عند قمة جرف جليدي في غرينلاند حيث كانت نساء الاسكيمو المسنات يلقين بأنفسهن من أعلي عندما يشعرن أنهن أصبحن يشكلن عبئا علي مجتمعهن. يسمع صوت تصدع ودوي تصادم كالذي يصاحب الرعد يخترق الاجواء، غرينلاند وبسرعة تفوق ما تخيل العلماء حدوثه، وأوضح دليل علي التغير الذي يطرأ علي المكان يتمثل في جزيرة جديدة في شرق غرينلاند. وأطلق عليها المستكشف الامريكي دنيس شميت جزيرة الدفء عندما اكتشفها عام 2005 حيث برزت من تحت الجليد الآخذ في التراجع.وإذا ما ذاب الغطاء الجليدي تماما سترتفع المحيطات بنحو سبعة أمتار فتغمر الفيضانات نيويورك ولندن وتغرق دول جزر مثل المالديف. والذوبان الكامل قد يستغرق قرونا لكن ارتفاع حرارة الارض الذي يلقي خبراء المناخ باللائمة في حدوثه اساسا علي استخدام الانسان للوقود الاحفوري يرفع حرارة القطب بشكل أسرع عن أي مكان آخر علي الارض.وجزيرة غرينلاند هي أكبر جزيرة في العالم ويكسو معظمها غطاء جليدي سمكه حوالي 6.2 مليون كيلومتر مكعب ويمثل عشر المياه العذبة في العالم. وخلال الثلاثين عاما الماضية اتسع نطاق ذوبانه بنسبة 30 بالمئة وحاليا يفقد الغطاء ما بين100 إلي 150 كيلو مترا مكعبا من الجليد كل عام وهو ما يفوق كل الجليد في منطقة الإلب.