في بادرة هي الأولى من نوعها، حوّل أبناء الجالية اليمنية بالولايات المتحدة أعياد الوحدة إلى أعراس حقيقية تعيشها البيوت، وحولوا أعراسهم إلى مهرجانات وطنية تزف بها الوحدة، بعد أن بادرت الأسر الراغبة بتزويج أبنائها وبناتها الى توقيت مواعيد الزفاف مع أعياد الثاني والعشرين من مايو. وفيما فسر البعض الظاهرة على أنها نوع من التفاؤل بطول أمد العلاقة الزوجية باعتبار أن الوحدة اليمنية خالدة للأبد، اكتفى آخرون بتفسير الأمر على أنه تقليد يمني شائع باستثمار مناسبات الأعياد في إقامة الأعراس، مؤكدين أن عيد الوحدة يضاف لعيدي الفطر والأضحى. ومع أن البعض لم يجد تفسيراً لإصرار أبناء الجالية اليمنية بمتشغان هذا العام على تنويع مظاهر الاحتفال بالوحدة، إلاّ أنه بدا واضحاً أن ثمة تحدي يصر اليمنيون على كسب رهانه، وقهره بمزيد من أواصر المحبة والتآخي والتآزر. "نبأ نيوز" انتهزت الفرصة لتقرأ المشهد عن كثب، فشاركت " آل جمجم" أفراحهم بزفاف أبنهم الميمون علي ناصر جمجم.. فقد احتشد جمع غفير من أبناء الجالية في قاعة الاحتفال التي غاصت بالشخصيات السياسية، والاجتماعية، ورجال المال والأعمال اليمنيين، وممثلين من الجمعيات والمنظمات اليمنيةالأمريكية، وجمع كبير من أبناء الجالية في حفل زفاف ساهر في قاعة نادي "بنت جبيل" الشهيرة في منطقة "ديربورن"، إذ شاركت فيه فرقة الأفراح الموسيقية، والفنان عبد النور الشميري، وفرق خاصة بالغناء والطرب والبرع اليمني الشهير.
سألنا والد العريس رجل الأعمال اليمني الأمريكي الأخ ناصر جمجم- والذي كان أكثر المساهمين مالياُ في إقامة الاحتفال بعيد الوحدة اليمنية الأسبوع الماضي- عن سرّ إصراره للربط بين العرس وعيد الوحدة، فقال أنه فخور وسعيد جداُ بمناسبة زفاف أبنه "في مثل هذه الأيام تزامناُ مع فرحة وسعادة كل اليمنيين في الداخل والخارج بميلاد اليمن الجديد، يوم قيام الوحدة المباركة واحتفالات الوطن بهذه المناسبة الغالية على كل يمني حر ونزيه". وأضاف جمجم : "بالنيابة عن آل جمجم جميعاُ أتوجه بالشكر الكبير لجميع أبناء الجالية الأكارم الذين شاركونا أفراحنا بمناسبة زفاف أبنهم وأخوهم الولد علي ناصر.. ونزف من خلالهم جميعاُ تهانينا إلى كل اليمنيين في المهجر وأرض الوطن بمناسبة العيد الوطني السابع عشر للجمهورية اليمنية والذي قد اخترنا هذا التوقيت للعرس والفرح والسرور حبا وأكرماُ ووفاء للوحدة وللجالية وكانت الفرحة بالنسبة لنا فرحتين في يوم واحد". أجواء العرس التي بدت فعلاً كحفل وطني، ففي قاعة الاحتفال التقينا بنائب رئيس كونجرس المؤسسات العربية الأمريكية، رئيس المجلس الاستشاري للجمعية الخيرية اليمنيةالأمريكية الأستاذ علي قاسم بلعيد المكلاني، الذي استهل حديثه ل"نبا نيوز" برفع التهاني لآل جمجم باسم الجالية والمغتربين في ولاية متشغان وهنأ الجميع بالحضور الكبير، وقال: إن هذا الحضور إن دل على شي فإنما يدل على الوعي والإدراك والتقارب الكبير بين أبناء الجالية والذي لم يسبق له مثيل. وأضاف الأستاذ بلعيد: "هذا الحضور كله يعبر عن حب واحترام رجل الأعمال الأخ ناصر جمجم الذي له يد داعمة دائماُ في قضايا الجالية ومصلحتها والاحتفالات بأعياد الوطن.. وإننا نكرر تهانينا اليوم في هذا الحفل الكبير لليمن واليمنيين جميعاُ بمناسبة قيام الجمهورية اليمنية، ونؤكد لكل من يفكر في العودة بنا إلى ما قبل الثاني والعشرين من مايو أن هذا مستحيل، والخوض في حديث التشطير والانفصال تعتبر خطوط حمراء لا يقبلها العقل والمنطق، ويرفضها كل إنسان لدية قدر بسيط من الحرية والكرامة والعزة والديموقراطية". وشدد الأستاذ بلعيد المكلاني على وحدة الصف بين المغتربين ونبذ الفرقة والخلافات، داعياً إلى "ترك الحزبية والتعصب بأي شكل في صفوف الجالية وأكد على أن الجالية اليمنية في وضع متميز جداُ وأبنائها كالجسد الواحد لا يخضعوا لي خلافات سياسية في الوطن بل سيكونوا دائما عوناُ وسنداُ وداعماُ للقضايا الوطنية التي تخدم أمن واستقرار اليمن والمصلحة العامة لكل أبنائه الأوفياء". كانت تلك العبارات هي الرسالة الحقيقية التي أراد المغتربون في المهجر الأمريكي توجيهها من توقيت أعراس أبنائهم وبناتهم في هذه الأيام الوحدوية. هكذا حوّل أبناء الجالية اليمنية بالولايات المتحدة أعياد الوحدة إلى أعراس حقيقية داخل بيوتهم، وحولوا أعراسهم إلى مهرجانات وطنية تزف بها الوحدة.. "نبأ نيوز" شهدت العرسين معاً في حفل آل جمجم، وحملت معها إلى القراء أبياتاً من قصيدة الشاعر علي بلعيد المكلاني ( أبو ظافر) التي ألقاها بمناسبة حفل زفاف علي ناصر جمجم: سلام ما أتكرم في الماطر * وسقى الأراضي وخضر أشجاره مخصوص مني للصديق ناصر * بعطر أصلي غالي أسعاره وآل جمجم مكرمي الدافر * وآل الربيعي جملة أصهاره ومن حضر سلام له وافر * من أصدقاء ناصر وأنصاره ناصر صديقي بالعطاء زاخر * نشمي وفي قوله ومعياره هذا الزخم في جمعنا الباهر * يثبت عمل جمجم ومقداره ياهاجس البداع أبو ظافر * نظم قوافي ترعش أوتاره يبلغ مداها إلى قفاء الداير * إلى ورى الأبحار وقطاره يسمع صداها مسكن الشاعر * سحلول وأبن المجربي جاره شوقي ومنهم في السمر حاضر * نسمع كلام النظم وشعاره ليلة سعيدة جوها ساحر * والعود يترنم على أوتاره نفرح ونرقص والزمن عابر * نجأم الفلك والأرض دواره من قلب أبو ظافر وأبو عامر * هنوا الذي حل الفأرح داره بارك لهم هذا المساء الساهر * حفل العرس زاهي في أنواره جمجم علي يستاهل الفاخر * شقري ربيعي طاب مشقاره شيحاط هنة فرح،ة الطاير * وتنتظر يأتي إلى أوكاره يحفظكم الله من حسد ناظر * رب السماء ذي يعلم أسراره وبالسعاده يشرح الخاطر * والصدق ساس البيت وظباره عقبال للعازب وللصابر * أو ذي حرم من خيرة أزهاره ختم القوافي بالنبي الطاهر * صفوة قريش ذي شاعة أخباره
والمعروف أن أطفال الجالية يحرصون دائماُ على الحضور في مثل هذه المناسبات والأفراح، ويدون متعة كبيرة في الاستماع إلى الأغاني اليمنية، ومشاهدة الرقص الشعبي، والانسجام مع القصائد الشعرية والبرع.. وقد سجلوا حضوراً كثيفاً.. أدام الله أيام اليمنيين أفراحاً وأعراساً أينما حلّ بهم المقام..