الشامة علامة فارقة على الوجه النسائي. كانت تعتبر في السابق ميزة جمالية تجعل الكثيرات يرسمنها ويلونّها بالقلم لتتحول «شامة الحسن» على الخدّ... كما كانت تجعل الكثيرات «يمتن» غيرة متى أتت طبيعية على خد صديقة او قريبة. أما اليوم فالشامة باتت مصدر قلق وتخوف و «وسواس» لدى الكثيرات اثر المعلومات العلمية التي كشفت عن إمكان تحوّلها سرطانية مميتة، خصوصاً إذا توافرت عوامل عدة... غالباً ما تكون موجودة عند المرأة الشرقية. فالشامة هي نقطة ملونة ومسطحة، يتفاوت حجمها ولونها بين البني الداكن والأسود وفق كل بشرة. تتكاثر او تقل وفق نوع البشرة والعامل الوراثي. قد تكون مكتسبة منذ الولادة او قد تظهر في ما بعد بفعل التعرض المفرط للشمس، لذا يكثر وجودها في المساحات المعرضة للأشعة الشمسية، مثل الوجه وظهر اليدين واعلى الصدر والظهر. والسبب المباشر الأول لتحول الشامة سرطانية يكمن في أشعة الشمس المؤذية وفي الافراط بالتعرض لها وبالإصابة بحروقها بشكل متتال. وغالباً ما تعتقد السيدة انها تكتسب اللون البرونزي الجميل والجذاب بعد جلوسها لساعات طويلة تحت الاشعة الشمسية لأيام متتالية... فيما الحقيقة ان الشمس تتركز في خلايا هذه الشامات الملونة لتتحول سرطانية في حال توافر عناصر خطرة أخرى مثل التدخين وعامل الوراثة الجيني. وينصح أطباء الجلد في هذا الاطار بوضع دائماً مستحضر واق من الشمس يكون بدرجة مرتفعة من الوقاية ليشكل عازلاً تاماً للأشعة ما فوق البنفسجية المؤذية. كما يجب تفادي التعرض للشمس في الاوقات التي تعتبر خطرة، اي بين العاشرة من قبل الظهر والرابعة من بعده. ويلفتون الى وجوب مضاعفة الحماية من الأشعة متى كان عدد الشامات مرتفعاً على الجلد. وهذا ما يسجّل غالباً لدى السيدات اللواتي تكون بشرتهن فاتحة اللون او شقراء. ويلفت الاطباء الى وجوب مراقبة اي شامة على الجسم مهما كانت صغيرة، اذ ان اي تبدل في شكلها او حجمها او لونها يتطلب معاينتها فوراً من قبل الطبيب الذي يقرر استئصالها ام لا. وهو غالباً ما يفعل خوفاً من اي نتائج سلبية مستقبلية لبقائها. وتتم ازالتها بعد تخدير المكان محلياً، بفضل جراحة بسيطة، على ان يتم فحصها في ما بعد مخبرياً للتأكد من سلامة نسيجها. كما يمكن التخلص منها باللايزر. وعوامل الخطر السرطاني تكمن في دلائل عدة تظهر على الشامة، ابرزها التبدل في حجمها ليتعدى قطرها الميليمترات الستة، وعدم تجانس لونها على كامل مساحتها كما اختلاف شكلها وملمسها بين قسمين او اكثر منها، خصوصاً اذا بات محيطها غير مستو وغير املس وتبرز تعرجات دقيقة فيه. ويلفت الأطباء الى وجوب الانتباه الى اي تقرح او نزف مهما كان بسيطاً قد يبرز حول الشامة او منها، ناهيك بالشعور بالألم او الحكاك من جرائها. وفي مقابل خطورة الشامات وامكان تحولها سرطانية، لا يعني وجودها ابداً حتمية الاصابة بالسرطان في يوم ما، اذ ان المهم ان يبقى محيطها متجانساً ولونها موحداً وقطرها لا يتعدى الملليمترات الخمسة اضافة الى عدم تبدل في حجمها او اي من معطياتها السابقة. من هنا اهمية تفادي كل المعتقدات الخاطئة التي تجعل الرعب يدب في القلب من دون اي سبب. فالأطباء المتخصصون بسرطان الجلد يؤكدون سلامة الشامات الموجودة على البشرة شرط اتباع شروط وقائية محددة، اهمها تفادي الافراط في التعرض للشمس، خصوصاً بالنسبة الى البشرات الفاتحة والى الاطفال او المراهقين الذين لم يبلغوا بعد سن النضوج. وتبقى مراقبة الشامات افضل وقاية وحماية من اي تطور سلبي قد يلحق بها، حتى لو كانت بعض الشعيرات قد نمت عليها، مما لا يبعد عنها ابداً شبح السرطان بخلاف الاعتقاد السائد.