الضالع محافظة جديدة بل تعد ناشئة وحديثة ولها صيت كبير لدى المجتمع اليمني بل إن تاريخ هذه المحافظة قديم قد يعود إلى ما قبل الميلاد.. ويكثر بها المواقع الأثرية التي ترجع أكثرها إلى تاريخ الإنسان اليمني القديم حيث يتواجد بها من الجبال والقلاع والحصون والوديان الشهيرة التي أخذت مكانة مرموقة في فترات مختلفة منذ قديم الزمن. وتقع محافظة الضالع ضمن المناطق المسماة ب"الوسطى" لأنها تتوسط اليمن وتقع في وسطه. وتربط هذه المحافظة ثلث محافظات الجمهورية تقريباً. ومكانتها التاريخ ذات الأهمية البالغة ما تزال إلى يومنا هذا ماثلة رغم كل التحديات التي تواجهها المواقع التاريخية والمعالم الأثرية في اليمن، والتي من أبرزها تحديات عوامل الزمن وجهل الإنسان العابث المتواطئ مع تجار الحروب وأعداء التاريخ والأرض. نرى اليوم بأن الحلم الكبير الذي كان يراود أبناء "جبن " بالضالع قد تحول إلى حلم محقق بأوامر مباشرة صدرت من مكتب رئاسة الدولة وذلك حين وجه فخامة رئيس الجمهورية المشير علي عبد الله صالح توجيهاته الأشهر الماضية بسرعة تنفيذ الأوامر التي أصدرها قبل سنوات والتي وعد فيها أبناء مديرية جبن بتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية وأهمها ترميم مسجد ومدرسة المنصورية الطاهرية أحدى المواقع الأثرية والمعالم التاريخية البارزة في المحافظة، وهذا دليل حرص القيادة السياسية على إعادة الحياة إلى كل معالم الحضارات اليمنية العريقة. اليوم نقف على أبواب "مدينة الملوك "- مديرية جبن -التي تتخذ لنفسها طابعاً فريداً يميزها عن المدن والعزل اليمنية. وذلك المشهد يتكرر يومياً على مدار العام ويولد لدى أبناء المنطقة الإحساس والمشاعر النادرة بحق الأسرة والقبيلة والمجتمع بأسره وذلك لكثرة المغتربين الذي بلغوا الآلاف ممن هاجرو بأنفسهم ومع عائلتهم أما إلى دول الخليج أو إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا منذ عقود بعيدة. ومن يقف ساعة من الزمن على أبواب هذه المديرية يجد نفسه أمام رحلات متتالية للمسافرين من الوافدين والمغادرين من أبناء المديرية يرى الواقف عائلة تغادر سكنها وأرضها وأهلها متجهة في خط اليمين من فرزة "جبن " باتجاه صنعاء من ثم الرحيل إلى بلد أخر قد تلتمس هناك الراحة والاطمئنان. وفي الوقت نفسه يرى عائلة أخرى في خط اليسار قادمة من العاصمة صنعاء بعد غياب طويل في خارج الوطن (الخليج أو أمريكا ) عادت إلى سكنها وأرضها لتلتقي بأهلها بعد أن مزق الفراق أحشائها وبدد البعد أحزانها قاصدة من تلك العودة الراحة والاطمئنان أيضاً . لكن المشكلة هنا تكمن وراء الذباب والحشرات الخبيثة التي تفتك بالإنسان وتنقل له العدوى والأمراض الخطيرة بمختلف الطرق وأحدث الوسائل.. فعلاً في مديرية جبن عانى المواطنون من الذباب والبعوض والنامس كثيراً إلى حد الإصابات بالأمراض التي تتصدرها منها الملاريا .. فالمديرية تفتقر إلى وسائل مكافحة مدنية أو حكومية لتلك الذباب والحشرات والعجيب إن كل هذه المشاكل كانت ولا زالت متعلقة وراء تنفيذ مشروع المجاري والصرف الصحي الذي يحتاج إليه المواطنون في المديرية كحاجتهم للمياه والكهرباء والطرق والمستشفيات والمدارس والكليات. فقد أصبح الحديث اليوم في المهجر وبلد الغربة عن تلك المشاريع التي أصبح تنفيذها قريب ، يتحدث المغترب عن أحوال أسرته وقبيلته ومجتمعه لن يتحدث عن أحوال مجتمع غريب عنه بل هذا الواجب أن يقف المغترب بنفسه أمام المشاكل والقضايا التي تضر بحياة الناس وعليه أن يحرص على المشاركة في تحقيق المصلحة العامة، بعيداً عن الحقد والتآمر والخديعة واتخاذ قرارات تعود بالناس إلى عهد الجهل والمرض والتخلف .. إلاّ أن المسألة ليست مدينة وعزلة وقرية بل المسألة أكبر من هذا التصور البسيط المتخلف ، والحمد لله أننا اليوم في الوطن نمتلك الوزارات والهيئات والجهات المختصة التي تحدد أماكن المشاريع وكيفية تنفيذها وهي الوحيد التي تضمن للناس سلامة النتائج وهي القادرة على تحديد الإضرار من غير مزايدة المزايدين ولا بلبلة المطبلين الذين أصبحوا على شفا حفرة من النار بأعمالهم الفاسدة وممارساتهم الكاذبة. من منا اليوم أبناء جبن ينكر إن مشروعاً واحداً يسمى "مشروع مجاري جبن" حسب ما وصفته الحكومة قد أخذ الملايين من المواطنين تحت عدة مسميات كيف ما كانت تكون المهم إلى أين النهاية؟ هل ستستمر العرقلة في مناطق مختلفة لمثل هذه المشاريع الجبارة التي منحتها الحكومة للمواطنين المغلوبين الذين عجزوا أن يقاوموا الحياة!؟ الأيام الماضية كانت مكللة بالنجاح والثمرة الطيبة وأقولها كلمة حق للمسئولين في محافظة الضالع والذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير خصوصاً ونحن نتميز بهذه الشخصيات القيادية الناجحة وكما هو ملحوظ إن عدد المشاريع الخدمية والتنموية التي تقدمها الدولة للمحافظة كثيرة جداً تحديداً في السنوات الأخيرة.. وفي هذا الموقع "نبأ نيوز" أشكر مراسلها في أمريكا الأخ منير سعيد الذرحاني على كل ما بذله من مجهود في مصلحة أبناء الجالية وهذا سهل لنا، فقد تعودنا نحن المغتربين في الولاياتالمتحدة طرح قضايانا بكل أريحيه وبساطة وكم هي كثيرة المطالب والاقتراحات التي يطرحها المغتربون بين الحين والأخر في الموقع لعرضها على الدولة وهذا ما جعلنا نستفيد من كل هذه الكتابات؛ واختلاف الآراء فيها دليل الوعي والتوجه الصحيح. وهنا أقدم نصيحة لنفسي وأخواني أبناء الضالع ومنهم المغتربون أن ننبذ الجدال والخلافات الحزبية والسياسية ونغلب عليها المصلحة العامة بعيدين عن التعصب الحزبي والقبلي ، كما يطيب لي وهذا هو الواجب أن أتوجه بالشكر الكبير لكل أبناء مديرية جبن الذين أثبتوا مصداقيتهم وغلبوا ألمصلحة العامة فوق مصالحهم ونبذوا الفرقة والخلافات بين أبناء المديرية الواحدة وذلك في الأيام الماضية، حيث كان للأخ محافظ الضالع الأستاذ عبد الواحد البخيتي بصمات طيبة وإيجابية في حل المشاكل التي كان يتطلع إليها الكثير في الداخل والخارج. وهنا أشكر أيضا الأخ شيخ مشايخ جبن الشيخ إبراهيم عبد الرزاق مجلي أبن المناضل البارز الشيخ عبد الرزاق مجلي وكلاً من الأخوة الشيخ محمد صالح شريان والشيخ أبو فهد أحمد مسعد إسحاق والحاج أحمد عتيق والأخ سعيد حيدرة وكل مشائخ وأعيان وواجهات جبن الذي شرفونا خلال استقبالهم للمسئولين الذين زاروا المنطقة وعملوا بما أشارت عليهم الدولة، وهذا فخر وشرف كبير لنا جميعاً .