أكد الرئيس علي عبد الله صالح اليوم الثلاثاء أن اليمن تبنت الديمقراطية عن قناعة وأنها ترفض فرضها عليها فرض، كما أنها لا تخاف حريات الصحافة ، منوهاً إلى أن هناك جوانب ايجابية في صحف المعارضة وسلبية في بعضها، كاشفاً النقاب عن تعديلات دستورية لإيجاد نظام الغرفتين، مشيراً إلى أن أحد أسباب التغرير بالشباب للتطرف هو غياب العدالة الدولية ، داعياً في نفسه أعضاء رابطة دول مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي إلى الشراكة باعتبار أن العالم أصبح قرية واحدة. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في استقبال المشاركين في اجتماعات رابطة دول مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي. وقال رئيس الجمهورية أن "الديمقراطية في اليمن لا يجوز القول أنها مفروضة علينا من الخارج ونحن نرفض أن تفرض علينا الديمقراطية من الخارج ولكننا تبنيناها عن قناعة، تبنينا الديمقراطية القائمة على التعددية السياسية وليس لدينا مخاوف منها كما كان الحال في الماضي، الخوف من الصحافة مثلا حيث كان ينزعج الناس من المقالات والصحافة، أما الآن فقد تعود الناس على النقد في المقالات هناك جوانب ايجابية في صحف المعارضة وسلبية في بعضها وهي عبارة عن مكايدة لكننا نأخذ الجانب المهم، وهو الايجابي وهذا ينفس بدلا أن يكون هناك شي مكتوم واحتقان بسبب غياب حرية التعبير". وأضاف: "اليوم الوضع ممتاز والتنمية تسير بشكل جيد ولدينا هموم مثل مكافحة الفقر وكذا نتصدى مع الأسرة الدولية لمكافحة ظاهرة الإرهاب الذي يعتبر آفة " .. وأوضح الرئيس بهذا الخصوص انه بحث هذا الموضوع خلال زياراته الخارجية وبالذات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في الزيارة الأخيرة: " تحدثت معهم أن تتبنى الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول دائمة العضوية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الافرو أمريكي ومنظمة عدم الانحياز ومنظمة العمل الإسلامي إن تتبنى المبادرة العربية التي اقرها القادة العرب في مؤتمر بيروت وأكدوا التمسك بها في قمة الرياض وهي التي ستعمل على إحلال السلام وإطفاء الكثير من الحرائق المشتعلة في المنطقة نتيجة غياب العدالة الدولية". وتساءل الرئيس لماذا التطرف كيف ينمو؟؟ .. وقال: " أنهم يستقطبون الشباب ويغرروا بهم بالقول انظروا إلى غياب العدالة الدولية وكيف تنفذ القرارات الدولية بمعايير مزدوجة ولا احد يعيركم اهتماما كعرب، أو كعالم ثالث".. وتابع " لكن لو نفذت قرارات الشرعية الدولية بشكل جيد وقبلت إسرائيل بإقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية فان كثير من الشباب المغرر بهم سيهدأون.. هذا ما نتبناه أمام الأسرة الدولية وطرحناه مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ومع الاتحاد الأوروبي". وأردف قائلا " ينبغي على الأسرة الدولية أن تتحرك في هذا الإطار وان يقبلوا بقيام الدولة الفلسطينية في إطار المبادرة العربية وهي الحد الأدنى أراضي 67م ، وإسرائيل تدعي أن أمنها مهدد وإنها غير آمنة .. فستأمن إذا قبلت بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس". كما استعرض الرئيس علي عبد الله صالح تجربة اليمن في التحول نحو اللا مركزية، مبيناً: أن القضايا "أصبحت تنتقل من المركزية إلى اللامركزية وستتحقق بصورة اكبر عندما تجرى بعض التعديلات الدستورية لانتخاب المحافظين ومدراء الوحدات الإدارية بحيث تبقى مهمة الحكومة هي التخطيط والبرمجة والأشراف والمتابعة، ولكي لا يتحول الوزراء إلى مدراء تنفيذيين ومدراء عموم، وتبقى مهمته التخطيط والإشراف والمتابعة، ويترك للمدراء التنفيذيين في المحافظات العمل وتحمل المسؤولية". وأضاف: " المحافظ والسلطة المحلية هم الذين يضعون موازنات المحافظة ويعرفون هموم المواطنين لقربهم من هذه الهموم وبدورهم يرفعون بتلك الهموم للحكومة المركزية التي تعتمدها فهناك بعض الموارد بدلا من أن تأتى من قبل الحكومة المركزية تقوم بجبايتها المجالس وهذا يحقق نجاحات ايجابية لان المواطن هو المنتفع وهم من يحتاجون إلى بناء مدرسة أو مسجد أو أنشاء مشروع مياه أو مركز صحي لمعالجة المرضى ، مما جعل أعضاء السلطة المحلية حريصين على تحصيل الإيرادات , التي كانت مهملة ولم يكن باستطاعة الحكومة المركزية جبايتها". وأوضح: " لقد أصبح هناك اليوم تنافس شديد في المحافظات على جباية العائدات التي خول لهم القانون جبايتها من اجل تنفيذ المشاريع وهناك موارد مركزية من اختصاص وحق الدولة المركزي مثل إيرادات النفط والمعادن والجمارك والضرائب والموانئ وهذه موارد سيادية تتبع الدولة المركزية لكن هناك موارد مثل بعض الضرائب وغيرها الكثير تتبع السلطة المحلية فأصبحت السلطة المحلية تتمتع بصلاحيات واسعة وتحقق نتائج باهرة. وأشار الرئيس إلى أن السلطة المحلية في اليمن تتكون من حوالي 7 آلاف عضو قيادي من صناع الرأي أصبحوا مشاركين في عملية التنمية في الخدمات على سبيل المثال وفي كل شيء هم أصحاب القرار. ولفت إلى "أن الحزب الواحد يفرض رؤيته دون إتاحة الفرصة للآخرين لإبداء أرائهم ونحن والحمد لله أخذنا بالتعددية السياسية والحزبية منذ 17 عاما ولا تراجع عنها". وأكد أن "حرية الرأي والصحافة موجودة ونحن أجرينا ثلاث دورات انتخابية برلمانية ودورتين للانتخابات الرئاسية والمحلية وكانت شفافة ورائعة وشهد لها العالم بالنزاهة ، ومع ذلك نحن ماضون الآن في العمل على بعض التعديلات الدستورية لإيجاد نظام الغرفتين من مجلسي النواب والشورى وأيضا نعمل على تعديل دستوري يقضي بانتخاب المحافظين ومدراء الوحدات الإدارية بهدف الحد من المركزية الحادة وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية بحيث يصبح المواطن شريكا أساسيا في صنع القرار من خلال وجوده في السلطة المحلية". وقال: " هذا ما أحببت أن اطلع الإخوة والأصدقاء المؤتمرين واكرر الترحيب بكم في العاصمة صنعاء وأتمنى لهذا اللقاء التوفيق والنجاح والمزيد من التشاور والتفاهم لما يخدم الأمن والسلم الدوليين وفي المنطقة بشكل خاص ونكون شركاء في المجال الديمقراطي وكذلك في مجالات أخرى ثقافية وسياسية واجتماعية". وتابع " علينا أن نكون شركاء فالعالم أصبح اليوم قرية واحدة من خلال القنوات الفضائية ولم نعد نجهل ما يجري في أمريكا مثلا ولا في أمريكا اللاتينية ولا آسيا حيث أصبح العالم قرية بفضل وسائل الاتصال الحديثة".