قال باحثون بريطانيون إن الاطفال الرضع بمن فيهم أولئك الذين لا تتجاوز أعمارهم الستة أشهر بإمكانهم كشف الاخطاء الحسابية. وأجري فريق من العلماء الاميركيين مسحا دماغيا علي 24 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين ستة و تسعة أشهر بعد عرض دمي متحركة أمامهم. ولاحظ الباحثون أن الاطفال الرضع كانوا ينظرون لفترة أطول عندما كانت تعرض أمامهم أشياء تكون حصيلتها غير متوقعة، كوجود عدد كبير من الدمي أمامهم مثلا، وأشاروا إلي أن نشاط أدمغتهم يشابه ذلك الذي يصدر عن البالغين عند اكتشاف أخطاء ما. وقالت الدكتورة ستيلا أكوارون من جمعية علم النفس البريطانية لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) إن باستطاعة الاطفال معرفة مكان وجود الاشياء، وماذا يتعين عليهم القيام به. وأظهرت دراسات سابقة أن الاطفال ينظرون لفترة أطول إلي أشياء غير متوقعة، ولكن الباحثين ليسوا متأكدين من أن ذلك يعكس دهشتهم حيال ما يشاهدون. وعرض الباحثون علي 24 رضيعا دميتين اثنتين ثم قاموا باخفائهما بواسطة شاشة، ثم شاهد هؤلاء يدا تسحب أحد الدميتين ومعها الشاشة، وهو ما أظهر دمية واحدة، كما هو متوقع، ثم أجري هؤلاء تخطيط الكتروني لقياس موجات الدماغ، وتبين أن الاطفال نظروا لاكثر من ثانية عندما كانوا يكتشفون أن عدد الدمي كان غير صحيحا. وكانت دراسة سابقة قد توصلت الي ان الرضع يتعلمون تحريك اقدامهم نحو الاشياء المحددة قبل ان يتعلموا مد اليد اليها. وراقب البروفيسور جيمس ج. غالووي اطفالا من عمر شهرين لفترة طويلة وتوصل الي ان الاطفال الرضع يتعلمون مد اليد والابتسام والجلوس والمشي بسرعة مختلفة ولكن حسب نفس سلسلة التطور النمطية الشائعة. ويتعلم الطفل في الاشهر الثلاثة الاولي كيف يرفع رأسه والتحكم بحركة يده نحو الاشياء مع بداية الشهر الثالث والسيطرة علي عضلات اطرافه السفلي مع مرور سنته الاولي. الا ان الدراسة الحديثة التي يطرحها غالووي تقول ان الطفل يتعلم التحكم بقدمه قبل التحكم بيده.