع المواطن علي عبد الله صالح بالاستمرار في قيادة مسيرة البناء الديمقراطي ، والتنمية الشاملة بجوانبها المختلفة-الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية- والخضوع لإرادة الشعب كما جاء في الدستور فالشعب مالك السلطة ومصدرها .. ولما تقدم ومن أجل ذلك وباسم الشعب سنظل معتصمين بحريتنا حتى يلبي المواطن الانسان علي عبد الله صالح نداء الشعب ورغبته وارادته الحرة). هذا وما زالت الآلاف تتواغد على المخيم أفواجاً من كل أنحاء الجمهورية ومن المتوقع أن تستمر حركة التوافد على المخيم طوال ساعات الليل - بحسب تأكيد الوافدين عليه. وفي الوقت الذي اكتضت الخيام بالناس فإن البعض اضطر لاستخدام سيارته الخاصة كمكان للاعتصام داخلها مع من رافقه الى المخيم، وهو الأمر الذي تسبب بازدحام حركة السير في تلك الجهة وتصاعد القلق الأمني لدى حراسات دار رئاسة الجمهورية جراء احتشاد الالاف.