اعتصم عند الساعة العاشرة من صباح اليوم السبت أمام ديوان محافظة شبوة مجموعة من الصحفيين والإعلاميين تتقدمهم الكاتبة والصحفية الحقوقية "رشيدة القيلي" وشاركهم عدد كبير من المثقفين والحقوقيين من أبناء محافظة شبوة وذلك للتعبير عن سخطهم واستنكارهم من التعتيم الشديد الذي تبديه السلطات المحلية والأمنية اتجاه الدوافع الحقيقية وراء أحداث الشغب التي وقعت يوم الأحد الماضي في موقع مشروع الغاز الطبيعي المسال في منطقة بالحاف على ساحل البحر العربي في محافظة شبوةجنوباليمن الذي شهد مظاهرة تحولت إلى موجة عنف وتخريب طالت منشات شركة "لوداك" الفرنسية بعد اتهام احد موظفيها بتدنيس المصحف الشريف . ورفع الصحفيون المعتصمون شعارات متعددة تطالب السلطة بفتح المجال أمامهم للنزول إلى موقع الحدث لإجراء التحقيقات الصحفية حتى يتسنى كشف الحقيقة ومعرفة ما إذا كان المصحف الشريف قد تعرض للإهانة أم لا . وقال احد المعتصمين ل "نبا نيوز" سبق وأن تقدمنا بشكوى إلى محافظ شبوة "علي المقدشي" للسماح لنا بالنزول إلى موقع الحدث لإجراء التحقيقات الصحفية للكشف عن الحقيقة إلا أن طلبنا قوبل بالرفض بحجة أن ذلك سيؤثر سلبا على سير التحقيقات الأمنية الجارية . وقد سلم المعتصمون اليوم رسالة لمحافظ شبوة موجهة إلى الرئيس علي عبد الله صالح – رئيس الجمهورية جاء فيها ( نحن الصحفيون المعتصمون أمام ديوان عام محافظة شبوة نتقدم إليكم بمذكرة احتجاج على إجراءات السلطة المحلية بالمحافظة بعدم السماح لنا بإجراء تحقيقات صحفية بشان واقعة إهانة المصحف الشريف في مشروع الغاز المسال في منطقة بالحاف مما يعتبر هذا المنع خرقا دستوريا وقانونيا ومتناقضا مع كافة الأعراف والنظم الدولية الموقعة عليها بلادنا والتي تتيح للإعلاميين والصحفيين البحث والكشف عنها وتسهيل مهامهم بالوصول للمعلومة والحقيقة خاصة وأن هذه الواقعة تمس القران الكريم الذي يتوجب على الجميع المحافظة علية وهذا الأمر يمس الأمة الإسلامية ). وطالبوا في مذكرتهم الرئيس (بالتوجيه العاجل للسماح لهم بإجراء التحقيقات الصحفية تعزيزا للنهج الديمقراطي وبلورتا لبرنامجه الانتخابي الذي حاز بموجبه على ثقة الناخبين) . وفي هذا السياق أعربت "رشيدة القيلي" عن امتعاضها الشديد للرد السلبي من السلطة المحلية لطلب الصحفيين وأكدت في تصريح خاص ل "نبا نيوز" أن ذلك يعد "تراجعا للهامش الديمقراطي ويتنافى مع الدستور والقانون ويتناقض مع المعاهدات الدولية" . وأضافت لقد رفعنا اليوم شعار " أريد أن أرى وان اسمع لكي أتكلم " وهو ما يؤكد "أقصى درجات الحرص للوصول للمعلومة الموثوقة والحقيقة المؤكدة وقالت "إن الأخوة في السلطة المحلية والأجهزة الأمنية اظهروا تخوفا كبيرا من سعينا كصحفيين إلى موقع الحدث وهذا التخوف أعطانا قناعه بان حدث جلل قد حدث فعلا يتمثل في إهانة المصحف الشريف من قبل المهندس الفرنسي". مؤكدة في هذا الصدد بالقول "يزداد إلحاحنا في زيارة الموقع كل ما زاد حجم المعلومة التي نتلقاها من خلال اتصال عمال شركة الغاز وبعض أقاربهم الذين يستنجدون بالصحافة لإظهار الحقيقة كما هي بعيدا عن تشويه أي طرف من الأطراف"، واختتمت تصريحها بالقول "أن هناك توجه حكومي لوأد الحقيقة وعلى الصحافة أن تمنع ذلك ولو بذلنا أرواحنا لان كل شئ يمكن التقصير به إلا كتاب الله"