تقول الشرطة النمساوية إن عمليات التسول المنظم في فيينا والتي برزت إلي العلن مع حالة اختطاف دراماتيكية وقعت مؤخرا تتحكم فيها غالبا عصابات سلوفاكية بوسط المدينة. ومشهد المتسولين علي الارصفة سواء كن نساء تحملن أطفالا صغارا أو مسنين أو عجزة ليس بغريب علي المدينة. لكن المشكلة أثارت حفيظة الرأي العام هذا الشهر إثر اختطاف فتاة رومانية في العشرين من عمرها فقد اقتيدت عنوة إلي سيارة تقف أمام سفارة بلادها في فيينا وانطلقت بها مسرعة لمدة ساعة كاملة قبل أن تنقذها الشرطة عند أحد الطرق السريعة. وأعرب محققون عن اعتقادهم بأن الفتاة "بيعت" قبل سنوات وهي طفلة لعصابة تسول إجرامية تعمل في ألمانيا وقد حاولت الهرب والعودة إلي بلادها لكن أفراد العصابة أمسكوا بها. وتقول الشرطة إن الحوادث الروتينية المعتادة الخاصة بالتسول في فيينا ليست بهذا القدر من الدراماتيكية وعادة ما تتم عمليات التسول المنظمة بواسطة مجموعة يتراوح عددها بين 3 إلي 5 أشخاص ينتمون لاسرة ممتدة. ويقول الكسندر شنيرل الليفتنانت كولونيل بالشرطة في فيينا أنه فضلا عن المتسولين الفعليين فهناك "حارس" و"صراف". والتسول المنظم الذي يتم بمشاركة 3 أشخاص علي الاقل ممنوع في العاصمة ومن ثم تنتشر أشكال التسول "بالالحاح" أو العدوانية. بينما يتم التغاضي عن المتسول الذي يطلب النقود بنوع من الذلة. ولكن في كل الاحوال فإن التسول عمل مربح تماما. ويقول شنيرل "المتسول يمكن أن يحصل علي 50 يورو يوميا ولا غرابة في ذلك علي الاطلاق بل أحيانا نصادف متسولين جمعوا أكثر من 100 يورو". ويشكل القادمون من سلوفاكيا ثلثي المتسولين في محطات مترو الانفاق وفي الشوارع التجارية أو أمام الكنائس. ويقول شنيرل "أما الباقون فهم من النمسا ورومانيا وبلغاريا والمجر". والمتسولون المنتمون لعصابات الجريمة المنظمة يأتون في الغالب بالسيارات إلي العاصمة. وقال متسولون استجوبتهم الشرطة أنهم يعيشون في أماكن للنوم الجماعي وأنهم يدفعون مقابل تلك الاقامة. وكثيرون يمضون الليل في حقائب النوم في محطات مترو الانفاق أو في الحدائق العامة. وقسم من المتسولين يعاني من حالات عجز جسدي حقيقية لكن آخرين يتظاهرون بذلك وحسب. وشوهد متسولون من المجر وهم ينزلون مقاعد متحركة من سياراتهم ولا يقودونها إلا وهم علي بعد أمتار قلائل من المواقع التي يعتزموا ممارسة الشحاذة فيها. وتتلخص وظيفة "الحارس" في عصابة التسول في تنبيه الشحاذ أو الشحاذين عند قدوم رجال الشرطة. أما "الصراف" فإنه يجمع الاموال من الشحاذين كل نصف ساعة تقريبا. والبعض يمارس الشحاذة نتيجة احتياج شخصي فيما يضطر آخرون إليها. ويقول شنيرل إن الشحاذة في وسط فيينا آخذة في التراجع فقبل عام أو أثنين كان هناك نحو مائة وجه مألوف يظهرون دوما في "الاماكن الساخنة" مثل المناطق المخصصة للمشاة أو المناطق السياحية. لكن ازدياد شكاوي رجال الاعمال هذا العام دفع الشرطة للقيام بحملات نشطة لمحاصرة الظاهرة.