في أول خطاب مسئول لنزع فتيل الفتنة الطائفية ، والإطاحة بمؤامرات المحتل، برأت الحاجة نوال إبراهيم الحسن – شقيقة الرئيس الراحل صدام حسين- ساحة الشيعة من المؤامرات التي تدور في العراق، محملة من وصفتهم ب"رعاة البقر الذين عبروا البحار بطائراتهم ودباباتهم وبارجاتهم" ليعتدوا على العراق المسئولية ، ومؤكدة أن المدرسة الشيعية العراقية "نظيفة من الحقد والإرهاب، لأنها مدرسة نهلت من مبادىء وقيّم أئمة أهل البيت عليهم السلام"، وأنها كانت "منارا للعلم والفقه واللغة والبلاغة والأدب والنحو، وكانت عنصر توازن للمجتمع العراقي ولازالت إن شاء الله". وقالت الحاجة نوال الحسن: "وللأمانة فلقد كان الشهيد الرئيس القائد يشيد بشجاعة رجال قبائل الجنوب وبرجال الدين الشيعة العرب ويشيد بحميّتهم علي العراق والوحدة، وكان من المعجبين بشجاعة السيد محمد صادق الصدر الذي برز للساحة للعراقية وكان العراق يمر بأزمات سياسية واقتصادية وأمنية نتيجة الحصار ومكائد الأعداء، وكان السيد الصدر عنصر وحدة وتوحّد للعراقيين حينما جمعهم معا، فكان القائد الشهيد يوصي بالحفاظ عليه وحمايته وكذلك حماية الذين هم عرب ومن أمثاله"، متهمة الذين "قدموا من خلف الحدود" بقتله، وقتل الرئيس صدام حسين وبقية الرموز العراقية. ودعت – في رسالة مفتوحة إلى الشعب العراقي والعربي- إلى توحيد الصفوف، ومواصلة الجهاد ضد المحتل، والحفاظ على "التشيع الجميل الذي لم يكن شريرا في يوم من الأيام"، مناشدة الجميع: أن " خيمة العراق هي الكفيلة بحماية الجميع من الزوابع العابرة، فبالشيعة والسنة يحيا العراق، وبالعرب والكرد والتركمان يحيا العراق، وبالمسلمين والمسيحيين يحيا العراق، وبقبائل الجنوب والوسط والشمال يحيا العراق، فلا فرق بين ابن النجف وتكريت، ولا بين ابن أربيل والبصرة، فجميعهم أبناء العراق وأحباب القائد الشهيد".. ونورد فيما يلي نص الرسالة: رسالة من شقيقة صدام حسين الي الشعب العراقي والعربي والى المسلمين والمسيحيين والعالم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من أختكم وابنتكم وشقيقة رئيسكم وقائدكم وأخيكم وحبيبكم الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ومن أخت الشهداء الأبطال كاخوة لها وكرفاق الي أشقائها.. كل عام وأنتم بخير من مسلمين ومسيحيين وديانات آخري. فلقد أرادوها حزنا لنا ولكم عندما وقّتوا فعلتهم الشائنة في هذا الوقت بالذات، وهي إعدام الرئيس المجاهد صدام حسين في صبيحة يوم عيد الأضحي المبارك، بل أثناء تكبيرات ملايين العراقيين والعرب والمسلمين في العالم، تلك التكبيرات الإيمانية الإسلامية التي تصاحب سويعات صبيحة العيد في الدين الإسلامي، ولكن بصمود قائدكم المجاهد صدام حسين رحمه الله، والذي تقدم الي حبل المشنقة وهو كالأسد في مأسدته، بل كالجبل الأشم مبتسما هازئا بشتائمهم ولعناتهم المرتجفة والخائفة من شموخه والتي كشفت حقدهم وجنسياتهم ومن ورائهم، حولها الي تاريخ واسطورة، بل ردّ عليهم بالمفردات التي تربّي عليها منذ كان طفلا صغيرا وهي (المرجلّة، والأمة، والشعب، والوطن، وفلسطين)، لقد قدّم نفسه وحياته وروحه ضحيّة، وفي يوم عيد الأضحي من أجل العراق والأمة العربية وفلسطين، ومن أجل أن لا تيأسوا وتركنوا نتيجة حملتهم الكبيرة واعلامهم المؤثر وحربهم النفسية ضدكم، قدم حياته من أجلكم ومن أجل تاريخكم، كي يفتخر أبناؤكم وأحفادكم بأخ وأب ورفيق لهم ولكم، لقد أصر الشهيد المجاهد صدام حسين أن يقدّم للعالم صورة الرجل العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص، أراد أن يعيدهم للتاريخ وللماضي عندما كان الأجداد في العراق وفي الدول العربية المجيدة يُشنقون من قبل سلطات الاستعمار وهم كالجبال الشامخة، فصدام حسين هو امتداد الي هؤلاء الأبطال الذين اعدموا وشُنقوا ولم يساوموا علي المباديء، لذا فإن إبتسامة قائدكم الشهيد صدام حسين وقبيل الاعدام بلحظات جاءت امتدادا الي ابتسامة الشهيد الخالد عمر المختار الذي ابتسم الابتسامه نفسها يوم أقتيد نحو حبل المشنقة من قبل المستعمرين آنذاك، لذا فإن التاريخ يعيد نفسه، فلله الحمد والشكر علي نعمه وكرمه لكم ولهذا القائد العظيم، ولهذا الشعب الصابر المجاهد الذي أعطي للأمة العربية الكثير الكثير ولازال، ففي فلسطين مقبرة لشهداء العراق، وفي لبنان والأردن وسوريا وفي كل مكان تقريبا للعراقيين مقابر شامخة عندما لبّوا نداء الواجب القومي نحو نجدة أهلهم العرب، فالدنيا اختبار، والحياة مجرد رحلة سير بإتجاه واحد، والتاريخ يكتب ولا يهمل العبارة والسطر والكلمة والفارزه، وطوبي لمن عرف الدخول به ومن باب الخلود وليس من باب الخذلان. أهلي وأحبتي في كل قرية وناحية وقضاء ومحافظة في العراق. إن قائدكم ورئيسكم وأخاكم كان يحبكم ونشهد بالله علي ذلك، ولقد عزّز كلامه عندما قدم حياته من أجلكم، فلم نسمع منه في يوم من الأيام لا والله أن هذا شيعي وهذا سني، وهذا كردي وذاك عربي، بل كان ينظر للجميع بنظرة متساوية تقاس درجاتها حسب مواقف الفرد والعائلة والقبيلة من الوطن والأمة والشعب، وكان كريما إتجاه المبدعين والوطنيين والمكتشفين والباحثين، ولم ينظر لهم إلا من خلال النظرة الوطنية العراقية، نعم فكان رحمه الله لا يحب المتقاعسين والخاملين والخائفين، وكان ضد المترددين والذين لهم إرتباطات مع جهات خارجية، ولكنه لم ينظر لهم من خلال النظرة المناطقية والمذهبية والعرقية الضيقة، ولهذا فإن معظم رفاقه في النضال والحكم هم من الشيعة قبل أن يكونوا من السنة، ومن المسلمين والمسيحيين، ومن العرب والكرد والتركمان وبقية الطوائف والمذاهب الأخري، فمن العيب أن يتهمه البعض بالطائفية والمذهبية أو المناطقية، فلقد جاء للحكم والقيادة وهو يحلم بعراق قوي يكون في خدمة الأمة العربية، لهذا فعندما ترجل فارسكم المهيب الركن صدام حسين ترك في العراق آلاف الذين هم بخصال وشجاعة صدام حسين، فإن الحياة خاتمتها الموت، وهذا ما أكده الله تعالي ونحن علي قناعة تامة به، والرئيس الشهيد كان علي مقربة من السبعين عاما وهنيئا له نال الشهادة العليا، ونعتبرها رحلة الجسد أما الروح فهي في كل بيت عراقي وعربي، وإن الماجدات العراقيات ولاّدات الرجال العظماء، فسيكون هناك حتما آلاف الذين سيولدون وهم في طريقهم للفخر بمواقف وشجاعة وصمود الرئيس القائد والخالد بيننا صدام حسين، فصدام حسين نهل الشجاعة من جدّين فاضلين لهما تاريخ بالصمود ضد الاستعمار التركي، ولهما تاريخ بالنفي والإعتقال والاستشهاد، فإن هذه العائلة الكريمة التي أراد الاعلام المعادي تشويه صورتها وتاريخها فهي مصنع للأبطال والشهداء والمجاهدين والموحدين في الدين والمجتمع. فقائدكم يا إخوتي الأكارم... إقرأوا عنه وستقرأون عنه من خلال كتب الشرفاء المنصفين العراقيين والعرب والأجانب، فسوف تجدون بأن هذا الرجل ليس عاديا بل أراده الله لمهام ومحطات في تاريخ العراق، وهذا ما نبه له والدي المرحوم الحاج إبراهيم الحسن الذي تشرف الرئيس الشهيد برعايته وتعليمه علي الفروسية، فلقد كان يردّد والدنا (إن هذا الشاب له مستقبل كبير وأني أحسه يمتلك مواصفات الرجال والشجعان) ولهذا نال منه العطف المضاعف والرعاية المضاعفة كي يقدمه لكم قائدا لم يخذلكم حتي الموت .. ولقد صدق رحمه الله. الي شيوخ وأجاويد وأبناء قبيلتي الأكارم لقد جربّناكم بالحكمة والمعرفة والشجاعة والإباء، ولقد عرفناكم بحبكم للعراق والأمة العربية، وخبرنا نواياكم الطيبة إتجاه إخوتكم الشرفاء في نفس المنطقة وفي الشمال والجنوب، فندائي لكم أن تكون وحدتكم من أجل انقاذ العراق والشعب العراقي من التقسيم والتشرذم، وإن تزفوا البشارة الي روح كبيركم وأخيكم وقائدكم وشهيدكم المغوار الرئيس صدام حسين من خلال صمودكم مع إخوانكم الشرفاء والعقلاء في الجنوب والشمال من أجل طرد الاحتلال وتنظيف العراق من التغلغل الإقليمي الذي جاء ليفرّق أبناء شعبنا علي مقاسات طائفية ومناطقية، إياكم والخصام مع أبناء عمومتكم في الجنوب، فهم أبناؤكم وإخوانكم، وإنكم جميعا من عرق واحد، ومن نسب عربي واحد، فلا تدعوا العرق الدساس القادم من الشرق أن يفرقكم بدعم من الحركة الصهيونية ورعاة البقر.. واعلموا بأن هناك ملايين الشرفاء والعقلاء بين الشعب الأميركي والبريطاني والغربي بشكل عام، وحتى أن هناك آلاف الشرفاء في إيران والذين يريدون حسن الجوار والإخوة معكم، لذا ضعوا هذه الثوابت في بالكم إخوتي وأهلي، فلقد أكد الشهيد القائد صدام حسين، وفي رسالته الأخيرة علي عدم الحقد والثأر والضغينة، فحافظوا علي وصيته من خلال التلاحم العشائري والمناطقي والوطني والسياسي، والكل مطالب بدعم المقاومة العراقية الباسلة من أجل تحرير العراق من الاحتلال الإنكلو أمريكي ومن التغلغل الإيراني والإسرائيلي، فإن تحرير العراق من براثن الإحتلال هي الهدية الصادقة الي روح قائدكم وأنتم أهل لها. أما أنتم إخوتي أبناء قبائل الجنوب الشامخ.. فنحن علي يقين وكما خبركم قائدكم ورئيسكم بأنكم لم تسكتوا ولن ترضوا علي الإهانة التي لحقت بالشعب العراقي وبكم وبالمسلمين، عندما كدّروا عيدكم المبارك بقرارهم التخلص من الرئيس الشرعي للعراق المجاهد الشهيد الرئيس صدام حسين رحمه الله، وبطريقة همجيّة ليست من شيمة العراقيين إطلاقا، بل هي من شيّم رعاة البقر الذين عبروا البحار بطائراتهم ودباباتهم وبارجاتهم ليعتدوا علي حضارتكم وبلدكم ومقدساتكم وأعراضكم، ونهبوا خيرات وثروات بلدكم، ومعهم الحفنة التي عبرت الحدود من جهة الشرق، والتي تريد القضاء علي عروبتكم، وعلي مستقبل أجيالكم، وعلى مدرستكم الشيعيّة العربية العراقية النظيفة من الحقد والإرهاب، لأنها مدرسة نهلت من مباديء وقيّم أئمة أهل البيت عليهم السلام، هؤلاء العظماء العرب الذين هم أجدادنا وأجدادكم، وليسوا أجداد هؤلاء مثلما يدعون زورا وبهتانا، فهم الذين قتلوا أمير المؤمنين وفارس الأمة وبني هاشم وخليفة المسلمين الإمام علي بن أبي طالب، وكذلك هم الذين قتلوا خليفة المسلمين الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وعن جميع الشهداء والصديقين، فإحذروا إخوتي من مكائد هؤلاء، وحافظوا علي بلدكم وشعبكم وتشيّعكم الجميل الذي لم يكن شريرا في يوم من الأيام، بل ان المدرسة الشيعيّة العراقية كانت منارا للعلم والفقه واللغة والبلاغة والأدب والنحو، وكانت عنصر توازن للمجتمع العراقي ولازالت إن شاء الله، فلا تدعوا الأغراب يعبثون بها ويصورونكم علي أنكم تنتمون إلى الطرف الشيعي الذي هو وراء الحدود، والذي إستند علي البراغماتية السياسية للسلاطين والملوك لتلك الدولة، وأناشدكم بالوحدة والتآخي، فخيمة العراق هي الكفيلة بحماية الجميع من الزوابع العابرة، فبالشيعة والسنة يحيا العراق، وبالعرب والكرد والتركمان يحيا العراق، وبالمسلمين والمسيحيين يحيا العراق، وبقبائل الجنوب والوسط والشمال يحيا العراق، فلا فرق بين ابن النجف وتكريت، ولا بين ابن أربيل والبصرة، فجميعهم أبناء العراق وأحباب القائد الشهيد.. وللأمانة فلقد كان الشهيد الرئيس القائد يشيد بشجاعة رجال قبائل الجنوب وبرجال الدين الشيعة العرب ويشيد بحميّتهم علي العراق والوحدة، وكان من المعجبين بشجاعة السيد محمد صادق الصدر الذي برز للساحة للعراقية وكان العراق يمر بأزمات سياسية واقتصادية وأمنية نتيجة الحصار ومكائد الأعداء، وكان السيد الصدر عنصر وحدة وتوحّد للعراقيين حينما جمعهم معا، فكان القائد الشهيد يوصي بالحفاظ عليه وحمايته وكذلك حماية الذين هم عرب ومن أمثاله، وكان متوجسا وخائفا عليه ولقد صدق حدسه عندما تسللت إليه الأيادي الآثمة لتنال منه وتتهم حكومة وشخص القائد الشهيد بذلك وضمن مخططات استباقية لزعزعة الجبهة الداخلية ولتمهيد الطريق الى جماعاتهم ليجلسوا مكان السيد الشهيد، ومن ثم يتخلصون من قيادة العراق الشرعية وبدعم من أسيادهم الأميركان والإنكليز وإسرائيل، لذا وللتاريخ نقولها إن الذين تآمروا وقرروا التخلص من القائد الشهيد صدام حسين وبطريقة همجيّة هم الذين تآمروا وقرروا التخلص من السيد محمد صادق الصدر، ومن جميع الرموز العربية في المرجعية الشيعية والسنيّة، وكذلك من جميع الرموز في الطيف السياسي والوطني والأكاديمي والثقافي والعشائري العربي العراقي في العراق، لذا فالعدو واضح ولا يجوز الظلم والفتنة والتفرّق، وعلي الجميع القفز علي الصغائر والتفكير بالوطن والشعب ومستقبل أجيال العراق، والتخلص من الإحتلال الأمريكي والبريطاني والغربي، وكذلك التخلص من التوغل القادم من جهة الشرق ومن جهة إسرائيل، لذا فبحق دم القائد الشهيد، وبحق دم السيد الشهيد أن تتكاتفوا نحو إنقاذ العراق من محنة الإحتلال والفتنة، وإن تقرأوا التاريخ جيدا، هذا التاريخ الذي فتح جناحيه الي قائدكم العظيم وأكرمه الشهادة علي أيادي الصليبيين والمستعرقين والقادمين من وراء الحدود، فلن يتمكنوا من زرع الفتنة إن شاء الله، فالشيعة العراقيون العرب أهلنا مثلما السنة العرب أهلنا، ولهذا حرص عمّنا الشيخ ياسين الناصري أن يرسل ولده (زوجي) اللواء الطيار والمرافق الأقدم الي الرئيس الشهيد (أرشد ياسين الناصري) الي النجف الأشرف من أجل أن يتعلم علي يد فقهاء وعلماء النجف، وكان تلميذا في مدرسة المرجع المرحوم الشيخ آية الله كاشف الغطاء من العام 1965 الي العام 1968 ولم يتركها إلا بعد الثورة مرغما نتيجة الظروف التي حصلت آنذاك، وعلي جميع الشرفاء في الحوزة العلمية في النجف الرجوع الي أرشيف مدرسة آية الله كاشف الغطاء رحمه الله كي يجدوا الشهادة التاريخية علي انصهارنا الاجتماعي والمذهبي، وتقديرنا الي هذا الصرح الفقهي والديني والعلمي في النجف، وكان حينها عميدهم الشيخ والأستاذ كاظم الكفائي، ولم يسأله أحد لماذا أنت السني هنا في النجف، ولم يسأله أحد لماذا أنت التكريتي هنا في النجف، بل كان منصهرا معهم ومنصهرون معه، ومن الدرس الي غرفته في الفندق العتيق، فهذه هي عائلتنا، وهذا هو مجتمعنا، فلا نريد الدخلاء الذين عبثوا ويعبثون به ويبثون السموم بين أوصاله وثناياه.... فإياكم والقفز علي التاريخ المشترك والمجيد. سادتي وإخوتي القادة العرب.. ملوكا ورؤساء وأمراء وشيوخا إن القائد الشهيد والرئيس صدام حسين كان أخا وفيا لكم، وكان يحبّكم ويقدّركم ولم يجرح أو يحرج أحدا منكم رغم الضغوطات والاستفزازات التي رافقت مسيرته بعد التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 حتي يوم استشهاده، بل ترفع وكعادته من النيل من القادة العرب، ولقد رحل من الدنيا شهيدا، وهو يكن كل التقدير والإحترام الي بعض القادة العرب كي نكون منصفين وعلي مصداقية في هذه الرسالة التي سيكون مكانها التاريخ إن شاء الله، وفي مقدمتهم أمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي حرص ومنذ اللحظة الأولي علي جمع شمل عائلات وأبناء الرئيس الشهيد وإخوته وأبناء عمومته منطلقا من شيمة عربية أصيلة، ولازال سمو الأمير يتفقدهم فردا فردا مما خفف من حزنهم وعتبهم علي القادة العرب، فجعلنا نشعر وكأننا في بيوتنا وبلدنا، وكذلك كان يقدّر مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني إتجاه العراق وإتجاه عائلة القائد الشهيد، ومواقف الزعيم الليبي الأخ معمر القذافي وعائلته، والذي كان فارسا وشجاعا عندما أمر بإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام علي فقدان أخيه ورفيقه الرئيس الشهيد صدام حسين، وكان الرئيس الشهيد يقدّر مواقف فخامة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وقدّر مواقف القيادات السورية والأماراتية والتونسية علي مواقفها إتجاه الشعب العراقي، فكان القائد الشهيد يتعمّد لمعرفة مواقف القيادات العربية من قضية العراق والشعب العراقي، وكان يتابع جميع الأمور تقريبا، ولم يسأل قط عن موقفهم منه شخصيا، فلقد كان مترفعا عن هكذا أسئلة شخصية وكعادته دوما، لذا فالذي أناشدكم به يا ساداتي هو العمل من أجل الشعب العربي والأمة العربية، والعمل من أجل كبرياء وكرامة هذه الأمة العظيمة، والحذر والحذر من المخططات الدولية بشكل عام، ومن المخطط القادم من الشرق بشكل خاص، فهو قادم نحوكم ونحو شعوبكم ودولكم، فكونوا علي يقظة لأننا تعلمنا من القائد الشهيد أن نفكر بغيرنا في الدول العربية قبل التفكير بأنفسنا، فما حصل ويحصل في العراق، وما حصل ويحصل للقيادة الشرعية في العراق لا نريده ولا نتمناه أبدا أن يحصل في أي دولة عربية، فنأمل منكم أخذ كلامنا علي محمل الجد ودمتم لشعوبكم. إخوتي إخوان وأحباب القائد الشهيد من منتسبي القوات المسلحة والمقاومة العراقية نعلم علم اليقين بأنكم تتحملّون الجزء الأكبر من الأذي والألم، لأنكم تعرضتم وتتعرضون للإجتثاث والمطاردة والتهجير والمضايقات التي وصلت الي حد الإغتيال في أحيان كثيرة، ونعلم علم اليقين بأنكم المعنيون قبل غيركم عندما أقدموا علي فعلتهم الشنعاء باعدام قائدكم ورفيقكم والقائد العام للقوات المسلحة، وقائد المجاهدين والمقاومين الشهيد المهيب الركن صدام حسين رحمه الله، ولكننا علي يقين بأنكم تمتلكون الخصال التي لا تتوفر عند غيركم، وهي خصال الشجاعة والحكمة والصولة والوصول الي عقر دار الأعداء، لذا فدم الشهيد أمانة في أعناقكم، والعراق والشعب العراقي أمانة في رقابكم وشواربكم، ومستقبل الأجيال العراقية ووحدة العراق أمانة عندكم، فحافظوا علي هذه الأمانة وعلي العهد الذي قطعتموه الي قائدكم الرئيس الشرعي للعراق والشهيد صدام حسين رحمه الله، واللهم أني بلغت، وأنتم السيوف المجربة في ساحات الوغي والجهاد والمقاومة .. نعم المقاومة الوطنية الشريفة، وبجميع أطيافها وشرائحها وفصائلها، فكونوا إخوتي كالبنيان المرصوص من أجل هدف واحد هو تحرير العراق من الاحتلال والاختلال والتوغل، ومن ثم الحفاظ علي وحدة العراق الجغرافية والإجتماعية والله ناصركم.... ونذكّركم بالإهزوجة الشعبية الرجولية الخالدة التي تدرّب عليها قائدكم الشهيد علي يد والدنا ووالده المرحوم الحاج إبراهيم الحسن عندما كان القائد صغيرا، فكان نشيده المفضل له هو (يا حوم أتبع لو جرينه) وكبر القائد الشهيد وناضل ووصل الي قيادة العراق بدعمكم وقوتكم وحبكم وبسواعدكم وأصّر أن يغرزها في ضمائركم وقيّمكم، واليوم أذكركم بها ونيابة عن القائد الشهيد صدام حسين وأقول يا حوم إتبع لو جرينه !. الجماهير العربية.. وشرفاء العالم.. والمدافعين عن الحق والحقيقة نيابة عن عائلة القائد الشهيد الرئيس العراقي الشرعي لجمهورية العراق صدام حسين رحمه الله نحيي مواقف الإخوة العرب أينما كانوا، ونثمن مواقفهم وهتافاتهم وحزنهم ودموعهم علي فراق أخ لهم أحبهم بصدق وإخلاص، ولم ينساهم حتي في لحظات الإعدام عندما قال (تعيش الأمة، يعيش العراق، وفلسطين عربية) فإنكم في قلب القائد كنتم وحتي اللحظات الأخيرة من حياته رحمه الله، ونعاهدكم سنبقي علي محبتكم حتي الممات، فهكذا علمنا قائدنا وأبونا وأخونا وحبيبنا الشهيد صدام حسين، فنوصيكم نيابة عنه بالوحدة والتآخي والحفاظ علي أوطانكم، ولا تنسوا فلسطين الحبيبة والعراق العظيم ودمتم للأمة العربية المجيدة.... أما أنتم يا شرفاء العالم وأينما كنتم ومهما كانت جنسياتكم ودياناتكم فلكم منا ونيابة عن الشهيد الراحل الرئيس صدام حسين، وعن أنفسنا الشكر والعرفان علي مواقفكم النبيلة إتجاه العراق والشعب العراقي، وإتجاه القائد الشهيد رحمه الله، فلقد عبرتم عن انسانيتكم، فالشكر كل الشكر الي بابا الفاتيكان خصوصا وأن الفاتيكان تعرف حجم التقدير والرفاهية التي كان بها المسيحيون العراقيون، وبدعم وتوصيات الرئيس الشهيد رحمه الله، فلقد أمر رحمه الله زوجي اللواء الطيار أرشد ياسين أن يكون المسؤول عن الطوائف المسيحية في العراق، أي يتابع أحوالهم وظروفهم واحتياجاتهم ويرعي أعيادهم ومناسباتهم، ولهذا قرر البابا الراحل رحمه الله منحه وسام (الفارس) من الدرجة الأولي عام 1989 وعندما تعذر سفره لظروف العراق الأمنية والسياسية أنذاك، جاء السفير البابوي الي بيتنا وقلّده ذلك الوسام الرفيع وبحضور رؤساء الطوائف المسيحية جميعا، فهكذا كان الرئيس الشهيد إنسانا ساهرا علي متابعة شؤون الأديان والأقليّات والطوائف دون إستثناء. ونوجه شكرنا الي الإتحاد الأوربي والذي نكن لمواطنيه كل التقدير، ولنا صداقات عائلية وشخصية، ومراسلات مع قسم من العائلات و الأصدقاء المتوزعين علي خارطة هذا الإتحاد، ولا زالوا يرسلون لنا الرسائل ويتابعون ظروفنا، ومنهم من أشعل الشموع علي روح الشهيد القائد صدام حسين، وكذلك نشكر جميع منظمات حقوق الإنسان في العالم التي وقفت مع القائد الشهيد ومع العراق وشعب العراق، والي جميع القيادات العالمية التي استنكرت العملية الهمجية التي طُبقت بحق الرئيس الشرعي لجمهورية العراق الشهيد صدام حسين، وتحية الي جميع الصحف والإذاعات والقنوات التلفزيونية والفضائية التي نقلت الحقيقة، وأعطت مساحة كاملة للرأي الآخر الذي أنصف القيادة العراقية وعلي رأسها القائد الشهيد، وكذلك عرّف للعالم طبيعة الشعب العراقي المتآخي، وإن من فعل الفعلة الشنعاء هم رعاة البقر والقادمون من جهة الشرق وعن طريق العملاء والمستعرقين، ونخص بالشكر رجال القانون من الغربيين والشرقيين والعرب الذين تبرعوا بالدفاع عن الرئيس الشهيد صدام حسين، فهؤلاء نجوم في سماء الحقيقة والإنسانية، وسيبقون أصدقاء العراق والعرب والإنسانية دوما، نتمني لهم التوفيق والسداد، ونخص بالذكر الأستاذ رمزي كلارك وزير العدل الأمريكي السابق الذي كان وفيا للصداقة وللعراق ولمهنته الشريفة، فتحية له ولجميع الإخوة وفي مقدمتهم الشجاع الأستاذ خليل الدليمي وفريقه الصامد الشجاع والأبي، والذي كان بألوان الأمة العربية حيث قطر ومصر ولبنان والأردن وتونس والعراقوفلسطين وليبيا وغيرها من البلدان، نحن نعلم بأن القائمة تطول ومن جميع الدول العربية تقريبا، فلهم الشكر والعرفان والرحمة علي أرواح الشهداء منهم والذين دفعوا حياتهم ثمنا للحق والحقيقة، ومن أجل كرامة العراق والأمة العربية فنسأل الله مكانهم الجنة، وللأحياء منهم التوفيق والنجاح. الشعب الأمريكي .. والشعب البريطاني والشعوب الأخري... لم يكن في يوم من الأيام هناك إرهاب في العراق، لأن العراق بلد الديانات والحضارات والسلام، وإن الشعب العراقي شعب تواق للوسطية والوئام، ولا يعرف الإرهاب ولا حتي الجريمة المنظمة، ولا تجارة المخدرات والرقيق الأبيض، إلا بعد إحتلال العراق، حيث أن الاستعمار الجديد جاء وفي جعبته كل ما هو شرير، وكل ما هو لا أخلاقي ولا ندعي أن المجتمع العراقي مثاليا ولكنه كان نظيفا، فالعراق تواق للريادة، وفتشوا في تاريخه الحديث، فستجدون أن كلامنا صحيحا، فالعراق البلد الوحيد الذي نال الجوائز عندما نجح بالقضاء علي الأميّة، وأخذ الجوائز لأنه البلد النظيف من المخدرات والجريمة المنظمة فكيف يصبح مرتعا للإرهاب والجريمة وفي ليلة وضحاها، فالجواب عندكم أو من خلالكم.. نحن شعب لا نكره أحد ولا نحب الموت والدمار والقتل والتخلف مثلما تدعي ماكينة اعلام الشر عندكم، فنحن شعب نحبكم ونحب الخير لكم، وبدليل أن الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله أوصي في آخر رسالة له بأن لا نحقد عليكم، ولا نتخذ قراراتنا وأحكامنا من خلال الحقد والضغينة عليكم، وأوصانا بأن نتعامل مع الشر ضد مصدر الشر، فإداراتكم أعتدت علينا ولا زالت تعتدي، ولقد وهبت بلدنا وشعبنا الي غزاة الشرق، والي عصابات المافيا والجريمة، وهذا لا يجوز فنحن شعب نريد العيش مثلكم، وليس لدينا طموحات توسعية أو إجرامية أو إنتقامية، فنناشدكم بمناصرة شعبنا العراقي، ونحن نعلم أنكم شعوب حرة ولا تريد الشر مثلما نحن لا نريد الشر الي أي طرف أو شعب في العالم، ولكن عندكم إدارات تمتلك طموحات استعمارية وتوسعية اتجاه بلدنا وشعبنا، وكذلك اتجاه بلدان المنطقة، وهذا ليس من مصلحتنا ومصلحتكم كشعوب تطالب بالحرية والكرامة .. فألف تحية الي الشرائح التي نادت وهتفت ضد الحرب ولا زالت تطالب بإيقاف الحرب وانسحاب القوات الغازية من العراق، فنحن وشعبنا العراقي يثمن مواقفكم تلك، ونتمني لها النجاح ودامت صداقتنا مع شعوبكم وبلدانكم وليحيا السلام. أما أنتم في الجاليات العراقية والعربية في الخارج فلقد وصلتنا أخبار فعالياتكم من خلال البرقيات التي استلمناها والتي قرأناها في الصحافة والاعلام، وكذلك من خلال مجالس المآتم والفاتحة التي أقمتموها في الخارج ترحما وتقديرا لأخيكم وقائدكم ورئيسكم ورفيقكم الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله، فنسأل الله قبول الأعمال وعظم الله أجوركم وأن يبعد عنكم كل مكروه، وأن يجمعنا وإياكم في عراق بلا ارهاب وبلا احتلال وبلا جريمة وبلا قتل وبلا ثأر وضغينة، ونسأله تعالي أن يقبل منا ومنكم، وأن يسكن فقيد الأمة الشهيد الرئيس صدام حسين فسيح جناته. نعاهدكم جميعا علي المضي بنفس طريق القائد الشهيد، وعلي المباديء التي سار عليها وهي تقديم العام علي الخاص، وتقديم الأمة أولا، ثم الترفع عن القضايا الخاصة، ومناشدة الوحدة والسلام والمحبة والتآخي والصفح، ونبذ الفتنة والثأر والضغينة، فإن نصائحه ووصاياه الأخيرة هي التي ستكون منهجا لحياتنا الباقية أن شاء الله فمثلما أحب عشائر الجنوب ومرابعها نحبها نحن، ومثلما أحب الجبل والقري التي حوله والجماهير التي تسكن فيها فنحن نحبها ونحبهم، ومثلما أحب الهور والسهول والبساتين العراقية فنحن نحبها،ومثلما عشق فلسطين والنضال من أجلها، فنحن سائرون علي طريق عشقه السرمدي الذي استشهد من أجله، ولن نردد إلا كلماته الخالدة (عاشت فلسطين عربية) وليخسأ الخاسئون..... أما تلك الزمر الوافدة من وراء الحدود، والتي اقتنصت حياة القائد الخالد صدام حسين رحمه الله و بمساعدة قوي الشر والظلام القادمة من وراء البحار والمحيطات، فلا نقول لها إلا هنيئا لنا وللشعب العراقي وللأمة عندما استنزع المرحوم الشهيد الرئيس صدام حسين الشهادة العليا من بين أحقادهم وخططهم وسيناريوهاتهم... وختاما قول الله تعالي (وإذ يمكرُ بك الذين كفروا ليثبّتوك أو يقتلوكَ أو يخرجوكَ ويمكرون ويمكرُ الله والله خير الماكرين) صدق الله العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحاجة نوال إبراهيم الحسن- شقيقة الرئيس الراحل صدام حسين