كشف مصدر رئاسي ل"نبا نيوز" أن جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز- خادم الحرمين الشريفين- يتبنى مساعٍ لتهدئة التوتر بين صنعاءوالكويت على خلفية الموقف من إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ومظاهر العزاء التي أقيمت في اليمن. وأكد المصدر أن الملك عبد الله أجرى مساء الأحد الماضي اتصالين هاتفيين مع كلاً من الرئيس علي عبد الله صالح، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح- أمير دولة الكويت- وبحث معهما تداعيات الموقف الذي ترتب عن إعدام صدام، وطلب منهما عدم السماح بتصعيد الموقف على خلفية ردود الأفعال الشعبية، أو الإعلامية، ومواقف بعض الشخصيات، خاصة في ظل وضوح المواقف الرسمية للبلدين. وأضاف: أن جلالة الملك عبد الله أشاد بردود الفعل الرسمية التي تعاملت بها صنعاء مع ما بدر من بعض النواب الكويتيين من إساءات مباشرة لشخص الرئيس صالح، واصفاً ذلك بأنه موقف "عاقل"، مؤكداً حرص المملكة على بقاء العلاقات اليمنية – الكويتية بنفس القوة المعهودة. ونوه المصدر إلى أن كلاً من الخارجية اليمنيةوالكويتية تبادلتا الرسائل نهاية الأسبوع الماضي بخصوص الموضوع لتوضيح وجهة نظرهما بشأن الموقف الرسمي من تداعيات موضوع إعدام الرئيس صدام حسين. وفي الوقت الذي واصل أعضاء في مجلس الأمة الكويتي في جلستي أمس الاثنين واليوم مطالبة الحكومة بقطع العلاقات مع الدول التي استنكرت حكم إعدام الرئيس صدام حسين (اليمن، الأردن، ليبيا)، ووقف الدعومات المقدمة للفلسطينيين، نفى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد الصباح، أمس وجود أي توجه حكومي نحو قطع العلاقات مع الدول العربية المستنكرة لتنفيذ حكم الإعدام برئيس النظام العراقي البائد صدام حسين. وقال الوزير في تصريحات صحفية أعقبت جلسة مجلس الآمة إن "دولة الكويت معنية بالمواقف الرسمية العربية من طاغية العراق"، معتبرا إن "الموقف الرسمي العربي كان ملتزما". وأكد الشيخ محمد الصباح إن المواقف العربية المعارضة للإعدام "ليست كلها ضد الكويت وليس كل من وافق على عملية الإعدام هو مع الكويت"، معربا عن تفهم الكويت لبعض ردود الفعل العربية والدولية حول عملية الإعدام. بيد انه أعرب عن الأسف لموقف ليبيا "بإعلانها الحداد على شخص غزا دولة عربية شقيقة لليبيا» مضيفا أن "الكويت عبرت عن أسفها للقائم بالأعمال الليبي". وعن العلاقات الكويتية الليبية على المدى الأبعد، وما إذا كان سيصل الأمر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية، اكتفى الشيخ الدكتور محمد بالقول "لا لا.. نحن نعبر بمرارة عن قرار ليبيا تنكيس الأعلام وإعلان الحداد لتنفيذ حكم الإعدام بدكتاتور أجرم بحق شعبه وأمته". وكان عدد من النواب اليمنيين قالوا أمس: إن الشعب الكويتي يحتفل بزوال صفحة من صفحات الظلم في التاريخ و"ليذهب كل الطغاة إلى مزبلة التاريخ". واقترح بعض النواب إخضاع القروض والمنح والمساعدات الكويتية الخارجية إلى موافقة مجلس الأمة عليها كي يكون للشعب الكويتي دور في ذلك. وينتظر أن يصدر المجلس بيانا بشأن مواقف بعض الدول العربية تجاه إعدام صدام حسين وتداعيات تنفيذ الحكم.. وهو الأمر الذي ينبيء بإمكانية تصعيد الموقف إذا ما أصدر مجلس الأمة بياناً يحمل ذات الخطاب الذي تردد في أروقته خلال الأيام الماضية. على صعيد متصل، شن عبد العزيز الحكيم- رئيس كتلة الائتلاف العراقي الموحد، ذات الغالبية في مجلس النواب العراقي- هجوما عنيفا على بعض الدول، التي أخذت "تتباكى" على الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بعد تنفيذ حكم الإعدام بحقه. وقال الحكيم، في كلمة له بمناسبة يوم الغدير، في مقر المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في منطقة الجادرية ببغداد، "الدول التي تبنت صدام وهي ثلاث (اليمن، والجزائر، وليبيا) تشاركه في الطريقة التي استولى فيها على الحكم، وكيفية ممارستهم للحكم المشابهة لحكم الطاغية"، معتبرا إن عملية تنفيذ الحكم بصدام "تمثل سابقة فريدة من نوعها في كل العالم العربي والإسلامي". يشار إلى أن اليمن حتى اليوم لم تدل بأي تصريحات رسمية على لسان أي مسئول حكومي بشأن الموقف من إعدام الرئيس صدام حسين، فيما كانت جمعية كنعان لفلسطين – منظمة غير حكومية- هي المتبنية لمبادرة إقامة مجلس العزاء ، وبالتعاون مع أقارب صدام المقيمين في اليمن.