اطلقت الشبكة اليمنية لمناهضة العنف ضد المرأة (شيما) بالتعاون مع اتحاد نساء اليمن ومنظمات مدنية اخرى مهتمة بحقوق المرأة أول حملة توعوية من نوعها للتعريف بمخاطر الزواج المبكر وانعكاساته الصحية والنفسية والاجتماعية. وتهدف الحملة التي يشارك في فعالياتها اطباء واختصاصيون نفسيون واجتماعيون وعلماء دين وشخصيات حقوقية ومدنية إلى ايجاد وعي اجتماعي بمخاطر الزواج المبكر وضرورة تأخير الزواج إلى سن الثامنة عشرة على الاقل بالاضافة إلى تبين ان تأخير سن الزواج نسبيا أمر لا يخالف تعاليم الدين الاسلامي ما دام ذلك يحقق المصالح ويدرأ المفاسد ويكفل المزيد من الاستقرار الاسري والاجتماعي. وقال الدكتور عادل الشرجبي استاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء ان ترسيخ الوعي الاجتماعي بأهمية تأخير سن الزواج امر يحتاج لجهود مضاعفة وشاقة في مجتمع محافظ كالمجتمع اليمني موضحا ان الحملة الحالية سوف تستمر لثلاث سنوات على الاقل بمشاركة وسائل الاعلام والصحف والجامعات والمساجد وغيرها من المنابر. وتأتي هذه الحملة بناء على دراسات علمية ميدانية اعدها مركز دراسات المرأة بجامعة صنعاء بالتعاون مع مؤسسة «اوكسفام» البريطانية وبينت ان الزواج المبكر يعد احد ابرز اسباب مشاكل الزواج وارتفاع معدلات وفيات الامهات نتيجة الحمل المبكر وعدم نضج الزوجة الجسماني وضعف وعيهن بالعلاقات الجنسية ما يعرضهن لمعاناة صحية ونفسية تنعكس سلبا على حياتهن الزوجية. كما يعد سببا مباشرا لارتفاع نسبة العنوسة لأن الفتاة التي تتأخر في الزواج الى ما بعد سن الثامنة عشرة تعد عانسا في نظر المجتمع. وعزت الدراسات المشار اليها ارتفاع معدلات الزواج المبكر إلى تزايد مستويات الفقر والرغبة في التخلص من مسؤولية الفتاة التي تعتبر عبئا على موارد الاسرة بالاضافة الى تسرب الفتيات من المدارس قبل اكمال مرحلة التعليم الاساسي، فنحو 52 في المائة من الفتيات اليمنيات تزوجن دون سن الخامسة عشرة خلال العامين الاخيرين مقابل 7 بالمائة من الذكور تزوجوا دون هذه السن. وترتفع نسبة الامية بين المتزوجات مبكرا الى اكثر من 43 في المائة.