جدد سعادة حسين كماليان – سفير جمهورية إيران الإسلامية بصنعاء- موقف بلاده من قضية الملف النووي وحق الإيرانيين في الحصول على موارد الطاقة، مؤكداً أن الخطر الصهيوني يهدد الجميع من دول المنطقة، ومشيداً بالدور الذي لعبته وسائل الإعلام اليمنية أبان العدوان على لبنان. وأوضح سعادة السفير- على هامش مأدبة إفطار استضاف بها اليوم الاثنين ممثلي وسائل الإعلام في اليمن- أن المرحلة الراهنة خطرة جداًن نظراً للتهديدات القائمة من قبل الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً، والذي يوسع عدوانه وتهديداته للشعب الفلسطينيواللبناني والسوري، منوهاً إلى أن الخطر القائم لن يقتصر على لبنانوفلسطينوالعراق، بقدر ما يهدد جميع دول المنطقة، بالقدر الذي يستدعي من جميع وسائل الإعلام اليمنية التنوير والتوعية بهذا الخطر، وفضح كل المخططات التآمرية للرأي العام المحلي والعالمي، من أجل إفشالها، وإسقاط الرهانات الأمريكية. وأشار إلى أن الإعلام اليمني ذكي وواعي وقد لعب دوراً مهماً في غرس اليأس في نفوس الكيان الصهيوني خلال عدوانه على لبنان، وإن هذا الإعلام قوي جداً، بل قد يفوق بوعيه إعلام الكثير من البلدان، وأن ما يؤكد وعيه هو الطريقة التي تناول بها أحداث العدوان على لبنان، ووقف بها داعماً المقاومة اللبنانية بعيداً عن الإنجرار الى المنزلقات التي روجت لها الدوائر الصهيونية لغرس الفتنة بين أبناء الشعب اللبناني. وقال السفير حسين كماليان: أن المنتصر في حرب ال33 يوماً كان الشعب اللبناني والأمة الإسلامية كاملة، فيما المهزوم هو الكيان الصهيوني، وحليفته الولاياتالمتحدةالأمريكية، معتبراً التهديدات التي توجهها أمريكا سواء لإيران أو غيرها، وكذلك ما يحدث من تطورات في فلسطينوالعراقولبنان ما هي إلاّ محاولة من الولاياتالمتحدة لتعويض الكيان الصهيوني عن هزيمته التي مني بها أمام حزب الله والمقاومة اللبنانية عامة. وأشار الى أن أمريكا تسعى لتعميم سياستها في كافة الأرجاء، وتسعى اليوم الى إسقاط حكومة حماس في فلسطين رغم أنها منتخبة من الشعب الفلسطيني وتمثل إرادته الوطنية، داعياً أبناء وفصائل الشعب الفلسطيني الى تعزيز وحدة صفهم الوطني أكثر من أي مرحلة سابقة لتفويت الفرصة على ما يحاك ضدهم، مجدداً التأكيد على موقف إيران الثابت والمستمر مع الشعب الفلسطيني في مختلف الظروف، منوهاً الى أن هذا الموقف هو نفس الموقف الذي تترجمه طهران منذ 27 عاماً وحتى اليوم، مؤكداً أنه لا أحد سينسى القضية الفلسطينية ، وما يوم القدس العالمي إلاّ يوم للوحدة الإسلامية، وأن فلسطين ستتحرر من الإحتلال عاجلاً أم آجلاً. وحذر سعادة السفير الإيراني من سياسة فرّق تسد الأمريكية التي تلعبها في المنطقة، والتي حاولت بها عزل المقاومة اللبنانية عن الشعب، وتحاول بها في العراق لوضع السنة بمواجهة الشيعة، والشيعة بمواجهة السنة، والأكراد بمواجهة التركمان من أجل تفتيت صفوف العراقيين، وكذلك هي – أي أمريكا- تحاول ممارسة نفس سياسة التفرقة مع إيران ودول إقليمها بتخويفهم من "الهلال الشيعي"، مثلما تخوف الشيعة من "التطرف السني"، مؤكداً أن هذه السياسة ليست بالجديدة على الولاياتالمتحدة، وهي لطالما سعت لممارستها مع دول العالم. وحول الملف النووي الإيراني جدد سعادة السفير – حسين كماليان- موقف إيران الثابت من حقها المشروع في امتلاك الطاقة للأغراض السلمية، معتبراً ذلك مطلباً شعبياً يجب على حكومة إيران تلبيته لجماهيرها.. وقال أن إيران لا تطالب بشيء خارج الأعراف الدولية، وعلى الآخرين افتراض حسن النوايا في أي مفاوضات معها وبدون شروط مسبقة من أجل الوصول الى حل مرضي للجميع، ولا داعي للإرهاب، والتزوير للحقائق، والتهديدات لأنها لن تؤثر على إرادة الشعب الإيراني أو تثنيه عن مشروعه، وحتى قضية الحصار الاقتصادي الذي تهدد به الولاياتالمتحدة لن يكون مجدياً مع إيران لأن إيران تحقق الكفاية الاقتصادية في كثير من المجالات، ولن يؤثر بها أي حصار. وأشاد السفير بعلاقات الصداقة التي تحتفظ بها إيران مع الكثير من الدول، ومنها اليمن الذي قال أنهم يعتزون بموقفها وتفهم قيادتها السياسية للقضية الإيرانية النووية. وعلق السفير على سؤال حول الموقف الإيراني من القضية العراقية، مبيناً أن إيران ترفض أن تتحول الساحة العراقية الى ساحة لتصفية الحسابات مع الغرب مهما بلغ الاختلاف الإيراني مع الولاياتالمتحدة، موضحاً أن العلاقات الإيرانيةالعراقية متداخلة وكل منها يؤثر على الآخر نظراً لكون المناطق المتاخمة للحدود الإيرانية مناطق كثافة سكانية عراقية، وبالتالي فكل تطور تشهده ينعكس على إيران، وكل تطور تشهده إيران ينعكس على ساحة العراق، مؤكداً أن إيران لن تقبل أي خارطة جغرافية عراقية خلافاً للخارطة العراقية التي تعرفها منذ زمان.