قال الدكتور/ عبد العزيز المقالح – المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية، رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني: إن غياب الحرية في المجتمعات العربية هو مكمن التخلف والاحتراب والفرقة والصراعات المجانية وصمود الديكتاتوريات المصادرة لحق الإنسان في العيش والتفكير والعمل الحر، وقد أفضت إلى جانب الأجنبي والقوى المعادية للأمة إلى ضمور الوعي والفكر القوميين ومن ثم إلى الأمن والاستقلال والحريات في أوطاننا مما أدى إلى تراجع القضايا القومية وفي مقدمتها قضية فلسطين التي ظلت جرحا نازفا في جسد هذه الأمة دون أن تجد العلاج الناجع والحاسم. جاء ذلك في مداخلة له ألقاها صباح اليوم – الأربعاء، على هامش مشاركته فعاليات ندوة دور المثقف في الإصلاح الديمقراطي نظمها مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان بمشاركة عدد من المفكرين والسياسيين والكتاب وعلى رأسهم الدكتور/ خير حسيب –رئيس مركز دراسات الوحدة العربية. وأشار إلى أن جثمان الديكتاتورات والأنظمة الشمولية وشيوع الروح غير المسؤوله وغياب الحريات أنتجت إلى ما نشهده اليوم من إنكسارات بالغة الخطورة وتراجعات وخسائر تهدد الأمة وهويتها، ويرى المقالح أن دور المثقف لا يقتصر على مكان محدد أو قطر معين من الأقطار العربية دون سواه مغربا ومشرقا ولهذا من النافل بان هذا المثقف الذي يتصف بالتواضع ونكران الذات وبإيجاز لدوره التاريخي المتميز يتحول إلى قدوة لمن يرغب من المثقفين في أن يؤدي دوره في حياة وطنه وأمته. ونوه إلى أن ما ينقص الأمة في وضعنا وزمننا الذي نعيشه تحولاته وأحداثه العاصفة ليس النظريات المجردة والفرضيات والأفكار بل الديمقراطية وتوعية الناس باستحقاقات هذا المناخ ومستلزماته ما يترتب من حقوق وواجبات. من جهته الأستاذ/ عزالدين الاصبحي– رئيس مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان عبر عن الحاجة إلى فرز يتجاوز التمرس بالإطار الحزبي أو الرؤوس الضيقة إلى فرز يظهر لنا ما هو مع قيم الحضارة و الانفتاح على روح العصر والمؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان وبالاستقلال والتحرر من هيمنة الاستعمار وظلم الحكام يؤمن بقيم العدالة والمساواة وحقوق المرأة، منفتحا على الآخر وعلى نوافذ العصر متأثرا ومؤثرا بكل المبادئ الإنسانية الخلاقة. وأشار إلى انه بقدر ما نحن بحاجة ماسة لنستعيد دور النخب الفاعلة ليس فقط في وضع الرؤيا المعاصرة للتغير الديمقراطي على ما يجعل مجتمعنا يواكب العصر وتقدمه بقدر ما نحن بحاجة إلى طليعة جسورة تكسر دوائر الخوف والرعب من السلطات الظالمة. هذا وكانت فعاليات الدورة والتي تختتم غدا الاثنين قدم خلالها عدد من أوراق العمل لعدد من المهتمين تناقش دور المثقف العربي في وضع التحولات نحو الديمقراطية أبرزها ورقة للدكتور/ خيرالله حسيب – رئيس مركز دراسات الوحدة العربية.