أسرة يمنية من بين آلاف الأسر التي تدفع ثمن الجهل، وفساد الأجهزة الرقابية، والمنابر الغارقة بالمناكفات الحزبية، لينتهي الأمر بابنتيها الشابتين (زينب وأروى) بين يدي مشعوذة تدعي العلاج بالقرآن والأعشاب، فأزهقت روح الأولى بينما الثانية ما زالت تقاسي هوس التعذيب. "نبأ نيوز" تفتح ملفات البحث الجنائي بصنعاء لتروي قصة الشابتين زينب (21 عاماً) وأروى(18 عاماً) على لسان دائرة العلاقات العامة بوزارة الداخلية اليمنية، والتي كشفت أن الشابتين كانتا تعانيان من شلل نصفي في القدمين، عندما تقدمت السيدة (م. ع.) – 40 عاماً- بفكرة أن تعالج الشابتين، فما كان من الأب إلاّ أن ينطلق بابنتيه من ذمار إلى صنعاء – ليقصد منطقة "قاع الفيضي" ويضع الشابتين لدى المرأة التي ادعت أن الجن يسكنون جسدي البنتين. ومن ذلك الحين صارت المرأة تتفنن بعلاجهما ضرباً، ورفساً، وتلقي بجسدها ومن معها من البنات على جسد الشابة "زينب". وكان كلما ارتفع صراخها، كلما اشتد العبث بجسدها النحيل من قبل المرأة المشعوذة التي كانت تعلو وجهها الابتسامة وهي تردد بصوت عال "الآن وقت خروج الجن .. الآن اخرج أيها الجن"، لكن الجن لم يخرج. ومضت الأيام وهي على هذا الحال تكرر الشئ نفسه فيما حالة "زينب" تزداد سوءً. في صباح التاسع من سبتمبر الماضي قررت العجوز وضع حد "لعصيان الجن" فأخرجت من الغرفة بنتها وأخت زينب وظلت بمفردها مع "زينب"، وشمرت عن ساعديها ، وأمسكت برقبتها وراحت تضغط والبنت تصيح وتستغيث ولكن بغير جدوى. ثم نهضت من فوق جسدها ووضعت قدمها على الرقبة وصارت تدوس بقوة بانتظار خروج الجن. ولما لم يجد الأمر نفعا استدعت البنات لتجلس واحدة على بطن المريضة وأخرى على الصدر، أما هي فقد استأثرت بالرقبة خنقاً حتى خرجت روح زينب ولم يخرج الجن. وعندما أدركت إنها فارقت الحياة أخرجت البنات وقامت بذبح أربعة أرانب لتسقي زينب وهي ميتة دماء هذه الأرانب الواحد تلو الآخر عن طريق الفم.. لكن لم تعد الروح إلى جسد زينب ولم يخرج جن منه أيضاً. وبكل وقاحة سافرت المرأة إلى ذمار لتخبر والد (زينب) بأن الجان قتلوا ابنته. هذا ووجه العقيد أحمد العودي – مدير مباحث صنعاء- الدعوة إلى الجهات المختصة ببذل المزيد من الجهود لمتابعة مثل هذه الأعمال التي وصفها بأنها "تخالف أساسيات العلم وتتعارض مع الشرع والقانون حتى لا تترك مسألة علاج الناس ومداواتهم في أيادً تمتهن الشعوذة وتقوم بقتل الأبرياء من الناس". ودعا العقيد العودي المواطنين إلى "التعاون مع رجال الشرطة في الإبلاغ السريع عن أي حالات مشابهة لما حدث ، مؤكداً في تصريحه أن للمواطن دور كبير في إيقاف مثل هذه المهازل التي تعذب الإنسان وتزهق روحه".