-1- يجري لاهثاً ممسكاً بسلاحه. تغتال وجهه قطرات العرق التي تبرد القليل من فزع روحه. يمشي على أطراف أصابعه بين الأحراش، و لا شيء حوله سوى الصمت، و أرواح مستكينة إلى الصمت أيضاً. يتوقف قليلاً، فيسمع صوت انكسار غصن تحت رجل مرتعشة. الغنيمة! أفرغ الطلقات عليها، ليعلم حينما أفاق أنها "هو". -2- يبحث بين فتات القمامة عن لقمة سائغة تسعف الروح لليوم التالي.. يبحث ويعبث، ولا شيء سوى المزيد من النتن. رحم الله الأيام التي كانت القمامة تغدو فيها بفتات. يرنو إلى الجهة المقابلة، فيرى تلفازا يعلن عن ((جمعية الرفق بالحيوان..)). -3- في بحثه الدؤوب عن خرائط الوطن.. وجد الضوء يخفت .. ثم غاص في ظلام بسبب الفاتورة.. وعلم أنه، لا خريطة لوطن، حتى تدفع الفاتورة.. -4- قيل له: ((سأقتلك)). أجاب "ه": ((انتظر قليلاً إذن..)) - لم؟ - لأنني أريد تحرير شهادة وفاتي...هذه المرة على الأقل.. -5- ((مفاتيح الحقيقة، تفتح عوالم الألم))... خط بالقلم.. أكل نفسه، ثم كسر القلم... ((أنت السبب، في فتح عوالم الألم..)) -6- دخل إلى متاهة الكلمات، و دهاليز العقول المنبرية... في المعدة قرص لاذع، وفي العين زغللة مائعة تجعل الأجسام ترتدي أزياء طعام... توجع: ((أواه)).. فتح الصواني، فما ثم إلا كتب مأكولة.. أهداه المستضيف - بعد أن استيأس صاحبنا -أوراقاً.. فالتهمها كلها..