هناك جماعات وأفراد من البشر لم يصدقوا أنفسهم إنهم استلموا الوظيفة العامة في الدولة وخاصة إذا كانت هذه الوظيفة خدمية تلامس مصالح المواطنين اليومية، فيبدءوا بفرد العضلات والتلويح باستخدام كل وسيلة للوصول إلى غايتهم المنشودة..! فهم يستغلون الوظيفة في الإضرار بالمصلحة العامة، ومصالح المواطنين، ويحولونها إلى ملكية خاصة يبحثون من خلالها عن الثراء السريع- خاصة إذا كانت هذه الوظيفة محددة بمدة، فهنا يتسابقون مع الزمن، متبعين المقولة: (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك).. يتظاهرون بأنهم مُصلحين وما هم بمصلحين ولكنهم مفسدين وفاسدين، وسرعان ما يكشفون أنفسهم من أول هزة يشعرون بقربها منهم، حتى ولو كانت هذه الهزة عابرة لا تعنيهم. فيتقمصون الورع والتقى وهم إلى الفجور اقرب.. يتظاهرون بالنزاهة وهم يلهثون وراء الرشوة، وجملة الهدايا.. يعتقدون أنهم فوق القانون مطمئنين إن يد القانون والعدالة لن تطولهم، وان الرقابة لن تلاحقهم، ونسوا أنهم مراقبون من لدن رب العالمين، وان عدالة السماء أقوى، وافتك من عدالة الأرض.. فهل ضمنوا لأنفسهم النجاة؟ أم أنهم يعتقدون أنفسهم فوق ذي علم عليما؟ متى سنرى بزوغاً لشمس فجر الهيئة العامة لمكافحة الفساد!؟ سمعنا عن تشكيلها، وسمعنا عن تكويناتها، وسمعنا أقوال وصياح أعضاء مجلس النواب عندما عُرضت عليهم تشكيلة الهيئة العامة لمكافحة الفساد.. وتم بحمد الله اختيارأصحاب الكفاءة من أبناء الوطن للهيئة، وأمس سمعنا وقرأنا ما قاله الأخ وزير الصحة في مجلس النواب عن سلفه، فهل سنرى أول باكورة إنتاج الهيئة العامة لمكافحة الفساد من وزارة الصحة؟ أم إن كل قِيل وسوف يُقال، وذلك الصياح كان عبارة عن زوبعة في فنجان؟ أم انه عبارة عن حقن ومهدءات يُضْحَكُ بها على هذا الشعب الطيب الوفي؟ كثر الفساد في المدن والأرياف، وفي البر والجو والبحر، وفي خارج الحدود اليمنية تعرّض ويتعرض المال العام إلى الاستباحة والنهب المستمر، وتعرّض ويتعرض المواطن اليمني إلى ابتزاز ضعفاء النفوس، ونحن منتظرون بزوغ فجر ذلك اليوم الذي نشاهد فيه وقد بترت أيادي الفساد والمفسدين، وعلقت في الميادين العامة ليكونوا عبرة للآخرين، ورادعاً لمن تسول لهم أنفسهم الإضرار بالمصلحة الوطنية العليا. متى سنشاهد على التلفاز اليمني صور أولئك المشهر بهم من هوامير الفساد الذين يعتقدون أنفسهم اليوم فوق القانون، فينهبون ويسرقون دون خوف من العقاب أو من العدالة!؟ إذا تكلم المواطن عن الفساد نُهِرَ وزُجِرَ وربما ألصقت به تهم شتى، فكيف يتجرؤ على إتهام الأسياد؟ هكذا يعتقدون من يتربعون اليوم على كراسي الوظيفة العامة! هكذا يكون الوضع "عندما يعتقد البعض أنهم فوق القانون أو أنهم فوق ذي علم عليم"! دعوة من القلب إلى الأخ الرئيس: علي عبد الله صالح نقول له: الإغاثة! الإغاثة! النجدة! النجدة! قبل أن تُحْرَقَ أفئدة العدالة، والنزاهة الوطنية في بلادنا اليمن الحبيب؟ فنحن وجيش الفساد في سباق مع الزمن، فهل تترك تلامذة مدرستك الوطنية يا سيادة الرئيس يُخُذَلُون ويواجهون الإخطبوط لوحدهم؟ أم انك السند القوي لكل يمني حر أبي يكره الفساد ويبغض المفسدين!؟ إننا نعلم علم اليقين يا سيادة الرئيس انك كنت ولا تزال رجل المواقف الوطنية، شجاع في الحق، وهذا هو الدرس الذي تعلمناه في مدرسة علي عبد الله صالح الديمقراطية، فها نحن ننادي بوقف الفساد في بلادنا الحبيبة؟