عم الساحة اليمنية استياء رسمي وشعبي واسع جراء قيام التجمع اليمني للإصلاح بتبني حشد أعضائه من التربويين، وعناصر حزبه وبقية أحزاب اللقاء المشترك لتنفيذ مسيرة واعتصام صباح السبت بقصد تأليب الساحة الشعبية اليمنية وإلهائها عما يحدث من مجازر في فلسطين ولبنان والتغطية على المواقف "المخزية" لهذه الأحزاب من العدوان الصهيوني. فقد وصف مصدر في المؤتمر الشعبي العام ذلك بأنه: تحرك يكشف ماهية من يقف وراءه بغية إعلام بعض الجهات الخارجية بان في اليمن أحزابا وعناصر غير آبهة بما تقوم به إسرائيل من أعمال وحشية ضد الفلسطينيين، أملا في الحصول على مكاسب حزبية. وكشف المصدر في تصريح ل"سبتمبر نت": أن وراء تلك الاعتصامات والمظاهرات التجمع اليمني للإصلاح الذي يقود أحزاب اللقاء المشترك إلى مصير مجهول، وقال: كان الأحرى بالإصلاح إن يقف اليوم مع الجماهير الغاضبة إزاء تلك المجازر الوحشية الإسرائيلية التي ترتكب في فلسطين ولبنان بدلا من الدفع بأولئك المعملين إلى مظاهرات لا طائل منها سوى إعطاء صورة لدى الشعبين اللبناني والفلسطيني بأن اليمنيين لا يأبهون بهم ولا يتفاعلون مع قضاياهم وما يواجهونه من قتل وقمع وتشريد وهدم مساكن. وأضاف: انه في الوقت الذي نتوقع قيام الأحزاب بتنظيم مظاهرات مساندة للشعبين إلا إنها تحاول الهاء الشعب بمثل هذا الاعتصام إرضاء لجهات خارجية، وخدمة للكيان الصهيوني خاصة وان القضية التي يتم الدعوة للاعتصام لها يمكن تأجيلها في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية. كما نقل الموقع عمن وصفها ب" مصادر سياسية" استغرابها إصرار بعض العناصر الدفع بالمعلمين على القيام باعتصامات وتنفيذ مظاهرات في الوقت الذي كانت التوجيهات واضحة بمنحهم حقوقهم في الهيكل الجديد للأجور، وعبرت المصادر عن استغرابها من توقيت هذه الاعتصامات والتظاهرات مع حالة الغليان والغضب الذي يسود الشارع اليمني بمختلف شرائحه جراء العدوان الإسرائيلي على الشعبين اللبناني والفلسطيني في حين أن تلك العناصر تدفع بشرائح المعلمين صوب قضية يمكن تأجيلها والتفاهم بشأنها مع الجهات الحكومية المختصة بدلا من محاولات إلا لهاء المكشوفة لجرهم نحو قضايا خاصة وتعمد تجاهل قضية عامة صارت محل اهتمام الشعوب العربية والعالم كله من أقصاه إلى أقصاه. من جهته نقل موقع "المؤتمر نت" انتقاد أمين عام نقابة المهن التعليمية والتربوية حول إصرار ثلاث نقابات "غير شرعية" على الاعتصام اليوم السبت تحت لافتة أجور المعلمين . وأورد على لسان محمد حمود حنظل قوله: إن التحرك غير الشرعي بموجب القانون لما يسمى نقابة المعلمين النقابة العامة ونقابة التعليم الفني والمهني يعد خرقاً لما تم الاتفاق عليه مع الحكومة والذي يقضى باعتماد الزيادة لرواتب المعلمين من شهر سبتمبر وصرفها بأثر رجعي في 1/1/2007م ، مضيفاً أنه لا يستغرب مثل هذه التصرفات وخصوصاً في هذا التوقيت بالذات بعد أكثر من شهر من انتهاء الدراسة ورجوع أحمد الرباحي الذي يتزعم نقابة المعلمين المخالفة وهو قيادي في الإصلاح من أمريكا . واستنكر حنظل الزج بالمعلمين في إطار التصفيات والمماحكات التي لا طائل من ورائها ولا تخدم المعلم ، والتنصل من القضايا الحقيقة مثلما حدث لمدير مكتب التربية بالجوف أمين الغذيفي الذي قام بإسقاط المعلمين الذين انشغلوا عن الحقل التعليمي للعمل في مقرات الإصلاح ، حيث قاموا بنصب كمين له وقتلوا اثنين من مرافقيه وإصابته بجروح مختلفة . ودعا وزارة الشئون الاجتماعية والعمل إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بحق النقابة إزاء مخالفتها لوائح العمل النقابي وحشره في مطابخ الإصلاح ومحاكمة المخالفين ، مؤكداً أن النقابات التعليمية وجدت لخدمة المعلم وليس الانتماءات. كما نقل "المؤتمرنت" تصريحات مصادر سياسية قالت: أن هذه المحاولة تأتي من الإصلاح في مسعى للالتفاف على الموقف المخزي الذي وقفه إزاء العدوان الإسرائيلي الوحشي والمتصاعد على الشعبين الفلسطيني واللبناني ، حيث بدأ رد فعل الإصلاح إزاء ذلك العدوان غريباً ومستهجناً من الكثير من الأوساط السياسية ولدى الرأي العام الوطني والقومي والإسلامي . وأضافت: أنه في الوقت الذي كان من المتوقع أن يبادر الإصلاح ومعه تلك الأحزاب إلى القيام بمسيرة أو مظاهرة لمناصرة الشعبين اللبناني والفلسطيني والتعبير عن الغضب إزاء ما يتعرضان له من مجازر بشعة وعدوان وحشي إسرائيلي سافر إلا أن حزب الإخوان المسلمين "التجمع اليمني للإصلاح " أراد بهذا الاعتصام الهاء الشعب اليمني وامتصاص مشاعر الغضب الشعبي التي يشعر بها إزاء ما يشاهده من مجازر ترتكب ضد الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء من أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني، وكذا تماشياً مع الموقف المتشدد وغير المنطقي للإصلاح من حزب الله والمقاومة الإسلامية اللبنانية ، بالإضافة إلى إثبات ولائهم وطاعتهم للولايات المتحدةالأمريكية الداعمة لإسرائيل وذلك من أجل كسب رضاها عنهم ورغم ما يدعونه أمام الآخرين بأنهم غير مقتنعين بالتبعية والعمالة للمخابرات الصهيونية – الأمريكية إلا أنهم برهنوا بأنهم ومن أجل الوصول للسلطة مستعدون أن يفعلوا أي شيء يطلب منهم ويقدموا أي تنازل حتى لو كان العمل لحساب الشيطان نفسه . وأشارت المصادر: أنه من الغريب أن المغرر بهم من " الناصريين والاشتراكيين " وحزبي الحق والقوى الشعبية ينجرون وراء " الإخوان المسلمون " وينفذون كل ما يأمرونهم به بما في ذلك التخلي عن كل الشعارات القومية والتقدمية والإسلامية التي ظلوا يرددونها ويضللون الرأي العام بها حول مناهضتهم للصهيونية والإمبريالية ، ولكنهم وكما تشير الوقائع بأنهم يظهرون تكالباً محموماً من أجلب إثبات ولائهم وتبعيتهم لها يقودهم في ذلك الإخوان المسلمون في التجمع اليمني للإصلاح والذي يسعى من وراء ذلك إلى تنفيذ أجندته الخاصة وبأي ثمن ! وفي السياق ذاته استنكر معلمون "متاجرة نقابة المعلمين غير الشرعية بحقوقهم واستثمارها لتسجيل مواقف سياسية على الساحة لا تخدم سوى حزب الإصلاح الذي يمول هذه المسيرات والاعتصامات بحيث أصبح معه زعيم هذه النقابة أحمد الرباحي خاضعاً لتوجيهات الدائرة التربوية في الأمانة العامة للإصلاح"، طبقاً لما ذكره المعلم عبد الله أحمد محمد إسماعيل للمؤتمرنت . وعزز هذا التذمر المعلم فؤاد سلطان بقوله: نرفض متاجرة الرباحي بحقوقنا محلياً أو خارجياً وجعلها مشيراً إلى عودة النقيب غير الشرعي أحمد الرباحي ووفد مرافق له من قيادات تربوية إصلاحية من زيارة مشبوهة إلى أمريكا قبل أيام ليقرر بعد ذلك دعوة المعلمين للمسيرة بشأن الأجور . هذا وكانت (3) نقابات تابعة لأحزاب المشترك، أعلنت عزمها على تنفيذ مسيرة تنتهي بالاعتصام أمام دار الرئاسة اليوم رغم عدم موافقة الجهات الأمنية التي طلبت تأجيل المسيرة بسبب اختيارها خطاً حيوياً، ما قد يسبب إعاقة حركة المرور وتعطيل مصالح المواطنين. وعزت نقابات ( المعلمين ، والمهن التعليمية والتعليم الفني ) تنفيذ المسيرة إلى المطالبة بتنفيذ قانون الأجور والمرتبات، فيما يخص المعلمين. أما الدكتور عبد السلام الجوفي – وزير التربية والتعليم – فقد قال: أن الاعتصام الذي دعت إليه نقابات التعليم هو عمل سياسي يقصد من وراءه تسخين الدعاية الانتخابية، ولا يتعلق بمطالب حقوقية صحيحة، باعتبار أن المعلمين في إجازة رسمية والدراسة لم تبدأ بعد. وكشف أن مطابخ سياسية تسعى إلى استغلال المعلمين لأغراض لا تمت بصلة إلى حقوقهم مدللاً على ذلك بإقدام نقابة المعلمين على إرباك العملية التعليمية من خلال الإضراب الذي نفذته العام الدراسي المنصرم. وأشار الجوفي إلى أنه تم الاتفاق مع وزارتي المالية والخدمة المدنية، وبإشراف نائب رئيس الجمهورية على إعطاء المعلمين كامل حقوقهم بما في ذلك بدل طبيعة العمل، حيث سيتم احتساب بدل طبيعة العمل ابتداءً من سبتمبر القادم على أن يتم صرف المستحقات في شهر يناير 2007م بأثر رجعي بحسب الموازنة العامة. منوهاً إلى أن كل الإجراءات المالية والإدارية التي تتخذها وزارته تبدأ في شهر سبتمبر باعتباره بداية العام الدراسي. وكان قيادي في التنظيم الناصري الوحدوي وصف الجهات المنظمة لهذه المسيرات (دون تسميتها) بأنها "متآمرة" على الموقف القومي اليمني المناصر للمقاومة الفلسطينية واللبنانية. وقال القيادي الناصري في تصريح نشرته "نبأ نيوز": حتى لو كانت مطالب المتظاهرين مشروعة، ونحن نعلم أنها مشروعة فعلاً، فإن توقيتها الآن خطأ لأن الأمة العربية والإسلامية تواجه عدوان صهيوني ولا يجب إضعاف جبهتها الداخلية باضطرابات "الله يعلم من يقف ورائها، ومن يمولها، وما هي أهدافها الحقيقية"- على حد تعبيره. وأكد المصدر: نحن مع الوسائل السلمية لانتزاع الحقوق، لافتاً: لكن لماذا هؤلاء الذين يتظاهرون الآن لم يتظاهروا للاحتجاج على العدوان الصهيوني، ولماذا لم يدعموا المقاومة، ولماذا يجتمعون مع الأمريكان كل ليلة وأخرى، ولماذا تأتي هذه المسيرة بعد عودة أمين عام نقابة المعلمين من أمريكا وليس قبلها. وفضل المصدر عدم الخوض في الموضوع طويلاً مختتماً تصريحه بالتأكيد: أن هناك نوايا لبعض القوى السياسية لعزل المقاومة ولقمعها "لأهداف هم يعرفونها جيداً". يشار إلى أن موقع "الصحوة نت" التابع ل"الإصلاح" الحزب الرئيس في "اللقاء المشترك" أورد الجمعة أن مدير أمن العاصمة أبلغ الجهات المنظمة للمسيرة أم تأجيل تنفيذها يأتي انطلاقاً من المصلحة العليا، والمسئولية القانونية لإدارة أمن العاصمة في حفظ الأمن، مؤكداً أن دار الرئاسة ليست الجهة المعنية بمشاكل المعلمين. ووفقاً لتقارير ميدانية فقد نفذت فرق من أحزاب المشترك، معظمها من الإصلاح، تحركات ناشطة، خلال الأيام القليلة الماضية، لتوزيع دعوات ممهورة بتوقيع النقابات الثلاث سلمت لمختلق الشرائح الاجتماعية إلى جانب بعض المدرسين تدعوهم إلى المشاركة في المسيرة تحت غطاء دعم المعلمين.