شهدت العاصمة اليمنيةصنعاء أمس يوماً تاريخياً حافلاً غاصت فيه أروقة فنادقها حتى ساعات متأخرة من الليل بأمواج بشرية من ممثلي الشركات الاستثمارية، ورجال المال والأعمال الوافدين من بلدان مختلفة، ومسئولي الهيئات والمؤسسات الحكومية اليمنية، أفضى إلى إبرام العديد من الاتفاقيات والإعلان عن مشاريع استثمارية شملت مجالات اقتصادية حيوية متنوعة- تستعرضها "نبأ نيوز" في سياق تقريرها. فعلى صعيد القطاع النفطي أعلنت وزارة النفط والثروات المعنية ظهر أمس الأحد عن توقيع (7) اتفاقيات استثمارية مع كل من الشركات: "ماركمور"، "بودي هارمين"، "نايين ميزالز المحدودة" الماليزية، وشركة "الرحبي التجارية" اليمنية، والتي ستعمل على الاستثمار في مجال التعدين الذي لم تسبقها غليه سوى شركة واحدة هي "زنكوكس" البريطانية التي تعمل على استغلال الزنك والرصاص والفضة في منطقة نهم بمحافظة صنعاء، أملاً في اقتناء اليمن أول منجم معادن في تاريخها. وكان المهندس خالد محفوظ بحاح- وزير النفط والمعادن- أكد خلال مؤتمر الاستثمار بان اليمن من الدول الغنية بتراكيبها الجيولوجية والصخرية المتنوعة، وتتمتع بميزة الموقع الاستراتيجي إزاء الأسواق العالمية الكبيرة، وان الدراسات الجيولوجية كشفت عن وجود معادن الفضة و البلاتين واليورانيوم وتوفر الذهب والنحاس، والحديد والتيتانيوم ن فضلاً عن الصخور الصناعية والمواد الإنشائية، وأحجار الزينة.. أما في المجال السياحي فقد أبرمت وزارة السياحة اتفاقية إنشاء فندقين فئة (5 نجوم) في كل من صنعاء والحديدة باسم (فندق الأوراق الذهبية) مع مجموعة ميدروك العمودي جولدن – السعودية. وتبلغ قيمة المشروع (150) مليون دولار ضمن المرحلة الأولى، فيما ستكلف المرحلة الثانية (250) مليون دولار، وتم الاتفاق على أن يتم البدء بالتنفيذ خلال شهرين من تاريخ التوقيع، فيما حدد السقف الزمني لاستكمال الإنشاء خلال العام 2010م. وعلى نفس الصعيد كشف النقاب عن توقيع اتفاقية إنشاء (مدينة جنان عدن) مع مجموعة بن فريد وبغلف الاستثمارية بتكلفة (2) مليار دولار، وهو مشروع ضخم سيتم إقامته على مساحة ( 7 × 2) كيلومتراً ممتدة على الشريط الساحلي لعدن، وسيتم مباشرة العمل فيه في غضون الشهرين القادمين. من جهتها مجموعة عبد الله بقشان توجهت للاستثمار العقاري ، حيث كشفت نهار أمس عن إبرامها اتفاقية إنشاء مجمع سكني في المكلا، على مساحة تقدر بالمليون متر مربع، وبتكلفة تزيد عن (150) مليون دولار. ومشروعها هذا سياحي يشتمل على مختلف المرافق الخدمية والترفيهية الملحة بالمدينة السكنية. والى جانب ذلك ستقوم بإنشاء منتجع سياحي بمدينة إب يشتمل على فندق ضخم ومرفقات ترفيهية وخدمية بتكلفة تصل إلى (60) مليون ريال سعودي. وفي المجال المالي فقد أعلن الدكتور شهاب العزعزي- رئيس منتدى الأعمال اليمني الخليجي- في ختام الجلسة المسائية للمؤتمر عن تأسيس (بنك الإتحاد الإسلامي الدولي) إلى جانب تأسيس شركة خليجية قابضة في اليمن. ووصف المشروع بأنه الأكبر من نوعه. وفي المجال الصناعي كشفت مجموعة العمودي السعودية عن مباشرتها تنفيذ مصنعاً للسكر في المنطقة الحرة بعدن، وبكلفة 150مليون دولار حيث ستتولى شركة ألمانية تجهيزه.. كما وقعت مجموعة الرحبي مع مستثمرين سعوديين اتفاق تأسيس شركة بينهما للمساهمة في إنشاء مصنع للحديد بتكلفة 250 مليون دولار.فيما توجهت شركة "ريسوت" العمانية إلى إبرام عقد اتفاق لإنشاء مصنعاً للأسمنت في مدينة المكلا بمشاركة يمنية. وقد تزامن الإعلان عن هذه المشاريع مع إشهار شركة طيران النقل الداخلي والتي تتولاها كلاً من شركة الخطوط الجوية اليمنية وشركة "سيبر" الأمريكية، والتي من المقرر أن يتم دعوة المستثمرين للمشاركة فيها – طبقاً لما كشفه مدير المشروع عبد الله لطف المترب في مؤتمر صحافي عقده ظهر يوم أمس. وأشار إلى أن الشركة ستبدأ بأربع طائرات ثم تضيف إليها طائرتي أخريتين مع نهاية العام التشغيلي الأول منها. علاوة على هناك حوالي (25) شركة قدمت عروضها للدخول في شراكة النقل الجوي الداخلي. وفي الوقت الذي أعلنت بعض الشركات والمستثمرين عن صفقاتها التي أبرمتها في اليوم الأول من مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية، فإن ما تمخضت عنه لقاءات المساء التي عجت بها فنادق العاصمة صنعاء حتى ساعات متأخرة من ليل الأحد ما زالت طي الكتمان، ومن المتوقع أن يكون اليوم الثاني من المؤتمر هو اليوم الحافل الذي ستمطر فيه سماء اليمن بخير وفير - مازالت عيون اليمنيين تشرئب نحوه وملؤها التفاؤل..