ضمن حالة التخبط التي يعيشها الخطاب الإعلامي للمؤتمر الشعبي العام (الحاكم)، صدر في غضون سويعات موقفان متناقضان تماماً عن الحزب الحاكم بشأن ما نسب للشيخ شعيب الفاشق من قيامه ومرافقيه بحبس المواطن حمدان الدرسي وتعذيبه وانتهاك عرضه- لينفي أحدهما الحدث ويطالب بإيقاف الصحف المروجة للخبر، في نفس الوقت الذي يؤكد آخر الواقعة باستدلالات قضائية. ففي الوقت الذي أورد موقع "المؤتمر نت"- الناطق بلسان الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام- منتصف ليل الأربعاء خبراً حمل عنوان (الجزائية تستدعي الفاشق بناء على تقرير أمني يؤكد واقعة تعذيب درسي)، عقب موقع"26 سبتمبر نت" الناطق بلسان وزارة الدفاع – بعد ساعة بخبر تحت عنوان: (فرع المؤتمر والشخصيات الاجتماعية ببيت الفقيه يطالبون بإيقاف الصحف التي شهرت بالفاشق)، بناءً على بيان فرع المؤتمر الشعبي العام بالدائرة (172). فقد أورد "المؤتمرنت" على لسان مصدر في نيابة استئناف الحديدة "إن النيابة سلمت اليوم الأربعاء للشيخ شعيب الفاشق استدعاء من النيابة الجزائية المتخصصة للحضور إلى صنعاء للتحقيق معه على خلفية واقعة احتجاز حمدان حسن درسي بداخل حوش منزله الكائن في الحسينية والقيام بممارسة التعذيب له بمساعدة بعض مرافقيه". وبحسب تصريح خاص له فأن "نيابة بيت الفقيه استدعت أمس الثلاثاء شعيب الفاشق عن طريق إدارة أمن الحسينية، إلا أن الأخير أرسل نجله إبراهيم شعيب الفاشق-عضو مجلس النواب- للحضور إلى النيابة بدلاً عنه". واستطرد الموقع "عن واقعة تعذيب المجني عليه -حمدان درسي- أكد تقرير أعدته إدارة أمن الحديدة استند إلى شهود عيان قيام الشيخ شعيب الفاشق بحبس المجني عصر يوم الأربعاء 20/12/2006م، وتعذيبه جسدياً والمس بعرضه ثم الإفراج عنه منتصف الليل بعد أن أكمل تعذيبه وإخراجه من منزله مجرداً من ملابسه، مشيرة إلى أن المجني عليه قدم تقريراً طبياً محرراً من مكتب الصحة في مديرية بيت الفقيه يوضح وجود تشققات نازفة وتورم في شرج المجني عليه، ووجود سحجات نازفة ومتورمة خلف الساق اليسرى والساعدين". على الجانب النقيض من ذلك، أصدر فرع المؤتمر الشعبي العام بالدائرة 172 بمديرية بيت الفقيه بيانا نشرته "سبتمبر نت" دعى فيه "إلى إظهار الحقيقة وإيقاف التشويهات التي تنشرها بعض الصحف والمواقع الإخبارية حول ادعاءات حمدان الدرسي بانتهاك الشيخ شعيب الفاشق مع مرافقيه له وتعذيبه بطريقة غير أخلاقية". وأضاف سبتمبر نت: "واستغرب البيان من الصحف التي تنادي بحقوق الإنسان وهي اكبر من تنتهك هذه الحقوق في التشهير وقذف الناس دون الرجوع إلى الحقيقة والمصداقية، مشيراً إلى أنها اتخذت من ادعاءات الدرسي وسيلة للتدليس والكذب على عقول الناس وتغيير الحقيقة عن مسارها الصحيح"، "وأكد البيان أن قضية حمدان قضية مفتعلة من قبل أشخاص في المنطقة يوجد بينهم وبين الشيخ الفاشق مشاكل على ارض وهي موجودة في المحكمة منذ سنوات طويلة ويعرفها الكثير من الناس". وناشد فرع المؤتمر الشعبي العام بمديرية بيت الفقيه- بحسب سبتمبر نت – "كافة أبناء الشعب الشرفاء إلى الوقوف بحزم أمام الأساليب والمقالات التي تنشر في هذه الصحف والمواقع التي تدعو إلى الفتنة وعدم تحري المصداقية كما ناشد البيان وزير الإعلام بإيقاف هذه الصحف عن نشر هذه المقالات التي تسئ إلى أبناء الشعب وتدعو إلى الفتنة والانشقاق في أوساط المجتمع. وطالب البيان بمقاضاة مثل هؤلاء الأشخاص على ما اقترفوه من انتهاك لحقوق الإنسان بالتشهير". كما أوردت "بيان منفصل ناشدت شخصيات اجتماعية في مدينة الحسينية وأبناء الزرانيق رئيس الجمهورية إيقاف المقالات المشئومة في الصحف التي عمدت إلى التشهير بالشيخ الفاشق. مؤكدين في بيانهم إن الشيخ شعيب الفاشق يمثل قبيلة الزرانيق خير تمثيل ومعروف عنه الصدق والأخلاق الفاضلة وكان له الدور الكبير في تثبيت دعائم النظام والقانون وتدعيم قواعد الوحدة اليمنية المباركة". هذا ويمر الخطاب الإعلامي للحزب الحاكم بحالة من غياب التوافق التنظيمي المسئول؛ وبما يعكس الحالة التي تعيشها التكوينات التنظيمية للمؤتمر التي انقطعت خطوط التواصل بينها منذ مدة، وصار كلاً يجتهد بقناعته، – بحسب ما فسرته مصادر مؤتمرية.