قال نشطاء إن قوات من الجيش والشرطة تقدمت الاثنين في ميدان التحرير بوسط القاهرة وطاردت مئات النشطاء المعتصمين فيه إلى خارجه. وقالوا إن النشطاء فروا أمام تقدم القوات المترجلة إلى شارع طلعت حرب وميدان عبد المنعم رياض القريب. ولعدة مرات منذ 19 نوفمبر تشرين الثاني الماضي طردت القوات معتصمين من الميدان لكن النشطاء استعادوا الميدان بعد وقت قصير في كل مرة. وتخللت العمليات المتكررة لطرد المعتصمين من الميدان ومن شارع قريب هذا الشهر وفي الشهر الماضي اشتباكات أوقعت أكثر من 50 قتيلا وألوف الجرحى. وقال الناشط مصطفى فهمي لرويترز إن القوات أطلقت على المحتجين طلقات خرطوش وقنابل غاز مسيل للدموع وهي تطاردهم في شارع طلعت حرب كما رشقتهم بالحجارة. وأضاف أن نشطاء أصيبوا خلال المطاردة. وتابع أن القوات المتقدمة في الميدان حطمت في طريقها عشرات السيارات التي يملك بعضها نشطاء. وقال النشطاء إن القوات تقدمت إلى الميدان من ثلاثة محاور وطوقت نشطاء في ميدان طلعت حرب القريب بمشاركة قوات قدمت من محور رابع. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في وقت سابق اليوم إنها تشعر "بقلق عميق" بشأن استمرار العنف في مصر. واضافت في بيان"أشعر بقلق عميق بشأن التقارير المتواصلة عن العنف في مصر. وأحث قوات الأمن المصرية على احترام وحماية الحقوق العالمية لكل المصريين بما في ذلك حقي التعبير السلمي عن الرأي والتجمع." وقالت وزارة الصحة المصرية إن عشرة اشخاص قتلوا في أعمال العنف منذ يوم الجمعة وأصيب 505 آخرون منهم 384 نقلوا إلى المستشفى. ودعت كلينتون السلطات المصرية ايضا الى محاسبة من ينتهك حقوق المتظاهرين بما في ذلك قوات الأمن. وتسلط اعمال العنف الضوء على التوترات في مصر بعد عشرة أشهر من انتفاضة شعبية أسقطت الرئيس حسني مبارك. وأدان بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة استخدام قوات الأمن المصرية القوة المفرطة بعد ثلاثة أيام من المعارك مع المحتجين المطالبين بإنهاء الحكم العسكري المفروض على البلاد منذ اسقاط مبارك. وردد نحو ألف محتج في وقت متأخر يوم الأحد هتافات تقول "يسقط طنطاوي" في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان وزيرا للدفاع في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك لنحو 20 عاما ولا يزال يشغل المنصب. وفي وقت سابق تبادل بعض الشبان وقوات الجيش الرشق بالحجارة والقنابل الحارقة في شارع تطل عليه الجامعة الأمريكية بالقرب من الميدان. وجرى تصوير جنود يوم السبت وهم يضربون محتجين بعصي طويلة حتى بعد سقوطهم على الأرض. كما أظهرت صورة لرويترز جنديين وهما يسحبان امرأة من ملابسها وكشفوا عن ملابسها الداخلية. وألقى العنف بظلاله على الانتخابات البرلمانية التي تجرى على ثلاث مراحل وهي أول انتخابات حرة تعيها ذاكرة أغلب المصريين وتقترب من منح الإسلاميين أكبر عدد من الأصوات. وأثارت الاشتباكات غضب بعض المصريين من سلوك الجيش في حين يريد آخرون التركيز على الانتخابات لا على الاحتجاجات. وسيظل المجلس العسكري محتفظا بالسلطات حتى بعد إتمام انتخابات مجلس الشعب في يناير كانون الثاني لكنه تعهد بتسليمها إلى رئيس منتخب بحلول يوليو تموز. "رويترز"